بعد توقف دام طويلا يعود النشاط المنبري الصيفي لنادي الطائف الادبي لاستقطاب الادباء والمفكرين من جانب واثراء الحركة الثقافية من جانب آخر. وبمحاضرة بعنوان: (علي احمد باكثير في الطائف صفحات مطوية من تاريخ الادب السعودي) للدكتور محمد ابوحميد... المحاضرة ادارها د. عالي القرشي مبتدئا بالتعريف بالمحاضر ونشاطاته ومطبوعاته. باكثير ابتدأ د. ابوحميد محاضرته قائلا: يمثل با كثير ريادة متعددة في الشعر والمسرحية والرواية فقد كتب الشعر الحر قبل نازك والسياب ثم كتب أول نشيد عربي سعودي ويعد صاحب اغزر إنتاج مسرحي في الجزيرة العربية فله ما يزيد عن سبعين مسرحية ويفوقه عربيا فقط توفيق الحكيم .ثم هناك ريادة أخرى لباكثير وهي تنبؤه بالحرب العالمية وتنبؤه بقيام دولة اسرائيل . حياته وعن حياته فقد عرج المحاضر على خبر وصوله للمملكة من اليمن التي تربى بها بعد مولده في شرق آسيا واستقبال الدولة له سنة 1351 ه ثم حياته في جدهومكه والتي امتدت قرابة عام واحد حيث أقام بها صداقات مع شخصيات ادبية كمحمد امين كتبي وأحمد الغزاوي وحسين سرحان ومحمد سعيد العمودي وغيرهم وقد تبادل معهم قصائد شعرية وجدت في جريدتي صوت الحجاز وأم القرى . ويبدو أن جو مكه الحار لم يرق لباكثير الذي وصل من حضرموت مثقلا بأوجاع صحية دعته لترك مكه إلى الطائف إضافة لهمه النفسي الذي لازمة طويلا وهو موت زوجته الشابه قبل رحيله من اليمن. الطائف وبعد وصول باكثير الى الطائف سنة 1352ه ذهب يستكشف معالمها وقد سجل ملاحظاته عن سور الطائف ذي الأربعة أبواب ثم عن تاريخها وتراثها وما وجد في مكتباتها من كتب ذكرها في مذكرات وجدت بعد ذلك , ثم أن با كثير كتب في الطائف اول مسرحياته وهي " همام في بلاد الأحقاف" تأثرا بأحمد شوقي ثم نجده في الطائف ايضا يكون أعظم صداقاته مع محمد حسن فقي والكتبي ثم هناك ميزة اخرى هي مجالسته للملك فيصل رحمه الله بالطائف حين كان نائبا على الحجاز وبعد توليه الملك وفي هذا المجالسة تداول باكثير الشعر مع الفيصل الذي قربه منه حتى عرض عليه أخيرا وبعد سفره لمصرأن يكون مستشارا له وقد اكمل باكثير ديوانه المخطوط " أنفاس الحجاز " بمدينة الطائف. اخوانيات ولبا كثير اخوا نيات متبادلة مع الشاعر عبدالله بلخير من مكةالمكرمة والتي غادرها باكثير فارا من الحر وقد كتب له بلخير قصيدةعبر فيها عن شوقه وحبه فقال:==1== حنانيك هل هذا الصدود وذا الجفا==0== ==0== لذنب جرى فقد مسني الضر أم الطائف المأنوس انساك مغرما ==0== ==0== بحبك أم أنستك أقماره الزُهر فقم ياخطيب الروض واصدح مغردا==0== ==0== وحدث بشوقي كلما ابتسم الزَهر وحدث طيور الروض عني بأنني ==0== ==0== أمير جيوش العاشقين ولا فخر ==2== وقد رد عليه باكثير:==1== أحبتنا لاتحسبوني سلوتكم==0== ==0== فأنتم بحيث السر يكتمه الصدر حنيني إليكم كل يوم وليلة ==0== ==0== وتشهد هذي الشمس والأنجم الزهر وما أدفع التقصير عني وإنما==0== ==0== وثقت فراح القلب بالأمن يغتر==2== مكة وقد لبى باكثير دعوة اصدقائه فيما بعد فعاد الى مكة ومكث بها شهرين ثم غادرإلى المدينةالمنورة وتعرف بها على عبد القدوس الأنصاري وطاهر زمخشري وضياء الدين رجب وعبداللطيف ابو السمح وقد وجد مخطوطة بقصائد شعراء المدينة التي عبروا فيها عن حبهم وتقديرهم لنزول الشاعر بهم لما زاد عن الشهرين وظل يتواصل معهم بعد سفره إلى مصر. المنهل ومن آثاره نصح عبدالقدوس الأنصاري بإصدار مجلة أدبية على غرار مجلة الهلال المصرية فشجع باكثير الأنصاري على إصدار المنهل التي أصبحت المنبر الثقافي الأبرز وقد مكث باكثير بقية حياته في مصر وسطع نجمه حتى بلغ مكانة عالية وتوفي بها عام 1389ه 1969م وقد أرسل الملك فيصل رحمه الله موفده لتشييع جنازته . المداخلات داخل الدكتور/محمود عمار بقوله لم نسمع تفصيلا عن الحياة الإجتماعية التي لاحظها متغيرة عن حضرموتومكةوجدة ثم لابد من البحث والتثبت من وجودالكتب التي سجلها باكثيرفي مذكراته *فردعليه المحاضر انه لم يجد ما ذكر في مذكراته وليس باكثير بيننا حتى نعاتبه على عدم وصفه لهذه الحياة. ثم لقد تناقلت الأيدي هذه الكتب من مكانها الأصلي بمكتبة مسجد العباس وليس شيئا ذا بال وجودها حاليا فباكثير صور الحال الثقافي في ذلك الحين. بعد ذلك داخل القاص: عقيلي الغامدي فقال/ نشكر للمحاضر الدكتور محمد ابو بكر حميد هذا الوفاء لباكثير والذي استحق هذا البحث المضني والذي سوف يسجل في تحقيق مستقل لكتاب تعكفون عليه كما علمت ثم اختتمت المحاضرة بشكر المحاضر للنادي على استضافته وسعة صدر الجمهور الكثيف الذي تابعه.