ضمن فعاليات الأمسيات الشعرية في مهرجان بريدة الترويحي 1425 ه وعلى مسرح مركز الملك خالد الحضاري ببريدة أقيمت أمسية ختامية لفعاليات الأمسيات وكان فرسانها الشاعر : فرحان الفرحان والشاعر سليمان المانع وأدارها الشاعر والإعلامي عبدالكريم اليوسف , أمسية مليئة بالشجن والجوى إمتلأت بصوت الوطن وحديث الغربة والحب وجراح الأمة وكانت فعلاً مسك الختام . البداية كانت لفرحان وذكر في مقدمته الشكر لمسؤول أمسيات بريدة الشاعر ماجد العُمري , وقال إنه في قمة السعادة لصعوده على هذا المنبر ولكنه آثر أن يبدأ زميله المانع وقال إن سليمان ضيف القصيم وله أولوية البدء وبدأ المانع بقصيدة مفعمة بالوجدان وحديث بريدة حيث كان مطلعها:==1== البارحة واحد سألني على وين ؟==0== ==0==ومن قبل اجاوب قال قلبي بريدة ==2== وتفاعل معها الجمهور في كل بيت وأتبعها بقصيدته الشهيرة ( وجه أمي ) وقد امتزجت بالحنين والوفاء وفورة الشجن المبهرة . ثم انتقل المكرفون لفرحان الذي أعلنها مدوية حيث قال في بريدة ( سادة الصحراء )==1== الحنين لشوفة بريدة عساها للعمار==0== ==0==رثعته في مهجتي يا صاحبي عز ٍ لها خذني ل( قبة رشيد ) وللمرابع والديار==0== ==0==لي بها ذكرى سنين اعزها واجلها خل افضفض في مناخ اللي طووا جرءد القفار==0== ==0==يوم الأنفس في زمان الخوف طاغي ذلها سادة الصحرا ( عقيل ) اهل النضا اهل المهار==0== ==0==كم عنود ٍ لاجل سيرتهم تبور بخلها ==2== وضج المسرح منبهراً بهذه البداية المفعمة بالحب والشعر وصدح بعدها بقصيدة جرح الوطن والتي كانت موجهة للقذافي مدافعاً بها عن الوطن وانتقل المكرفون بعد ذلك لسليمان متغنياً بأشهر قصائده ( سلة أوجاعي) وكان الحضور يردد خلف سليمان ابيات القصيدة لأنه يحفظها جيداً ثم صدح بقصيدة جديدة كانت مليئة بالعتاب وصوت الغربه وأنين الناي وارتسمت ملامح سليمان المعروفة بين ثنايا النص , ثم فاجأنا فرحان بأن له شخصية شعرية أخرى سماها مشهاب وكانت تمثل سائق شاحنة يسخر من أوضاع الشعر , وأمطر الحضور بعدها بقصيدة مشهابية سماها حارس المجلة والذي أصبح شاعراً وناقداً ومتكبراً كما هو مشابه للكثير ممن في الساحة السائحة , وتفاعل معها الجمهور ضاحكاً من وجع ماصوره فرحان وأتبعها بقصيدة مشهابية فصيحة كانت معارضة لقصيدة نزار ( الحمراء ) ولكنها بقدرة قادر أصبحت في مدخل ( الصفراء ) الذي هو من أحياء بريدة. ثم جاء دور سليمان الذي صدح بقصيدته التفاحة وقد امتزجت بروح الأسى وتصوير الحال للعشق بسخرية الساخط من تفاحته , وأتبعها بقصيدة تفاعل معها الجمهور في كل بيت والتي كان يحادث عرافة ويشجب حاله من حالها , ثم عاد المكرفون لفرحان ليحكي لنا عن شعلان ابن الكاظمية المهندس العراقي الذي يغسل السيارات في عمان , ثم أتبعها بقصيدة ( حفيدة العباس) وصوت بغداد الشجي بنبرة الحزن والمثقل بالجراح , وانتقل بنا لقصيدته الشهيرة الفصحوية ( زائر الموت ) وتلك العجوز المنكسرة على الجسر في بغداد والباحثة عن الوشق لأطفالها من شدة الجوع , وبعدها صدح سليمان بصوت الناي وقصيدته ( الحزن ) وكان متفاعلاً وكان مبهراً في تلقائيته وعذوبته المليئة بالطفولة الذابلة . أمسية يكثر الحديث عنها .. فقد كانت مغردةً للوطن .. للتراب .. للحب .. للشعر .. للجوع .. لكل مايستحق أن يكتب فقد صورا لنا الشاعران لماذا وكيف يكتب الشعر كان الحضور مستمتعاً .. متفاعلاً .. وكان هنالك العديد من الشعراء والإعلاميين الذين أشادوا بالأمسية وبالتنظيم . في ختام الأمسية طلب الشاعر تركي المشيقح إعادة قصيدة بريدة من فرسان الأمسية وكانت جهوده واضحة . أدار الأمسية بكل اقتدار الشاعر والإعلامي عبدالكريم اليوسف وإبتدأ الأمسية بقصيدة كتبها في فرسان الأمسية . في ختام الأمسية أشاد فرحان بالحضور وذكر أنه لم يشاهد جمهوراً بهذا الرقي وهذا الذكاء حتى أنهم فهموا الكثير من الرسائل التي مررها . سليمان المانع تحدث عن حميمية الأمسية وقال إنها أعادتني للتوهج مرة أخرى. جمهور غفير من عشاق الشعر