يعيشون في ظروف قاسية, احوالهم اكثر بؤسا من ابطال الرواية العالمية الشهيرة البؤساء اعمالهم تحتاج لمجهودات شاقة لكن دخولهم تبنى على التوفيق من الله ثم احسان اهل الخير, حتى بدأ الامر وكأنهم متسولون وليسوا عمالا.. اذا اصيبوا بمرض ما لم يجدوا من يداويهم, واذا ما وهن العظم منهم واصبحوا غير قادرين على العمل, فلا يجدون من يطعمهم وابناءهم (اليوم) فتحت ملف عمال النظافة المنتشرين في شوارع ومدن المملكة لمعرفة معاناتهم اليومية ومشاكلهم الحياتية.. بداية التقينا مع مرشد احد عمال النظافة في مدينة الخبر يعمل تحت اشعة الشمس الحارقة يبدأ عمله من الساعة 5 صباحا حتى 5 مساء ويتقاضى راتبا قدره 450 ريالا مقطوعا ولديه عائلة كبيرة يرسل اليهم جزءا من المبلغ ويصرف على نفسه جزءا اخر يقول مرشد: نعمل من الصباح حتى المساء ولانجد من يقدر عملنا, فنحن جزء من المجتمع الذي نعيش فيه ونعمل على نظافة الشوارع والمدن حتى ينعم المواطنون بالمعيشة الهادئة ويتمتعوا بجو من الراحة والطمانينة. ويشتكي مرشد من بعض الشباب المستهترين وغير المبالين الذين يقومون بالاعتداءات سواء بالضرب او بالسب, ويروي قصة حدثت له بالفعل حيث يقول: اثناء عملي جاء شاب يقول اعطني 5 ريالات ولم يكن لدي سوى ريال واحد فانهال علي بالضرب المبرح واخذ محفظتي وبها اوراقي الخاصة ومتعلقات اسرتي وزوجتي. فاتورة النظافة ولم يسلم شهم فرن ايضا من مضايقات الشباب حيث تهجم عليه شاب ذات مرة وغصب عليه ببيع اشرطة مشبوهة وقال: عملنا شاق ومرهق جدا, ونقضي اليوم كله في الشارع وسط التراب والقمامة والمخلفات, في الصيف تحرق الشمس اجسادنا ورغم ذلك لانحصل الا على 450 ريالا مع الاخذ في الاعتبار ان مدة خدمتي تجاوزت سنتين, والمطلوب مني ان ادبر بهذا المبلغ حالي, ادفع منه مواصلات واوفر الطعام لزوجتي وابنائي الاربعة, ولهذا تضطرني الظروف الى ان اتسول. ويضيف انيس الرحمن (عامل) ان راتب عامل النظافة لايصل اليه كاملا ابدا ومن المستحيل ان يحصل اي منا على راتبه كاملا, وانما يتم خصم جزء منه لاسباب غريبة, فمرة يتم خصم 50 ريالا بحجة وجود ورق في الشوارع المكلف بنظافتها ومرة اخرى خصم 30 ريالا لاني ضبطت متلبسا بالجلوس لالتقط انفاسي من قوة العمل وعنائه. ويروي محمد (عامل) معاناته اليومية حيث يقول: استدعاني احد الشباب وطلب مني العمل معه مقابل 60 ريالا يوميا فسألته.. ماهي طبيعة العمل قام بتقديم بعض المغريات بجلب لغذاء يكفي 5 اشخاص, وعرض علي المهمة وهي ان اقوم بأخذ ارقام جوالاتهم واعطائها للفتيات تهربا من عقوبة المعاكسات او المضايقات في حالة القبض عليهم من قبل رجال الهيئة. بينما يعترف احد عمال النظافة رفض ذكر اسمه انه بمجرد وصوله الى موقع عمله يبدل ملابسه ويسرع في توزيع الملصقات الورقية والاعلانات ليجني منها اضافة الى راتبه 750 ريالا. واعتبر اخر ان بعض عمال النظافة يعملون في غسيل السيارات لانهم يدفعون نصف رواتبهم رشاوى للمراقبين كي يسمحوا لهم بالخروج اثناء اوقات الدوام الرسمي. حكايات قد تكون صادقة وربما العكس.. انما تنذر بخطر كبير لوصدقت..وتبقى هذه الفئة من العمالة قائمة بل وتدفعها لارتكاب المخالفات.. والسؤال الذي يطرح نفسه هل توجد جهة معينة تتابع هذه الفئة وتبحث في اصل هذه الحكايات ومدى صحتها وانصافهم مما يعانون؟ عامل نظافة اثناء نزوله من سيارة البلدية وآخر يبدأ رحلة المشقة