أكثر ما كنا نعرفه عن البرتقال أنه فاكهة شهية تمتاز بغناها بفيتامين سي وهو من الموالح التي يوصي الدكاترة المفلوزون و (المزكوبون) بشرب عصيره اللذيذ تعويضا عن فقدان الفيتامين.. وارتبط اللون البرتقالي في الأذهان بملابس المحكوم عليهم بالإعدام في بعض الدول وبملابس عمال النظافة لدينا (في إشارة رمزية الى حكم الاعدام الصادر ضد مرتباتهم) وارتبط اللون البرتقالي بالصندوق الأسود للطائرات (وش هالسيرة عالصباح؟) فهو برتقالي اللون وتسميته بالأسود تسمية رمزية لارتباطه بالمآسي ليس إلا (أجارنا الله وإياكم منها) ووظيفته تسجيل المعلومات عن الطائرة قبل سقوطها لتحديد سبب الكارثة (وعادة يقولون اللي يبونه) بعيدا عن الحقيقة ومين يقدر يحاججهم؟؟. ثم برز اللون البرتقالي واشتهر مع أسرى (جوانتانامو) الذين وضعوا في بلادنا المدنية والحرية وحقوق انسانهم (ماما أمريكا) في أقفاص كالقرود (للتطمش عليهم) وألبسوهم زيا برتقاليا فاقعا لا يسر الناظرين ليكونوا عبرة للمعتبرين.. شكلنا (بنخش) سكة شائكة فخلونا نطلع حتى لا يقفز لنا مشرف الصفحة بقلمه البرتقالي بعد. فجأة أصبحت البرتقالة سيدة الزمان وسيرتها على كل لسان ولا يخلو مكان من الحديث عنها والاستماع لها في المجالس، في الأعراس، في المطاعم، في المشاغل النسائية وفي مقاهي الإنترنت.. ويمكن في الورش بعد، ولا استبعد أن يكون هناك من اصبح يأكل البرتقال ويستطعمه بشكل مختلف بعد سماعها.. حتى رسائل الجوال الطريفة لم تخل من ذكرها ومنها:==1== استأنست بغداد من عقب صدام==0== ==0== من يوم قفا وقفوا عياله عساه يصدر له حكم شنق واعدام==0== ==0== اللي حرمنا من هوى البرتقالة==2== (وجع وش ذا).. السالفة لا تعدو أغنية عراقية هزيلة لمغن غير معروف جمع فيها نساء غجريات يتمايلن على انغامها وأصبحت تبث على مدار الساعة من قنوات تفريغ الهم وتفريخ العفن ليتسطح الشباب والشيبان المراهقون وتتسطح رؤوسهم المسطحة (خلقة) على مشاهدتها وارسال المسجات لطلب إعادتها!! لقد حاولت أن أفهم ما يجري فلم أستطع.. لماذا كل هذا الاهتمام والرواج للتفاهات في ظل الأوضاع المتردية عربيا؟؟ والمؤسف أن يقود هذا الردح والرقص على الجراح البرتقالة العراقية!!.==1== كل ما فينا جراح ودم ==0== نازف من كبد حرى تئن أتغني للهوى في مأتم ==0== ولنا من دمنا كأس ودن==2==