كان البعض يقول إن الشاب السعودي لا يقبل العمل إلا في المكاتب وفي الأجواء المبردة حيث حرارة الطقس التي لا تطاق وبعضهم كان يقول أعطونا فرصة للعمل وشاهدوا ما نفعل.. ولعل الشباب السعودي في قطاع المصانع أصبح مثالا حيا على هذا النموذج إذ يتصبب من أحدهم العرق وهو منكفئ على جهازه يشغل آلة التصنيع أو يراقب الإنتاج ويجد متعة متكاملة في ذلك. اليوم الاقتصادي بحثت في قطاع التصنيع عن هؤلاء الشباب لتلتقي بالعاملين في اقتصاد هذا الوطن والطامحين للوصول بالإنتاج إلى صورة أفضل. ومطبقي مبدأ الأولوية لليد العاملة السعودية بدلا من الأجنبي في جميع أنواع العمل. من عامل إلى مشرف رمزي عبدالباقي الأسود - لحام نقطي منذ عام 1994م تحدث عن مشاعره في العمل المهني فقال :- " هناك احساس بطعم الحرية في العمل من خلال الدورات التي أعطيت أثناء عمله كذلك التطور المهني الذي يحصل عليه من خلال تقدمه في العمل". ويقول إنه يقطع يوميا ما يزيد على خمسين كيلومترا للوصول لمقر المصنع ولكنه ينتظر اليوم الثاني للعودة لاستكمال ما بدأه يوم أمس حيث يعمل رمزي في مصنع لإنتاج المكيفات وقد تضاعفت إنتاجية المصنع من 750 مكيفا في اليوم إلى 2200 مكيف في اليوم الواحد. ويذكر الأسود أن إدارة المصنع اكتشفت أن التعامل مع السعودي أسهل بكثير من التعامل مع الأجنبي لهذا أصبحت تعتمد على سياسة السعودة قبل أن يتم الحديث عن السعودة في سوق العمل. عن الدورات التي يحصل عليها أثناء عمله قال :-" نحن هنا نحصل على دورات تتراوح مدتها بين الثلاثة إلى ستة شهور نحصل عليها من وقت لأخر وتساعدنا على الإلمام بالعمل واكتساب المهارات التي ترغبنا في العمل. وعن الامتيازات التي يمنحها لهم المصنع قال : نشعر بالمساواة مع الجميع في جميع ما يمنح الموظفين التابعين للمصنع سواء التي تخص العلاج أو بدل السكن والنقل، نحن نعمل من مبدأ المساواة الذي جعلنا نشعر بأن المواطن له الحق في الحصول على إمتيازات أكثر في أسواق العمل المحلية. وحول إذا ما كان يشعر بضيق من تعامل الرؤساء معه قال :المسؤول هنا يقدر العمل أكثر من الشخص سواء كان أجنبيا أو سعوديا. ولكنهم يمنحونا الفرصة ويقدرون عطاءنا الذي نقوم به.