أنهت منطقة الباحة استعداداتها للمشاركة في المهرجان الوطني للتراث والثقافة " الجنادرية 29 " , عبر تجهيز العديد من البرامج والفعاليات الثقافية والأمسيات الأدبية والفنون والرقصات الشعبية , وإشراك مجموعة من الحرف والمهن والصناعات اليدوية ، وإبراز دور المرأة بالمنطقة من خلال أركان التراث الشعبي والحرف والصناعات الشعبية ونشاط الأسر المنتجة والأكلات الشعبية . كما خصص بيت الباحة بالقرية التراثية قاعة لعرض المشاريع التنموية والحضارية والثقافية والتعليمية والصحية والزراعية والسياحية التي حظيت بها المنطقة في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود وسمو ولي عهده الأمين وسمو النائب الثاني حفظهم الله , وبحرص ودعم من صاحب السمو الملكي الأمير مشاري بن سعود بن عبدالعزيز أمير منطقة الباحة , ومتابعة مستمرة من وكيل إمارة المنطقة الدكتور حامد بن مالح الشمري . وأوضح رئيس وفد المنطقة بالمهرجان محمد لافي أن مشاركة هذا العام ستشهد إضافة بعض الفعاليات والبرامج , منها إشراك ( فرقة الحصاد ) بمحافظة القرى , التي تقدم لون فلكلوري شعبي يحكي آلية الزراعة والحصاد قديماً وما يرافقها من أهازيج وقصائد شعرية يرددها المشاركون في زي شعبي وبآلات الحرث والصرام قديماً , مفيداً أنه تم وضع جناح خاص بالقرية يهتم بالتسويق الإعلامي للمنطقة في شتى الجوانب السياحية والتاريخية والحضارية , ومن حيث ما تمتاز به من التضاريس والمناخ ، فضلاً عن عرض فرص الاستثمار المتاحة بالمنطقة في مجال الفندقة والسياحة وما يمكن أن يقدم لرجال الأعمال من مساعدات للاستثمار . وبين أنه تم تخصيص جناح آخر داخل القرية التراثية كمركز إعلامي يهتم بنشر البرشورات والمجلات التعريفية بالمنطقة والفعاليات والمناشط المنفذة بها ، إلى جانب عمله في التصوير والتغطيات اليومية لجميع الفعاليات للتواصل مع الجهات والقنوات الإعلامية المختلفة لبثها يومياً . وأشار لافي إلى أن هناك عدة مشاركات في مجال الحرف والمهن والصناعات اليدوية والمتاحف الآثرية التي اشتهرت بها المنطقة , حيث تم اختيار مجموعة من أبناء المنطقة وكبار السن الذين لديهم خبرة ودراية ومشاركات سابقة في هذا المجال لتمثيل المنطقة في العديد من الحرف والمهن , منها خياطة الملابس الرجالية والنسائية , وصناعة الأسلحة القديمة وصيانتها , والطرق والنجارة واستخراج السمن والإقط , واستخراج الكادي والريحان , وتطريز الملابس , وصناعة الخوصيات , وصناعة الألعاب الشعبية , وصناعة الفضة والجنابي والسيوف , وصياغة الفضة وصيانتها , وحياكة الصوف والملابس الثقيلة , والحصير والقبعات , واستخراج زيت السمسم , وتربية النحل واستخراج العسل , إلى جانب بعض المهن والمتاحف الآثرية مثل المتحف التراثي لكل مقتنيات المنطقة , وحرفة إعداد الخبز المقنى , وعرض الأواني المنزلية القديمة , وكذا حرفة البناء على الطبيعة أمام الجمهور التي خصص لها مجموعة من البنائين لبناء الحجر أمام الزائرين في أرض بيت الباحة , مفيداً في هذا الصدد أنه تم ترشيح ثلاث حرف من المنطقة للمشاركة بها على مستوى المهرجان في السوق الشعبي العام بالجنادرية . وفي مجال الفعاليات الثقافية والأمسيات الأدبية , بين رئيس وفد منطقة الباحة أنه تم تجهيز مجموعة من الفعاليات بالتعاون مع عدد من الجهات المعنية بالمنطقة , من أهمها أمسية ثقافية بعنوان ( دور المجتمع في المحافظة على الموارد الطبيعية في منطقة الباحة ) , وأمسية شعرية لعدد من شعراء المنطقة , وأمسية ثقافية بعنوان ( البنية النصية في شعر شعراء منطقة الباحة ) , ومحاضرة عن ( دور الجمعيات الزراعية التعاونية في التنمية المستدامة بمنطقة الباحة ) , ومسابقات عامة وثقافية وتراثية للجمهور وأخرى مخصصة للأطفال , وفلكلورات شعبية منوعة , إلى جانب محاضرة عن ( النباتات النادرة والمعمرة في منطقة الباحة ) , وندوة عن ( التراث العمراني بمنطقة الباحة قرية ذي عين نموذجاً ) , وغيرها من الفعاليات الأخرى . وبين فيما يتعلق بالفنون والرقصات الشعبية التي اشتهرت بها المنطقة ومحافظاتها , أنه تم اختيار مجموعة من أبناء المنطقة وعدد من الشعراء المتميزين بالمنطقة الذين يمثلون جميع المحافظات ، للمشاركة في تقديم الفنون التي اشتهرت بها المنطقة كالعرضه والمسحباني واللعب والمجالسي الشعرية وشعر النظم وعزف الربابة سواء ما كان منها في ميدان العرضة أو بمقر بيت البادية المخصص لذلك . وحول الفعاليات النسائية , قال لافي " أنه إيماناً من الأمير مشاري بن سعود ، بدور المرأة في شتى مجالات الحياة وكونها شريك في عملية التنمية ، وبدعم سخي منه ومتابعة وحرص من وكيل الإمارة وبشراكة مجتمعية مع جامعة الباحة ( بنات ) والكلية التقنية للبنات والتربية والتعليم ( بنات ) , تم وضع آلية مناسبة لإشراك تلك الجهات من خلال الصالة المعدة لذلك الغرض . وأشار إلى أنه تم تزويد القاعة بمدخلين أحدهما للدخول والآخر للخروج منعاً للازدحام , وكذلك دورات مياه ومرافق خدمية داخل القاعة تحفظ للمشاركات والزائرات خصوصيتهن , مفيداً أن الجديد في الفعاليات النسائية لهذا العام , يكمن في تخصيص مجموعة من المقرات الخارجية والمجاورة لقاعة الفعاليات النسائية لمجموعة من الحرفيات والأسر المنتجة لعرض ما لديهم من أعمال وأشغال حرفية ويدوية وإنتاج أسري في خصوصية تضمن للمشاركات حقوقهن الشرعية والاجتماعية . يذكر أنه سبق استعدادات المنطقة للمشاركة في " الجنادرية 29 " , عقد العديد من الاجتماعات التحضيرية ، وذلك بتوجيهات من أمير المنطقة وبرئاسة وكيل الإمارة وعضوية محافظي المحافظات ومديري الإدارات الحكومية والجهات ذات العلاقة , وكذا بالتزامن مع استكمال المراحل الثلاث التطويرية لقرية الباحة التراثية التي استمرت لثلاث أعوام ماضية .