عندما تحب المرأة اشياء كثيرة تتغير بفعل هذا السحر.. اشياء لا تحتوي حياتها فقط بل من تحب. عندما تحب تعرف كيف تجعل من كوخها قصرا.. من قلبها عشا.. من روحها ملجأ. عندما تحب تميز كل اطرافها الحياة, يبتسم فيها النبض. تتحدث داخلها كل اللغات التي تعرف كيف تسامح وترضى. عندما تحب تتصابى في ملامحها السنون, ويهنأ الرجل في هذه الملامح.. كالطفل تودعه حنانها. مهده الصبر الذي يملأ اطرافها, ومهما قصر واخطأ يظل وليدها ومليكها. عندما تحب تسع خطواتها كل طموحه وتنسى طريقها لطموحها. من أين لها كل تلك الطاقة!! تغضب وتثور ثم تختلق الاعذار لتسامح ! تتلذذ في الانتماء لوحدتها في صلبه.. تتمرد على أية نقطة دم فيها لا تجري في عروقه. انه حبيبها وليس عليها ان تفسر ذاك الجنون في حبه.. عليها فقط ان تعيشه وتجده يضع امنياتها في شرنقة تظل مستمتعة بلحظة الولادة لا تريد ان تكبر بعيدا عنها. @ @ @ عندما تحب المرأة يجري حلمها دون انقطاع في ذاك الرجل الحبيب والزوج. ذلك الذي اختارته دون البشر لتهبه اجمل زهورها لعمر لا ينتهي في احساسها. في خلاياها تنمو طفلة وتكبر بتضحياتها من اجله فوجوده يعني الامان, يعني السكن والمودة. يعني انه يستحق ان تمارس كل صبرها لتتجاوز هفواته ونقاط ضعفه. انه ذلك الرجل الذي قد لا يكون المقياس ليسعد اي امرأة لكنه لديها كذلك. هكذا تعطي المرأة عندما تحب دون كلل او ملل, تدافع عن قضيتها في حبها وكأن مصيرها لان تكون او لا تكون. @ @ @ انها نفسها من تحميه من زلات الدهر وتصارع أي حبة ألم قد تتفصد من قلبه.. تحملها لتكوي بها روحا صامتة لا تشتكي مهما انت من الألم. انها تستنفد اجمل سني العمر من اجل من تظن انه نسيم الايام وبسمة العمر.. انها حتى لا تنتظر منه غير ان يحيا في شرايينها معافى من الدنيا واقدارها. وما اقسى الحياة حينما يكون قدرها ان تعيش مع ذاك الظل ليكون ملجأ للنار التي تكوي كل لحظة امر زرعتها لتبقى انثاه حتى الموت, وما افظع ذلك الرجل الذي يستغل ذلك الحب لانه تمرغ فيه واحس انه جزء من ممتلكاته. ذلك الرجل الذي تبيح له ظروفه وفحولته وانانيته ان يقتل احساسها بالحياة حينما لا يقدر هذا الحب. نعم ما ابشع ان يقسو عليك من احببت وضحيت من اجله! تلك الصورة قد تكون صورة رجل مخلص ايضا مع امرأة جاحدة, والغريبة ان كلا المرأة والرجل من هذا النوع عادة ما تقترن حياتهما بشريك محترف في اللامبالاة بمعنى اهم عاطفة في الدنيا.. عاطفة الحب. تلك الافكار اللذيذة في الحب انتابتني عندما كنت استمع لاحداهن وهي تدافع عن زوجها بعدما شوه ملامحها بالضرب غير الآدمي, كنت اتفرس في عينها فاجد مأساة المرأة المحبة التي تصر عن التخلي عن حقوقها فقط لانها احبت بصدق. لكن عند سماعي عن انها عفت ايضا عنه وهو في السجن يلقى عقابه تعجبت واستفزني ذلك الخبر كغيري. كيف استطاعت ان تفعل ذلك رغم كل المعاناة التي عاشتها مع ذاك الوحش. واستمعت لرأي الكثيرين الذين قاموا ضدها معلنين انها ضعيفة ومتخاذلة. لكنني عندما كنت انظر لاطفالي واتذكرها أتساءل هل كان الحب قدر هذه المرأة ايضا؟ هل يمكن ان تكون تلك التضحية الجديدة التي قامت بها من اجل ان تكسب حضانة أطفالها؟ لم لا؟! فاولادنا هم اغلى ما لدينا فان كان ذاك مبررها فلتحيا تلك المرأة العاشقة لكل شيء الا نفسها. لؤلؤة: ارفض احتلالك لقلبي, ارفض استقرارك في صبري.. لكني احبك اكثر مما اظن.