يقول الفيلسوف الصيني القديم لاو تزو مشوار الالف ميل يبدأ بخطوة وبالنسبة لكرة القدم الآسيوية التي لا تزال تكافح لترسيخ أقدامها على الساحة الدولية فان هذا الطريق يبدو الان طويلا ووعرا بشكل لم يسبق له مثيل ووجه مسؤول آسيوي كبير لكرة القدم هجوما حادا على بكين هذا الاسبوع مما أثار خلافا غاضبا ألقى بظلاله على بطولة الامم الاسيوية لكرة القدم. كما كشف النقاب عن عدد من أوجه القصور في الطريقة التي تدار بها كرة القدم الاسيوية وأبرز الهوة التي تفصل بين اسيا واوروبا وامريكا الجنوبية في هذه الرياضة الشعبية تم الترويج لبطولة الامم الاسيوية 2004 على انها الاكبر والافضل على الاطلاق لكن عدة لاعبين بارزين انسحبوا من البطولة متذرعين بالاصابة. واختير عدد آخر من اللاعبين للعب في دورة الالعاب الاولمبية بدلا من بطولة آسيا وهو ما قوض بشدة صورة البطولة الاسيوية وهذا الوضع يتناقض بشكل لا نظير له مع بطولة الامم الاوروبية التي استضافتها البرتغال وتحولت نقطة مثار قلق للاتحاد الاسيوي واللجنة المنظمة الصينية الى خلاف حاد بين الجانبين. وأثار بيتر فيلابان الامين العام للاتحاد الاسيوي لكرة القدم مشاعر الغضب باتهام المشجعين في بكين بالوقاحة لانهم أطلقوا صيحات استهجان اثناء مباراة افتتاح البطولة وقال : أهل بكين ليسوا مهذبين واضاف: اطلق الناس صيحات الاستهجان امام رئيس الاتحاد الآسيوي لكرة القدم محمد بن همام ورئيس الفيفا سيب بلاتر وزعماء صينيين ليست هذه ثقافة الصين عندكم ثقافة عظيمة وتقاليد وتعليم في الصين لكن ذلك لم يكن ظاهرا اليوم والتصرف اليوم جعلني اعتقد انني لست واثقا من ان بكين يمكنها تنظيم دورة اولمبية جيدة.وهدد فيلابان بعدم تنظيم أية بطولات مقبلة في الصين مشيرا الى ان الاقبال الجماهيري كان ضعيفا على مباراة الافتتاح التي تعادلت فيها الصين مع البحرين 2-2 وقال في مؤتمر صحفي اين كان سكان بكين لو استمر هذا الامر فان بكين لن تصبح عاصمة كرة القدم في اسيا وسنعيد النظر في تنظيم بطولات للاتحاد الآسيوي في بكين. وكان رد فعل وسائل الاعلام الصينية والمشجعين سريعا وعنيفا مما أجبر فيلابان على تقديم اعتذار لانقاذ ماء الوجه وقال : جاء وفد من نادي مشجعي بكين لمقابلتي بشأن ما قلت وابلغتهم انني اذا كنت جرحت مشاعرهم فانني اعتذر.. ومضى يقول: اسأت فهم سبب صيحات استهجانهم وابلغت انه كانت هناك مشكلة فنية. وأفاد العديد من الصحف ان الاستهجان الذي اعترض عليه فيلابان كان موجها في الحقيقة الى مسؤولين عن الكرة في الصين.. ظهرت وجوههم على الشاشة الكبيرة في الاستاد كما أعرب فيلابان عن ثقته في نجاح بكين في تنظيم الدورة الاولمبية 2008 وقال ان بكين ستكون افضل دورة اولمبية على الاطلاق بالنظر الى المساعدة من الناس والحكومة.لكن اعتذار فيلابان جاء متأخرا ولم ينجح في تفادي موقف محرج للاتحاد الآسيوي الذي حاول جهادا على مدى العقد الماضي ان يظهر في صورة الهيئة الحازمة ولعب فيلابان نفسه دورا جوهريا في اقناع الاتحاد الدولي لكرة القدم بقبول عرض لم يسبق له مثيل بتنظيم كأس العالم 2002 في اليابانوكوريا الجنوبية. وبعد النجاح منقطع النظير لاول بطولة لكأس العالم في آسيا ارتفعت أسهم فيلابان ومع صعود كوريا الجنوبية للدور قبل النهائي بدت المنطقة وكأنها تستعد للتحليق في سماء كرة القدم ولكن بعد مرور عامين فقط يعاني منتخبا اليابانوكوريا الجنوبية من اضطرابات وعروض سيئة. وتعادلت كوريا الجنوبية بدون أهداف مع جزر المالديف في وقت سابق هذا العام وقدم منتخب اليابان عروضا متفاوتة تحت قيادة مدربه البرازيلي زيكو وكان فيلابان يتوقع ان تؤدي بطولة الامم الاسيوية لوضع كرة القدم الآسيوية على الخريطة العالمية بل ان بلاتر قال عشية انطلاق البطولة ان هذه اللعبة الجميلة ظهرت أصلا في الصين قبل اكثر من الفي عام لكن الايام الاولى من البطولة شابتها مشاحنات سياسية وضعف الحضور الجماهيري اضافة الى اقالة المدير الفني لمنتخب قطر فيليب تروسييه. وخرجت جماهير يتراوح عددها بين 35 ألفا و48 ألف متفرج لمشاهدة مباريات لمنتخبات كوريا الجنوبيةواليابانوالصين على مدى الاسبوع المنصرم وكانت هذه المشكلات أسوأ بكثير قبل أربعة أعوام عندما قاد الفرنسي تروسييه اليابان للفوز ببطولة الأمم الآسيوية للمرة الثانية.ووزعت اللجنة المنظمة لتلك البطولة آلاف التذاكر مجانا لتشجيع الجماهير على حضور النهائي بين اليابان والسعودية وخرجت بطولة 2000 متزامنة مع انتفاضة فلسطينية وحلقت طائرات حربية اسرائيلية فوق لبنان ووضعت قوات الامن عند الاستادات في حالة تأهب قصوى.