قال وحيد ابراهيم رئيس المكتب الوطني للسياحة التونسية ان صناعة السياحة تشهد هذا العام انتعاشا ورواجا بعد تراجع استمر عامين فيما عزز انتعاش قوي في سوقها الاوروبي الرئيسي عوائدها بنسبة 14 في المئة حتى الان. والسياحة هي المصدر الرئيسي لدخل تونس من العملات الاجنبية وتمثل نحو 17 في المئة من اجمالي الدخل بالعملات الاجنبية. وقطاع السياحة ايضا ثاني اكبر قطاع تشغيل بعد قطاع الزراعة. بيد ان قطاع السياحة شهد تراجعا بعد هجمات 11 سبتمبر 2001 على الولاياتالمتحدة وهجوم بالقنابل على معبد يهودي في جزيرة جربه الجنوبية في 2002 أسفر عن مقتل 21 شخصا بينهم 14 سائحا ألمانيا. وقال ابراهيم ان جميع مؤشرات الصناعة تشير الى انتعاش قوي ونهوض لقطاع السياحة في تونس هذا العام مشيرا الى انها ستكون نهاية فترة صعبة. وقال انه يتوقع ان يكون اداء قطاع السياحة افضل من عام 2001 الذي شهد انتعاشا قويا وان يكون افضل حالا من عامي 2002 و2003 عندما تأثر قطاع السفريات في العالم بعد هجمات 11 سبتمبر . وقال ان الهدف الاساسي هذا العام هو تحقيق اداء افضل من عام 2001 الذي شهد ازدهارا مشيرا الى ان عائدات السياحة ارتفعت 14 في المئة الى 909 ملايين دينار في النصف الاول من العام الجاري وان نسبة الاشغال في الفنادق زادت الى 55 في المئة مقارنة مع 47في المئة في العام الماضي. وزادت اعداد السائحين 23 في المئة في النصف الاول من العام الى 5ر2 مليون سائح مع زيادة عدد السائحين الاوروبيين بنسبة 26 في المئة وارتفاع السائحين من منطقة المغرب المجاورة بنسبة 16 في المئة .وقال ابراهيم ان عدد القادمين من بريطانياوالمانيا وفرنسا وايطاليا وهي الدول التي تمثل السوق الرئيسية لصناعة السياحة في تونس ارتفع بواقع 32في المئة و 29في المئة و24 في المئة و22 في المئة على التوالي في النصف الاول من العام الجاري. واضاف ان هذا يعني ان الانتعاش سيكون قويا لان اعداد السائحين من اسواق تونس الرئيسية في اوروبا التي تراجعت بشدة في العامين الماضيين ومنهم الالمان مثلا بدأت تعود الى مستوياتها العادية أو تشهد زيادة. وشهدت تونس تدفق نحو خمسة ملايين سائح سنويا في المتوسط خلال السنوات الخمس الماضية منهم 25 في المئة من المانيا. ويقول خبراء وعاملون في مجال الفندقة ان السائحين الالمان ينفقون بمعدل يزيد كثيرا عن الجنسيات الاخرى ليساهموا بنحو 40 في المئة من اجمالي دخل السياحة. لكن اعداد الالمان تقلصت بشدة في عامي 2002 و2003 نتيجة ازمة اقتصادية في المانيا وبعد حادث جزيرة جربه التونسية. وقال ابراهيم ان زيادة اعداد القادمين من المانيا بنسبة 29 في المئة أمر مشجع مع وصف سوق سياحة الالمان بأنه سوق اوروبا العليل. واشار الى ان اعداد السائحين الالمان انخفضت بواقع النصف بعد هجمات 11 سبتمبر على الولاياتالمتحدة. وقال ان تونس تفتح اسواقا جديدة في اوروبا وتعمل على توسيعها في اطار استراتيجية لزيادة الاعتماد على قطاع السياحة. واشار الى زيادة نسبتها 65 في المئة الى 20 الفا في اعداد السائحين الاسبان و24 في المئة الى 120 الفا في اعداد الروس. وقال ان تونس لديها استراتيجية لتعزيز الترويج السياحي في روسيا مشيرا الى انه يتوقع زيادة اعداد السائحين بواقع 700 الف سنويا خلال السنوات القليلة القادمة. وتوقع ابراهيم ان يصل عدد السائحين الى 680ر5 مليون في 2004 صعودا من خمسة ملايين في عامي 2002 و2003 ومقارنة مع 383ر5 مليون في عام 2001. وقال ان المؤشر الاكثر اهمية على قوة قطاع السياحة لا يتمثل في اعداد السائحين لكن في عدد الليالي التي يقضونها. واضاف ان عدد الليالي السياحية زاد بنسبة 21 في المئة الى 057ر14 مليون ليلة في النصف الاول من العام مقارنة مع نفس الفترة من العام الماضي مشيرا الى زيادة عدد الليالي خلال الفترة في جربه وحمامات الياسمين بنسبة 30 في المئة و91 في المئة على الترتيب. وقال انه يتوقع نتيجة لذلك ان ترتفع عائدات السياحة الى 110ر2 مليار دينار "700ر1 مليار دولار" في 2004 ارتفاعا من 023ر2 مليار دينار في 2003.