بدأت خطواتها الأولى في مجال الفن منذ نعومة أظفارها وبتشجيع ودعم من حولها أحبت أن ترى الفرحة في عيون الموهوبات فأمسكت بأيديهن ليرسمن وينجزن لوحاتهن الخاصة مما يشعرها بالسعادة الغامرة وهذا ما جعلها تفكر في إنشاء مركز متخصص لتدريب الفتيات في شتى أنواع الفنون بعد أن اجتازت العديد من الدورات المتخصصة واكتسبت الكثير من الخبرات في مجال عملها كمشرفة للتربية الفنية بمكتب الإشراف التربوي بالدمام وفي لجنة تطوير المناهج. لقاؤنا اليوم مع المشرفة التربوية شعاع خليفة مجدل الدوسري. @ في البداية نحب أن نتعرف عليك؟ شعاع خليفة الدوسري مشرفة تربوية فنية بلجنة تطوير المناهج وحاصلة على شهادة دورة مرسم الدمام من الجمعية النسائية عام 1402 ه ودبلوم فني(رسم زيتي) من سيتي أند غيرلز(الارت سنتر) عام 1423 ه . @متى بدأت ممارسة هوايتك الفنية ومن شجعك على ذلك؟ بدأت هوايتي منذ أن استطعت الإمساك بالقلم وخطوت خطواتي الأولى فالمرحلة الابتدائية كانت بدايتي وقد شجعني في تلك المرحلة معلماتي وعلمنني كيف أوقع لوحاتي. كما شجعني والداي حينما وافقا على انضمامي لمرسم الجمعية. بالإضافة الى أستاذتي منيرة موصلي في مرسم الجمعية والتي كان لها دور كبير في تدريبي. @ مهام عملك ما الذي أضافته لك كفنانة؟ في مرحلة التدريس: قضيت 16 عاما في تدريس مادة التربية الفنية وكنت أسعى لتطوير نفسي في كافة المجالات الفنية والتحقت بجميع الدورات التي تقيمها الرئاسة, وكنت احرص على الالتحاق بكل الدورات في المجال الفني بغض النظر عن تكلفتها المادية لأني اريد ان أتعلم الى جانب الاطلاع على الكتب الفنية المختلفة. وبعد أن أصبحت مشرفة للتربية الفنية: حرصت على الاطلاع اكثر واكثر لكي أفيد المعلمات وكنت احمل كتبي وملفاتي لتطلع عليها معلماتي وقد استفدت شخصيا الكثير من ذلك. أما عملي في لجنة التطوير منذ عام 1420 ه وحتى 1424 ه فقد كنت أشارك في رسم منهج القراءة للصف الثاني الابتدائي مما عزز قدراتي في الرسم. وقد قمت بتدريب معلمات التربية الفنية كمشرفة تربوية في مركز التدريب بالدمام. @دورك في دعم الموهوبات فنيا؟ مازلت أخطو خطواتي الأولى في هذا المجال لأني وضعت أمام عيني طريقا واسع جدا وطويلا فالموهوبات هن بناتي وأخواتي وكم تملؤني السعادة وأنا ارى الفرحة في أعينهن وهن يرسمن وينجزن لوحات تثير استغرابهن حتى قالت إحداهن ذات مرة: (كيف رسمت أنا هذه !! اهذه لوحتي؟!!) @ فكرة انشاء مركز فني لتدريب الفتيات لابد أنها فكرة جريئة ومشروع يحتاج الى صبر, كيف واتتك الفكرة وهل كان تحقيقها سهلا؟ فكرة انشاء المركز كانت فكرة حتمية في ظل حاجة المجتمع لمثل هذه المراكز وهي ليست فكرتي وحدي بل هي موجودة منذ أمد بعيد واعتقد بان الكثيرات فكرن فيها فمنذ كنت في مرسم الدمام بالجمعية النسائية كانت هناك عدة محاولات لإنشاء مرسم للتدريب , وفي عام 1420 ه اجتمعت جهود مجموعة مكونة من منى النزهة , منيرة العمار ي, نور الغدير , بالإضافة لي وقمنا بإنشاء مرسم بسيط , استفدت من تجربته بعد ثلاث سنوات حيث توقف بسبب ظروف العضوات الاجتماعية وظلت الفكرة تدور في رأسي حتى استطعت إنشاء مرسم(طباشير) بمفردي وبتشجيع الجميع من حولي ولم يكن ذلك سهلا بل بذلت في سبيل ذلك الكثير من الجهد والوقت فلم يكن تحقيق هذه الأمنية سهلا لا من الناحية المادية ولا الاجتماعية ولكن كل شيء يتم بتسيير من الله تعالى صاحب الفضل والمنة، كما أوجه شكري الجزيل لأهلي ووالدتي وأخي وأخواتي ولصديقتي المشرفة جيهان يغمور والمدربة معي في المركز أيضا لتشجيعها لي ولابنتي التي تساعدني في المركز وكذا لابني الذي ساندني كثيراً . @ كم عدد الفتيات اللاتي قمت بتدريبهن حتى الآن؟ بلغ العدد في بعض الدورات 50 فتاة بينما بلغ عدد الأطفال 30 طفلة، أما بالنسبة للمراكز الصيفية فالعدد كبير ولا أذكره لأنه لسنوات عديدة. @ ما الدورات التي يقدمها المركز وما مدى اقبال الفتيات عليها؟ نقدم دورات في الرسم للفتيات والسيدات ودورة رسم بالرصاص وأخرى بالفحم ودورات للرسم بالباستيل أو الألوان المائية أو الزيتية كما توجد دورات لرسم الأطفال ودورات للأعمال اليدوية وعمل الإكسسوارات وأخرى للخرز والأسلاك للأطفال بالإضافة إلى دورة تغليف الهدايا وأركان المنزل بالورق أو الرمل، والإقبال والحمد لله جيد مع كوننا لم نعط الإعلانات حقها حيث لم يتم افتتاح المركز سوى في 15/5/1425ه . @ هل يمكن للدورات أن تصنع (فنانة)؟! الفنانة لابد وأن تمتلك الموهبة الأصيلة وإلى جانبها رغبتها في تطوير هذه الموهبة وصقلها وقد لا يتاح لنا سوى الدورات لصقل الموهبة مع كونها من وجهة نظري ينبغي أن ترتقي الفنانة بفكرها من خلال قراءاتها واطلاعها والبحث والتجريب المستمر وإلا فإنها ستتوقف عند نقطة معينة. @ لدينا الكثير من الفتيات اللاتي يمتلكن الموهبة ولكن لا يسعين لتطويرها فتندثر مع الزمن فبماذا تنصحينهن؟ نصيحتي لهن إن كن يردن أن يعشن حياة إيجابية ألا يضيعن مواهبهن بل يطورنها بكل أسلوب متاح بالمحاولة مراراً وتكراراً وقد رأيت من خلال التدريب من النساء من هن جدات (يحفظهن الله) ومع ذلك جلسن على مقاعد التدريب وهن قدوة لنا. @ اتجاه الفتيات الموهوبات في الرسم إلى مهنة النقش بالحناء هل هي ظاهرة صحية في نظرك وما الذي دفعهن لذلك؟ النقش بالحناء ظاهرة اقتصادية كما اعتقد فهن قد يتجهن إليها للاكتفاء المادي ألا أنني أجد بينهن من يمتلكن الموهبة المميزة وللأسف، وتضيع وسط زحمة المادة وعدم الوعي بقيمة الفن التشكيلي والذي ينظر له نظرة قاصرة في المدارس وفي المجتمع عموما . @ المشاركات الفنية ؟ شاركت في جميع المعارض التي نظمها مرسم الجمعية الخيرية النسائية بالدمام بالإضافة إلى معارض مكتب رعاية الشباب منذ عام 1400ه والمعرض الأول المشترك للفنون التشكيلية بمدينة الجبيل الصناعية عام 1407ه وكذلك معرض الجبيل السنوي للفن التشكيلي عام 1408ه ومعرض الفنون التشكيلية الذي أقامته جمعية الثقافة والفنون في مصر عام 1409ه والمعرض السعودي البحريني الذي أقيم فبي فندق الميريديان بالخبر عام 1409ه بالإضافة إلى المشاركة في لجنة التحكيم الخاصة في المعرض الصحي الثاني للإبداع الفني بمناسبة الحملة الوطنية للتطعيم ضد شلل الأطفال عام 1418ه ومحاضرة (الفن التشكيلي وعلاقته بالشلل) في حين شاركت في جميع المعارض التي أقامتها الرئاسة العامة لتعليم البنات والمعرض التشكيلي للكلية العلوم الصحية بمجمع الراشد بالخبر والمعرض التشكيلي في شيراتون الدمام عام 1420هومعرض الآرت سنتر عام 1423ه وأخيراً معرض فناني المملكة في مبنى رعاية الشباب والذي نظمته جمعية الثقافة والفنون بالدمام عام 1425ه . @ طموحات مستقبلية ؟ أتمنى أن يتضمن المركز (مركز طباشير) ورش عمل فنية أكثر عدداً أو أكثر تخصصاً ويضم بين جنبيه عددا أكبر من الفتيات لتتم الاستفادة مما يقدم ليكون نواة مركز تدريب متخصص كما أتمنى إنشاء قاعة عرض فنية لإقامة المعارض فيها. @ كلمة أخيرة للفتيات؟ أقول لكل فتاة لا تهدري وقتك واستفيدي من كل دقيقة وأقرئي كثيراً وحددي أهدافك ثم اسعي لتحقيقها والله يوفقك. رسم زيتي (طله) شعاع خليفة الدوسري تظليل بالرصاص للمتدربة روزة الدوسري