الكون كان اسلافنا متشوقين له.. فدشنوا القصائد في التغني بمفرداته وذهب الحاضرون مناحي شتى لفهمه فارسلوا مركباتهم تجوبه بحثا, ولكن ابسط تأمل لنا في الكون يحرك مشاعرنا فتمر قشعريرة في العمود الفقري يخفت الصوت ويسيطر احساس بالاجلال لهذا الاتساع ونظل نحن البشر فضوليين نسعى لامتلاك موقع فيه ولكن هيهات. مضى ربع قرن ونيف على احداث المسلسل الاجتماعي الكوميدي (درب الزلق) ذلك المسلسل الذي كان ومازال ملاذا محببا لكل من ينتابه ضيق او ملل ويحب ان ينفس عن نفسه قليلا باجزاء جلها خفيفة على النفس, احد اهم ابطال المسلسل حسينوه يجسد شخصية الرجل المستبد برأيه الغارق في وحل النرجسية وحب الانا, الضارب بعرض الحائط جميع آراء الآخرين وخصوصا الاخ سعد الذي اجاد دور الرجل الدرويش واتقنه أي اتقان ومع ذلك ورغم فراسة بطلنا المغشوشة يقع في شرك احد النصابين حين استطاع ان يقنعه بشراء صفقة العمر ببيعه اهرامات مصر العظيمة! كما اشرت لا يعدو هذا المشهد سوى مقلب كوميدي لا يمت للواقع بصلة, لكن المفارقة العجيبة هي ما اعلنته بعض الصحف الاجنبية منها والعربية حين اعلنت ان 150 نجمة في فضاء الكون تحمل اسماء سعوديين وسعوديات حرصوا على شرائها وتسجيلها في الوثيقة الفلكية التي تصدر عن (انترناشيونال ستار ريجستري) وفق خطوط طول وعرض تم الحصول عليها من قبل وكالة ناسا الفضائية, وتقول مديرة المنظمة في الشرق الاوسط: ان النجمة شيء رمزي ومعترف بها, وموثق وفق خريطة فلكية يتم الحصول عليها من قبل مرصد هايل وتعطى للمشتري شهادة تؤكد له الموقع والاسم, مازال هناك بقية لهذا الخبر (الكارثي) لكنني اكتفي بهذا القدر كي لا اصيب المتصفح العزيز بشيء من الغثيان! اهرامات درب الزلق ضحكنا عليها حتى الثمالة لأنها لا تعدو مزحة خفيفة الظل قام بها اثنان من اهم الرموز الكوميدية في الخليج العربي ومازلنا كذلك كلما تذكرنا ذاك الموقف, لكن سالفة شراء النجوم في فضاء الرحمن جل وعلا امر يجعلنا نضرب اخماسا باسداس متحسرين على ادمغة رفضت وترفض كل ما هو حسن وجميل وجندت عقولها لمصلحة الادمغة الصفراء لتقودها لمسخرة التاريخ. اعتقد انك عزيزي المتابع تشاطرني الرأي في ان هذا الموضوع لا يستحق السبر في غوره الا من خلال تحويره الى مشاهد كوميدية تشبه اجزاء مسلسلنا القديم الجديد (درب الزلق) لذا اوصي اخواني السعوديين واخواتي السعوديات بان ينتبهوا جيدا لنجومهم خصوصا اذا علمنا ان احد المخمليين العرب ابتاع نجمة (الشمال) وعندما ذهب للمحكمة الكبرى في كوكب (الخبل باع عباته) وجد ان نجمته الشمالية (الركنية) بدلت بنجمة جنوبية (بطن) والقائمة حبلي بضحايا بيع النجوم! لذا وجب الحرص والتنبيه!