كشف تقرير لمنظمة الدول العربية المصدرة للبترول أوابك أن الاحتياطي العالمي من النفط يتصاعد بشكل سريع، حيث وصل الاحتياطي العالمي المؤكد بداية عام 2004 الى 1105 مليارات برميل ويقدر نصيب الدول العربية منها بنحو 655 مليار برميل أي ما نسبته 59% من الاحتياطيات العالمية. وأكد التقرير أن الدول العربية خاصة المملكة ستكون هي المزود العالمي للنفط حينما يعاني العالم نضوبا في هذا المورد الحيوي، وذلك لأن الدول العربية تكتنز حوالي 60% من احتياطيات النفط الحالية القابلة للاستخراج. واشار التقرير الى أن هذه الاحتياطيات تمكن من الاستمرار في الإنتاج بنفس المعدلات الى 50 سنة قادمة على الأقل، مبينا أن هناك ما لا يقل عن 60% من الاحتياطيات المكتشفة تظل في باطن الأرض بانتظار حدوث تطورات تكنولوجية تمكن من رفع معامل الاستخلاص البترولي الى اكثر من نسبته الحالية البالغة 35- 45%. ومثال ذلك الاحتياطيات الجيولوجية العربية المكتشفة من النفط والتي تصل الى 2315 مليار برميل والتي تم إنتاج 271 مليار برميل منها حتى نهاية عام 2003، فيما تقترب الكميات غير القابلة للاستخراج منها بالإمكانيات الحالية من 1389مليار برميل، وعليه فإن توافرت التكنولوجيا القادرة على استخراجها فسيمتد عمر النفط نصف قرن آخر. وأشار التقرير إلى أن الشركات العالمية تقوم بإنتاج ما لا يقل عن 5- 10% سنوياً من احتياطي الحقل، في حين أن الدول العربية الرئيسية المنتجة لا تقوم بإنتاج اكثر من 1.5- 2% سنوياً من هذا الاحتياطي، مما يعني أنه إذا نضبت بعض حقول العالم خلال 10 أو 20 عاما، فإن عمر الحقول العربية العملاقة سيتراوح بين 50 و 70 سنة على الأقل. وأشادت منظمة الدول العربية المصدرة للنفط أوابك بجهود الدول العربية للبحث والاستكشاف لرفع طاقتها الإنتاجية وزيادة احتياطياتها واستقطاب الأموال اللازمة لتطوير الصناعة النفطية. محلل بريطاني .. من جانبه قال المحلل الاقتصادي النفطي بشركة (برتش بتروليوم) البريطانية ان احتياطي النفط العالمي ارتفع بنسبة 10 في المائة عن احتياطيات العام الماضي مما يوفر كمية تكفي للاستهلاك لمدة 40 عاما وذلك بمعدلات الانتاج الحالية. وقال الاقتصادي النفطي بيتر ديفيز لصحيفة (فايناشيال تايمز) في معرض مراجعته للتقرير السنوي الاحصائي للطاقة العالمية ان الارتفاع الاخير في اسعار النفط الخام ليس له علاقة بالتهديد باحتمال نضوب الاحتياطي النفطي. وقال المحلل ان العالم شهد ظهور احتياطيات نفطية تقدر بنحو 150ر1 مليار برميل وذلك عام 2003 وحده مؤكدا عدم وجود نقص في الاحتياطيات او المصادر النفطية العالمية. واضاف ان الانتاج النفطي يتواصل استبداله والتحدي هو الاستثمار بشكل مناسب على مستوى القاعدة لتطوير قدرات انتاجية مستقبلية. وذكرت الصحيفة ان تقديرات شركة بريتش بتروليوم تأتي في ظل التشدد على تقييمات الاحتياطيات بعد الفضيحة الاخيرة لشركة (رويل دوتش شل) والتي بالغت في مقادير احتياطياتها حتى لا تتأثر اسهمها في الاسواق العالمية. وكانت الشركة البريطانية الهولندية قد اجبرت على تقليص تقييماتها بخصوص احتياطياتها اربع مرات هذا العام وحده. وظلت باقي شركات النفط الكبرى الاخرى محمية من هذه الفضيحة التي ضربت شركة شل على الرغم من ان مصرف (ساشس) قد ذكر الاسبوع الماضي ان شركة بريتش بتروليوم قد تحتاج للقيام بتقليص محدود لتقييم احتياطيها لجعله متوافقا مع القواعد الامريكية. وقدر ديفيز ان تكون ارقام الاحتياطي النفطي العالمي لهذا العام اكثر دقة من العام الماضي لان مصادر الشركات تتضمن عددا كبيرا من المصادر الفرعية للنفط. لكنه حذر من ان بريتش بتروليوم قد اعتمدت على ارقام حكومية رسمية والتي لن تكون بالضرورة متوافقة مع الاشتراطات الامنية الامريكية المطلوبة.