تولت الرئاسة العامة لرعاية الشباب مسؤولية ضخمة تجاه المجتمع عموماً والشباب منه خصوصاً بعد أن تبنت مشروع رعاية الحركة الأدبية في بلادنا العزيزة، وبدأت بإنشاء أندية أدبية، لتتولى هذه المهمة العظيمة...، وقد قامت هذه الأندية بجهد مشكور.. له ما له وعليه ما عليه ومع التشكيل الوزاري الأخير أسندت شؤون الثقافة في بلادنا إلى وزارة فتية تحمل مسمى وزارة الثقافة والإعلام. وعليه صارت أنديتنا الأدبية في ذمة هذه الوزارة الواعدة. ومع استغلال الثقافة.. بوزارة يفترض أن يكون هناك توسع في إنشاء المزيد من الأندية.. وأن يواكبها تطور مستمر يتماشى وحاجات العصر، ومقتضيات المرحلة. وأن يجاريهاتنوع في المرامي والأهداف التي تعنى بشأن خطابنا الثقافي العام، وليس الأدبي منه فقط، وأن تطال رسالتها كافة شرائح المجتمع السعودي ذكوراً وإناثاً صغاراً وكباراً. أي أن تضطلع بدور جديد، ومسؤول.. تتلافى فيه كل السلبيات التي رصدت على الأندية الأدبية والتي منها: أولاً: أنها رسالة ذات صبغة أدبية متخصصة في أكثر وجوهها. ثانياً: لا تعنى بالترجمة.. كي يقرأنا الآخرون ونقرأ الآخرين. ثالثاً: دور المرأة ضعيف أن لم يكن معدوماً وأقصد بذلك أنه لم يكن لها دور ومشاركة فعالة تنعكس على من حولها من بنات جنسها وأسرتها.. كي نحظى بمنظومة اجتماعية متوازنة ثقافياً بين الذكور والإناث ونحظى بمجتمع معافى ومحصن ضد التيارات الثقافية المعادية ما ظهر منها وما بطن. رابعاً: حكر ممارسة أنشطة النادي وهي قليلة في مواقع ومقرات بعيدة عن أغلبية أفراد المجتمع، فلو سعت هذه الأندية لدمج اللجان الثقافية بالأندية الرياضية إليها واعتبارها فروعاً لهذه الأندية بعد تطويرها كي ترعى الناشئة وتعرف بالمثقف والمبدع.. أي تكون حلقة وصل بين كافة الأطراف المعنية. وإلى جانب ذلك تفتح مراكز ثقافية في الأحياء السكنية تتبع هذه الأندية وتتبنى برامج ثقافية متنوعة على مدار السنة لكنا أنموذجاً لمجتمع مثالي في سلوكه وثقافته. خامساً: اعتماد وسائل إعلامية تقليدية في تواصلنا الثقافي.. وواقعنا يفرض علينا أن يكون لنا حضور.. تقنياً ملء السمع والبصر.. سادساً: ان رسالة الأندية الأدبية أكثر من يستفيد منها شريحة المبدعين الذين تجاوزوا طور البدايات أما الناشئة فثمة حلقة مفقودة بينها وبين هذه الأندية جعلت هذه الشريحة تهيم على وجهها لتتلقفها الجماعات الشاذة، ذات الثقافة والعقيدة الضالة والمضللة أو تتلقفها القنوات الفضائية المسفة.. أي تعيش أزمة وفراغاً ثقافياً قاتلاً لها ولمن حولها. ومن منا لم يئن من آلة الغرب الإعلامية الموجهة نحونا.. الم تزاحمنا في منازلنا حتى راحت تنتصر فينا على دور البيت والمدرسة والجامعة.. لتلوين ثقافتنا بألوان نكراء مفزعة. تطمس منا هويتنا، وأصالتنا العربية . أن إعادة تقيم ومراجعة واقع أنديتنا الأدبية في ظل هذه المؤسسة الثقافية العملاقة ستقضي على مثل هذه السلبيات. وبالطبع فإن هذه الوزارة الجديدة يرجى لها أن تكون نتاج تلازم وتزويج الثقافة بالإعلام أي تثقيف الإعلام وإعلام الثقافة وهو مطلب تمليه الضرورة العصرية الراهنة وبلادنا مهبط الوحي، واصل العروبة ومستودع أسرارها فخليق أن تكون هذه الوزارة.. محط تطلعات أمة وآمال شعب وحري بإعلامنا المثقف أن يتكفل بأعباء توطين ثقافتنا.. وعولمتها وبعد الأحداث التي ألمت ببلادنا الأمين، بلادنا الحرام كان لابد أن نتذكر الدور الحيوي.. لهذه الوزارة إزاء ثقافة التطرف، وإفزاع الآمنين والمستأمنين في مجتمعنا المسلم والمسالم.. كيف لا واسم هذه الوزارة ضمناً في نفوسنا وزارة الأمن الثقافي والإعلامي.. خالد فهد البوعبيد