ثلاثون مليار ريال تصرف في سياحة خارجية، وتبقى أسئلتنا البادئة بلماذا تدور حول مناطق مسكوت عنها لا نستطيع اقتحامها. سألت مرة إحدى الكاتبات المعتادات على الصيف الأوروبي، لم لا تطبق دعوتها للسياحة الداخلية في مقالاتها على نفسها، فأجابت بأنها تحتاج لنوع من الحرية الشخصية لا يتوافر لها هنا رغم أنها من المحجبات هناك. وسيدة أخرى تقول: هنا لا أستطيع الحراك دون سائق، أما هناك فقدماي تأخذان حريتهما بالإنطلاق بين جماليات مكان يسمو بحالتي النفسية المحتاجة بشدة لهذه الإجازة. أخريات بررن مشاركتهن في صرف ال30مليارا، بأنه لا يوجد هناك شباب يتحرش بهن ولا جهة تحملهن سبب هذا التحرش، وأشرن بفرح وشماتة لإنكسار عين السعودي (المغازلجي) هناك لعدم قدرته على الترقيم والتحرش في دولة تقذف به فورا خلف القضبان لتعديه على حريات الآخرين. وعاشقات الشوبنج يجمعن على أن التسوق هناك عالم آخر، بضائع أصلية غير مقلدة وغير مكررة. هل هم المغازلجية والتسوق والتنزه السبب فقط؟ حر الصيف ليس وحده السبب، لدينا مدن أبرد بكثير من روما التي تصل حرارتها لخمسين درجة. هناك أسباب أخرى بالتأكيد، منها القرار الاجتماعي، صديقة تسافر فقط لأن أبناءها الصغار يصرون على ملاقاة أقاربهم وأصدقائهم هناك. وهناك المفهوم الاجتماعي الطبقي الراسخ بأن السفر خارجيا من الملامح المخملية التي يسعى الجميع للتلبس بها سنويا على نواصي شوارع لندن ومقاهيها. رئيس هيئة السياحة ورائد الفضاء السابق الأمير سلطان بن سلمان، يروي دوما قصة عمل أحد صناع مكوك الفضاء المقتصر على تطوير قطعة صغيرة بطول إصبع اليد. وهذه القصة التي تعني أن النجاح يعتمد على توزيع أدق التفاصيل بين الخبراء، أي أن أمر النهوض بالسياحة الداخلية يحتاج إلى خبراء اجتماعيين ونفسيين، قادرين فعلا على تحديد وتغيير الأسباب الحقيقية لإصرار العائلات للذهاب سنويا هناك وتمضية الصيف على طاولات المقاهي. هيئة السياحة لن تكون قادرة وحدها على إعادة برمجة خطط التصييف العائلية والفردية، دون تعاون جميع الوزارات معها. مازلنا نتباكى على عشرة مليارات قيمة تحويل العمالة الوافدة في العام الواحد، ولا يرف لنا جفن على 30 مليارا تصرف في شهرين. بطاقتا شكر.. * لشركة عقار القابضة: لموقفها النبيل وهي تخصص وقف للشهداء من رجال الأمن بقيمة 15 مليون ريال، وقبل ذلك كانت مبادرة هامة وضرورية أقدمت عليها مدينة الرياض بإطلاق أسمائهم على شوارع الرياض. مهما قُدم إليهم يظل جزاؤهم الأكبر لدى الله سبحانه وتعالى. * لعضو مجلس الشعب المصري حمدي حسن: حماية لغة القرآن واجب على جميع المسلمين، وموقف النائب حمدي حسن تجاه الشوباشي مؤلف كتاب(تحيا اللغة العربية ويسقط سيبويه) المطالب بفك الارتباط بين القرآن واللغة العربية وبإسقاط نون النسوة والمثنى نفس مطالب المستعمرين، موقف يجعله في أشرف جانب، وهو جانب الله تعالى القائل(إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون).