(ماجور يا محفوظ ماجور).. وجدت نفسي اردد هذه الجملة ويهتف بها قلبي مرارا وتكرارا بمجرد رؤيتي صاحب السمو الملكي الامير سلطان بن عبدالعزيز النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع والطيران والمفتش العام .. تطالعنا صورته ووجهه البشوش على شاشة التليفزيون السعودي يمارس انشطته الحياتية بعد ان من الله عليه بالشفاء. (ماجور يا محفوظ ماجور).. يهتف بها قلبي قبل لساني لهذا الرجل النبيل (امير الانسانية) الذي لهجت القلوب قبل الالسن بالدعاء له بالشفاء العاجل من وعكته الصحية التي المت به مؤخرا والزمته الفراش حينا من الوقت ليستعيد بعدها عافيته بعد ان من الله عليه بالشفاء وألبسه موفور الصحة والعافية ليعود الينا ليملأ حياتنا املا وبشرا وتفاؤلا. (ماجور يا محفوظ ماجور).. لقد تهللت قلوبنا فرحا وطربا برؤيتنا سموكم الكريم تزور خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الامين وتستقبل الوفود من الامراء والمسئولين والعلماء والمواطنين الذين جاءوا إليك من كل حدب وصوب ليطمئنوا عليك ويزجوا لك السلام وهم يلهجون بالثناء على رب العباد ان حفظ لهم رجلا من خير العباد. لقد كشفت لي الوعكة الصحية التي مر بها سمو النائب الثاني - حفظه الله وابقاه - صدقا وليس ادعاء - عن معدن هذا الشعب الاصيل وما يكنه لقيادته من حب وتلاحم وانتماء بعيدا عن النفاق وزيف المصالح الشخصية, لقد كان الناس العاديون يدعون لسموه في جوف الليل بالشفاء, رأيت اكف الضراعة في كل مكان تطلب من الله ان يحفظ لهم هذا الانسان, وان تنجح العملية التي اجراها سموه وان يلبسه ثوب العافية, ولعل هذا ليس مستغربا فهو امير الانسانية فعلا وقولا, فهو الامير الانسان الذي يرق قلبه لكل ذي حاجة, فوهب وقته وماله لإسعاد الآخرين, ومسح دموع الالم ومد يد المساعدة لكل محتاج وارتفع بهامة العمل الخيري الى عنان السماء. (ماجور يا محفوظ ماجور).. لقد ادركت بعالي همتك ان المشاعر الانسانية والعمل الخيري من سمات البشر الحقيقيين, وهي الطريق لرضا رب العالمين وان الانسان الحقيقي هو من عاش لغيره, فتمكنت بجدارة .. ان تضع نفسك في قلوب المواطنين الذين بادلوك الحب والتقدير والامتنان بمثلهم فحفرت انهارا من العمل الخيري والبذل والعطاء انسابت في كل ربوع الوطن وفاضت خارجه لتمسح الدموع وتعيد الامل وتضمد الجراح على اتساع رقعة العالم الاسلامي. الامير سلطان تمكن ببساطة.. ببساطة الانسان السعودي النبيل ان يتربع في قلوب الناس صغيرهم قبل كبيرهم, ولعل اطواق المحبة والدعوات التي احاطت بسموه منذ دخوله المستشفى وحتى خروجه منه كانت اصدق تعبير عن هذا الحب الجارف الذي يكنه الجميع لهذا الرجل الذي يبذل الخير كما تنزل الامطار على الارض الفضاء فيزرع في القلوب المجدبة الحياة ويعيد الامل لليائسين. لقد كان الوطن دائما في قلب الامير سلطان بن عبدالعزيز حتى وهو يتألم تحت وطأة المرض - عافاه الله - فقال في اول حديث له بعد ان من الله عليه بالشفاء: انه يجند نفسه في كل وقت لخدمة دينه ثم مليكه ثم وطنه, وقال سموه: انه تألم لما حدث من الفئة الضالة المضلة وما سببته من اضرار في هذا البلد الطيب, وان ما حدث خلال الفترة الماضية لم يكن بعيدا عنه معبرا عن ثقته في الوطن وابنائه وان ارض الحرمين الشريفين لن تكون الا وطن الآمنين المطمئنين كما كان منذ بدايته وسيظل حتى يرث الله الارض ومن عليها وان ما حدث من اعمال خارجة عن الشرع مجرد فقاعة في فنجان وسحابة صيف تنقشع مع طلوع الشمس.. ولم ينس سموه ان يؤكد بعزيمة صادقة وايمان ثابت ان المواطن السعودي لن تزعزعه مثل هذه الفقاعات ما دامت العقيدة صحيحة والارادة صلبة لا تلين ولا تنحني لغير الله وان مطاردة الفئة الضالة لن تتوقف على ثرى هذا الوطن. ولأن همه تجاوز حدود الوطن.. ولان قضية فلسطين هي الحاضر الغائب في وعي قيادة البلاد جميعا حفظهم الله فلم ينس سموه المرور على ما يحدث في ارض الاقصى مؤكدا ان ما تشهده الساحة الفلسطينية من اختلاف اخوة الدين والضمير المشترك يجعلنا نحزن خاصة ان هذا كله لن يعود بأية نتائج ايجابية على اهل فلسطين بل ستكون نتائجه الدمار والاقتتال وتصدع الجبهة الداخلية بين الاخوة الاشقاء والمستفيد الاكبر هو العدو الاسرائيلي, راجيا الاخوة المجاهدين هناك رجاء الاخ من اخيه وليس المتدخل في شئونه أن يحكموا العقل فيما شجر بينهم وان يوحدوا صفهم ويرصوا صفوفهم ليتوجهوا نحو هدف واحد هو مواجهة عدوهم والا يدعوا مجالا للاعداء للتشفي بهم والشماتة عليهم. (ماجور يا محفوظ ماجور).. لقد عدت والعود احمد لتملأ الدنيا املا وخيرا من فيضك فأنت الكريم ولا عجب.. وانت صاحب القلب الكبير ولاعجب.. القلب الذي اتسع الجميع بفضله.. وامتدت عطاياه من البحر الى النهر لتشهد بنبل اخلاقه طموحا في رضا رب السماء.. يوم لا ينفع مال ولا بنون الا من أتى الله بقلب سليم.