مما لاشك فيه أن الإنسان تطويه الليالي والأيام وتمر عليه السنون تلو السنون وتتزاحم الأحداث من أفراح وأتراح ولكن الحدث ليس ككل الأحداث ألا وهو عودة سيدي صاحب السمو الملكي ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع والطيران الأمير سلطان بن عبدالعزيز سالماً معافى من الوعكة التي ألمت به، ولك أن تتصور الحشود التي اصطفت على أرض مطار الملك خالد الدولي والتي لم يسبق لها مثيل إنها الدلالة على ما تكنه هذه الأفئدة من حب وإخلاص لسموه. إن مشهداً كهذا يظهر مدى التلاحم بين القيادة والشعب قد يحسن بك أن تقول «القيادة الشعب والشعب القيادة» إنه منظر يثلج الصدور ويدحر كل جاحد متنكر ويغيض الأعداء. الكل يلهث بالدعاء لسمو سيدي بالشفاء رجالا ونساء شيباً وشبانا لا أبالغ إذا ما قلت إن حديث المجالس طيلة غياب سموه هو متى يعود الأمير سلطان لما له من مكانة خاصة في قلوب الشعب. لقد كان معطاءً بلا حدود والأخص الأرامل والأيتام وكل من جار عليه الزمان والقاصي والداني وحتى من خارج الوطن لقد عم خيره كل من يقصده وتجد سموه يشفق على الأيتام ويزور المصاب ويواسي المنكوب ويشهد على ذلك عندما قام بزيارة الجرحى من أفراد القوات المسلحة بعد وصوله إلى أرض الوطن مباشرة فكم سيترك ذلك المنظر من أثر في نفوس الملايين فكله شفقة بلا حدود وسخاء بلا قيود تجاوزت خيراته حدود الوطن وعبرت القارات فهنيئا لك يا ملك الإنسانية بسلامة وصول عضدك الأيمن سلطان الخير والشكر لله ثم لأمير الوفاء أمير الرياض سلمان بن عبدالعزيز، لذا فإني أجد هذه مناسبة سارة ويشرفني أن أزف أجمل آيات التهاني والتبريكات لمقام مولاي خادم الحرمين الشريفين وسمو النائب الثاني وزير الداخلية الأمير نايف بن عبدالعزيز والأسرة الحاكمة والشعب السعودي بشفاء وعودة سمو سيدي ولي العهد إلى أرض الوطن سالماً معافاً نتضرع إلى الله القدير أن يحفظ لنا قيادتنا الرشيدة وأن يكلأهم برعايته وأن يمتعهم بالصحة والعافية إنه ولي ذلك والقادر عليه.