يلعب المستهلك الواعي في الدول المتقدمة دورا بارزاً في حماية نفسه من المنتجات والخدمات الضارة، حيث يمارس الضغطين القانوني والنفسي على المنتجين والتجار بما يفيده حينما يقاضي المنتجين في المحاكم ويقاطع المنتجات التي تهدد صحته وسلامته، ويقوم بتقديم المعلومات عن الشركات التي تقوم بالدعاية الكاذبة التي تستغلها بعض الشركات والوكالات الإعلانية لزيادة مكاسبها المالية من الزبون. ولوعي المستهلك دور بارز في تطوير المنتجات والخدمات، حيث يساعد على تطوير جودة المنتجات وسلامتها من العيوب. ومن الطبيعي أن تتطور المنتجات والخدمات من خلال الاقتراحات التي يقدمها المستهلك للمنتجين. والمستهلك الواعي يعرف حقوقه مما يضيف الضغوط على المنتجين لمواكبة وعيه بحقوقه لأنه أصبح قوة كبيرة في التشريعات التي تحمي المستهلك من جشع المنتجين واحتكارهم. وتختلف السلوكيات الاستهلاكية للمستهلك الواعي عن سلوكيات المستهلك الذي لا يعرف حقوقه الاستهلاكية التي تشمل جودة وسلامة وأمان وفائدة المنتج. وللمستهلك الواعي هيبة لدى المنتجين الذين يخافون من الجانب القانوني عندما يقدمون السلع والخدمات من غير الأخذ بمعايير السلامة والصحة الكافية. وتتوخى الشركات الحذر في تعاملها مع المستهلك الواعي لأنه يستطيع الزج بها في قضايا قانونية لتعويضه عما لحق به من أضرار مالية وصحية ونفسية وجسدية بسبب السلع أو الخدمات التي لا ترقى لمستوى الجودة العالية والسلامة الكافية. ولقد تطورت منتجات الشركات الأمريكية واليابانية والألمانية في العقدين الأخيرين نتيجة وعي المستهلك بالأمور الصحية ومستوى السلامة، ونتيجة لمعرفته بما تعنيه المنافسة في مجالات الجودة والسعر والسلامة. ويعد إنشاء حماية المستهلك في الكثير من دول العالم نتيجة لوعي المستهلك ومطالبته بالحماية الحكومية من جشع وأخلاقيات العمل المتدنية للكثير من التجار والمنتجين للسلع الاستهلاكية والصناعية. ويعرف المنتجون والبائعون أن المستهلك الواعي يستطيع مقاضاتهم والحصول على تعويضات جراء تعرض صحته وسلامته وقيمه للأذى من المنتج أو الخدمة التي حصل عليها منهم، لذلك أصبح المستهلك الواعي يرسم خطاهم نحو تحسين جودة ما يقدمونه في السوق. المستهلك السعودي يحتاج لتوعية استهلاكية عن معايير السلامة للمنتجات، وبخاصة الكهربائية منها والتي تكتسح السوق. والكثير من هذه المنتجات رخيصة مقارنة بالمنتجات الأخرى مما يشير إلى أنها غير مكلفة ولا تحوي المستوى العالمي للسلامة ما يعني أنها ذات خطورة على مستخدميها. ولقد تبنت بعض الجهات المتخصصة في حماية المستهلك توعيته بالمنتجات من حيث السلامة والمحتوى والدعاية الكاذبة التي لا تعكس حقيقة المنتج وما يتعلق به من خصائص تهم المستهلك أو المستخدم. أستاذ إدارة الأعمال والتسويق المساعد بجامعة الملك فهد للبترول والمعادن