بدأت صناعة المنتجات البلاستيكية التحويلية في دول مجلس التعاون بعدد محدود جدا من المصانع الصغيرة اعتبارا من منتصف الخمسينيات، ونظرا لعدم توافر المواد الخام المنتجة محليا آنذاك فقد اعتمدت هذه الصناعة الوليدة على المواد الخام المستوردة من الأسواق الاجنبية. كما ظلت دول المجلس تعتمد على المنتجات البلاستيكية المستوردة لفترة طويلة لتغطية معظم استهلاكها من هذه المنتجات، وذلك نظرا لمحدودية المنتجات الوطنية المصنعة محليا. وقالت دراسة حديثة انه مع ازدياد الدخل القومي لدول مجلس التعاون بدءا من مطلع السبعينيات وارتفاع مستوى المعيشة، وازدياد الطلب على المنتجات البلاستيكية، وقيام عدد من مصانع البتروكيماويات النهائية المغذية للصناعات البلاستيكية منذ مطلع الثمانينيات والتي بدأتها دولة قطر عام 1981 بإنشاء شركة قطر للبتروكيماويات (قابكو) لانتاج مادة البولي ايثيلين منخفض الكثافة، ثم قيام عدد من الشركات المنتجة للدائن الحرارية الاساسية في السعودية والمنبثقة من شركة (سابك)، شهدت صناعة المنتجات البلاستيكية تطورا ملموسا في دول المجلس اعتبارا من منتصف الثمانينيات ومطلع التسعينيات حتى وصل عدد المصانع العاملة في عام 1999 نحو 697 مصنعا بتكلفة استثمارية تقدر بنحو 2726 مليون دولار، استوعبت اكثر من 6ر47 الف مشتغل. ويغلب على صناعة المنتجات البلاستيكية في دول المجلس صفة الصناعة المتوسطة والصغيرة، حيث بلغ متوسط استثمار المصنع الواحد نحو 9ر3 مليون دولار. وقد توسعت صناعة المنتجات البلاستيكية في دول المجلس لتشمل العديد من المنتجات البلاستيكية من اهمها: الاكياس والرقائق والادوات المنزلية بما فيها العبوات المتنوعة والانابيب ولوازمها والصفائح والاغطية البلاستيكية ومنتجات الفايبرجلاس وغيرها من منتجات متعددة يصعب حصرها. وقدرت الدراسة الطاقات التصميمية للمصانع العاملة في دول المجلس عام 1999 باكثر من 5ر1 مليون طن من مختلف المنتجات البلاستيكية، اما الانتاج الفعلي فيقدر باكثر من 1ر1 مليون طن للعام نفسه، وهناك عدد كبير من المشروعات الصناعية مازالت تحت الانشاء او في طور الترخيص، حيث من المتوقع ازدياد الطاقات التصميمية القائمة وبالتالي، كميات الانتاج خلال السنوات القليلة القادمة. وبينت الدراسة ان صناعة المنتجات البلاستيكية التحويلية في دول المجلس تميزت بكونها صناعة احلالية في معظمها تقوم على سد الاحتياجات الاستهلاكية المتزايدة في المنطقة مع وجود فرص تصديرية يغلب عليها حاليا صفة التجارة البينية ضمن دول مجلس التعاون نفسها، حيث استطاعت هذه الصناعة تغطية قرابة 85% من الاستهلاك الظاهري لدول المجلس عام 1999 وقامت بتصدير نحو 105 آلاف طن من منتجات البلاستيك المتنوعة توجه 60% منها الى دول المجلس ضمن اطار التجارة البينية.وهدفت الدراسة الى القاء الضوء على واقع صناعة وتجارة واستهلاك المنتجات البلاستيكية في دول مجلس التعاون من خلال تحليل البيانات المتاحة لدى بنك المعلومات الصناعية في المنظمة، وقد تم اجراء بعض التقديرات الاحصائية المناسبة لبيانات المصانع التي لا يتوفر عنها بيانات متكاملة، وكذلك تقدير بعض الكميات وتوحيدها بالوزن بهدف اجراء المقارنات والتحليلات المناسبة. وتناولت الدراسة اهم الركائز والمقومات التي تتمتع بها دول المجلس لقيام صناعات بلاستيكية متطورة ومتنوعة: من سوق استهلاكية كبيرة، ونمو مطرد في عدد السكان ومستوى المعيشة، ومن توفر صناعات مغذية تفي بمعظم احتياجات الصناعات البلاستيكية النهائية القائمة. وواقع صناعة المنتجات البلاستيكية القائمة في دول مجلس التعاون، من حيث عدد المصانع واستثماراتها والعاملين فيها وتطورها خلال السنوات القليلة الماضية، الى جانب الطاقات التصميمية القائمة لانواع المنتجات البلاستيكية المختلفة حسب الدولة، كما استعرض تطور انتاج المصانع العاملة بمستوى الدول وفروع المنتجات البلاستيكية. بالاضافة لتحليل بيانات التجارة الخارجية لمنتجات البلاستيك المتنوعة من واردات وصادرات شملت حجم التجارة البينية ايضا، كما استعرض صافي الواردات لمعرفة حركة ورصيد التجارة الخارجية لهذه المنتجات. واستعرضت واقع استهلاك دول المجلس من انواع المنتجات البلاستيكية ومدى تغطية الانتاج المحلي لاستهلاك هذه الدول. ولأهمية التعرف على التوجهات المستقبلية لصناعة المنتجات البلاستيكية فقد عمدت الدراسة الى تحليل هذه التوجهات وتشخيص بعض المشاكل التي تعاني منها هذه الصناعة حاليا، من وجود طاقات غير مستغلة وضرورة رفع الكفاءة الانتاجية وامكانية قيام صناعة للخامات البلاستيكية المتطورة، كما تناولت تسليط الضوء على حجم المشروعات المرخص لها حديثا وحجم استثماراتها. وتناولت تحليل واقع صناعة وتجارة واستهلاك المنتجات البلاستيكية بالمستوى القطري والتعرف على طاقات وانتاج وتجارة واستهلاك كل دولة من دول المجلس بشكل مفصل.