من الناس من يعلم كذب نفسه، وظلمه لغيره، لكنه يتمادى ويكابر ويعاند ويصر على أنه المظلوم ويدلي بالحجج الواهية والادلة الكاذبة وتصيد الشبهات التي تدعم جانبه والعبارات التي تروج حجته فيلجأ الى التزوير بالباطل وربما استعان باخوان دربه في صنع الكذب وتضليل الناس لمصالح بينهم مشتركة بل ان فئاما من الناس قد أوتوا بسطة في الألسن وقدرة عجيبة على الخصام والجدال. ترى أحدهم ثرثارا متقعرا في كلامه يلوي لسانه للناس لي البقر للمرعى بلسانها، يصنع من المسلمات واليدهيات عجائب وغرائب ليخدع بها من حوله كي يضمهم في صفه.. وكثيرا ما تجد هذه الفئة من الناس انها حريصة على ان تظهر امام الآخرين بمظهر الكمال والتمام وصدق الاقوال وحسن الفعال.. لتمرير قضاياهم وحججهم المبطنة بالكذب على الآخرين ويا للأسف اتهم ربما وجدوا مجتمعا بسيطا تنطلي عليه هذه الحجج والاوهام لانهم كالحرباء في تلونها ، يتصنعون الكلم ثرثرة في كل واد يتخبطون، أناس ألسنتهم أحلى من العسل وقلوبهم أمر من الصبر حاقدة حاسدة ظالمة. ان الايمان لا يتفق مع الكذب، ولا يقبل الخداع ولا يعرف المداهنة في الباطل.. انما يثمر الايمان ثمرته ويؤتي أكله اذا كان اساسه صدقا في القلب، وتطبيقا صحيحا في العمل، ومعاملة حسنة بين الناس (الدين المعاملة) فما أسرع ان تنكشف هذه الفئة من البشر وتظهر حقيقتها للعيان، وتعرف مصيرها بأنها نذير بالخطر والفوضى وتضليل المجتمع وان اعمالها مشوبة باخلاق المخادعين.. وما فاز الا المخلصون وما خاب وخسر الا المراؤون المجادلون الظالمون.. مرضى الكذب والمؤمن لا يكذب. @@ علي صالح السنني