تحاول بعض البنوك الأوروبية استقطاب أموال الأثرياء من المسلمين لاستثمار أموالهم في أوعية لا تخالف الشريعة الإسلامية. والأمر ليس سهلاً بالنسبة للبنوك الغربية فبعض المسلمين يعتبرون سحب العمولة التي يأخذها البنك ربا وبالتالي حرام. هناك قدر كاف من الاثرياء في العالم العربي ويرغبون أيضا في استثمار أموالهم في مشاريع مربحة وهم يتجنبون الاستثمار في بلدانهم غالبا بسبب الفساد والمحسوبية السائدة والعائق الوحيد الذي يواجه هذا المسعى بالنسبة للمسلمين الاتقياء هو مشكلة الربا. هذه القضية معروفة حتى أن عددا من الاشخاص يستغلون معرفة الناس بها ويعرضون على عدة مواقع على شبكة الانترنت كراسات وكتيبات مريبة تعد مشتريها بتقديم أسهل الطرق للنصب على اثرياء العرب ، ويطلبون مقابل هذه الكتيبات مبلغ 23 يورو، وعلى المشتري إرسالها داخل ظرف بريدي مسبقا، ليذهب بذلك مبلغ الثلاثة والعشرين يورو أدراج الرياح ويتبخر معه حلم الثروة السريعة. وهناك طبعا محاولات أخرى للوصول الى أموال المسلمين الأثرياء لكن بطريقة جادة هذه المرة حيث انشأت بعض البنوك الغربية محفظات مالية إسلامية للأسهم، وفكرة هذه المحفظات المالية الإسلامية بسيطة إذ عوض تقديم نسبة محددة من الربا للمستثمر الأمر الذي يعتبره البعض محرماً فإن المستثمر يحصل على نسبة معينة من أرباح الشركات التي استثمرت فيها أمواله وهو الأمر الذي لا يعتبر مضموناً إذ يمكن أن يخسر المستثمر أموالا أيضا في حالة استثمار أمواله في مشاريع خاسرة. عائق آخر تحسب له البنوك حسابها أيضا إذ تعد المستثمرين المسلمين بتوظيف أموالهم في المجالات الاقتصادية التي لاتتعارض ومبادئ الشريعة الإسلامية ويسرد لنا المشرف على مشروع المحفظات المالية الإسلامية للأسهم في مصرف كومرتس بنك الألماني بفرانكفورت فرانك غينش المجالات التي يعتبرها المسلمون محرمة إذا يقول: الخمر والقمار، الفنادق وشركات الطيران أيضاً. ولا يرغب المستثمرون المسلمون توظيف أموالهم في الفنادق وشركات الطيران لانها تبيع الخمور، كما لا توظف أموال هؤلاء المستثمرين في مجالاث الاثارة وصناعة السجائر وتربية الخنازير... وسمى مصرف كوميرتس بنك الألماني، وهو الوحيد في ألمانيا الذي يقدم حاليا محفظات مالية إسلامية للأسهم، صندوق الصقور للمحفظات المالية الإسلامية للأسهم وعن اختيار البنك لهذا الاسم يقول فرانك غينش: الصندوق سمي هكذا لان الصقر يعتبر رمزاً للقوة. جدير بالذكر أن الصقر هو الحيوان المفضل لدى الأثرياء العرب، وكلف مصرف كوميرتس بنك الألماني فقهاء مسلمين بمراقبة الاستثمارات الجارية في إطار صندوق الصقور للمحفظات المالية الإسلامية للأسهم . أُنشئت مؤخراً محفظات مالية إسلامية للأسهم في جميع أنحاء العالم حتى أن مصرف سيتي بنك مثلاً أنشأ شركة إسلامية تابعة، بل لقد بلغ الأمر ببورصة نيويورك إنشاء مؤشر دو دجونز إسلامي سمي مؤشر دو دجونز للسوق الإسلامية، وتقدر الأموال التي تستثمر حسب أحكام الشريعة الإسلامية بمائتي مليار دولار.