عجيب أمر هؤلاء العطارين أو من يدعون انهم عارفون بوصف الأدوية العشبية وبأنهم درسوا هذا العلم وتوارثوه أباً عن جد وأن وصفاتهم العشبية من الصعوبة بمكان العثور على بعض مكوناتها إلا في بلاد واق الواق وأن جلبها يكلفهم مبالغ كبيرة ناهيك عن الترحال من بلد إلى بلد وهذا هو سر ارتفاع الخلطات العجيبة والسحرية التي لا يعرف تشخيصها ومكوناتها إلا المتمكن من علم طب الأعشاب. لقد أذهلني ما شاهدته وسمعته في قناة الاخبارية الفضائية خلال برنامجها الأسبوعي عن الطب البديل وضيفها الدائم الأستاذ الدكتور / جابر بن سالم القحطاني أستاذ العقاقير في جامعة الملك سعود، هذا الرجل الذي يعمل بصمت من خلال تخصصه فلما ظهر وبان على شاشة الإخبارية كشف الحقائق التي هزت مشاعر كثير من الناس الذين يتعاملون مع أصحاب الضمائر الفاسدة والميتة من خلال شراء بعض التراكيب العشبية غير المقننة والتي يتم تجهيزها عشوائيا ويتم بيعها بمبالغ خيالية دون رقيب من وزارة التجارة وهي الجهة الفنية المعنية بفتح المحال التجارية أو من وزارة الصحة وهي المعنية بإصدار التراخيص بتداول الأدوية وبيعها. لقد كشف الدكتور / جابر للمشاهد ولي شخصيا ما هز مشاعري وجعلني أشعر بالدوار والتقيؤ فكل التركيبات العشبية التي عرضها والتي ذكر جامعوها أنها تشفي من أمراض السرطان والإيدز وأمراض السكر والضغط وأمراض الكبد ولم يتبق إلا أنها تمنع الموت (استغفر الله العظيم) ذكر أنها تحتوي على كميات هائل من الميكروبات والتي تعيش وتتكاثر في مثل أجواء تلك المستحضرات ناهيك عن السمية المتوقعة وهدر المال ولعلني أذكر بأحد الوصفات الشعبية والتي يبيعها فاقدو الضمير الذين سيجدون عقابهم بإذن الله في الدنيا والآخرة وقيمة ذلك المستحضر مبلغ 800 ريال، أتدرون ما مكوناته؟ وقد عددها الدكتور جابر أنها من بول القنفذ ومن شعر القنفذ ومن بعض أجزاء جسمه القذر ويذكرون أنها تعالج من أمراض السرطان والمريض مسكين يتمسك بالقشة حتى لا يغرق والسؤال هل توجد مهزلة في المجتمع يمارسها بعض ضعاف النفوس أكثر من تلك المهزلة الانسانية والاخلاقية والاجتماعية ؟ ألهذه الدرجة أصبح الانسان مهزلة لهؤلاء الناس الذين أعماهم حب المال ليضحوا بحياة الآخرين ؟ أين الجهات الرقابية في وزارة الصحة ووزارة التجارة والبلديات وهل على وزارة الداخلية أن تتدخل مباشرة لايقاف هذا التلاعب بحياة البشرية إنها جريمة لن يغفرها التاريخ. إنها سموم قاتلة وفتاكة لا تقل عن سموم المخدرات والفرق بينهما أن مضاعفاتها القاتلة قد لا تظهر فوراً وإنما تأخذ بعضا من الوقت . أشكر باسم كل المواطنين محطة الإخبارية الفضائية وأشكر سعادة الأستاذ الدكتور / جابر بن سالم القحطاني على المعلومات التي قدمها عن تلك المستحضرات العشبية وغير المقننة وأرجو أن يستمر في كشف الحقائق عن أولئك العطارين والدجالين والمشعوذين وأرجو من القراء الكرام الرجوع إلى عدد الجريدة في اليوم المؤرخ الخميس 17 ربيع الأول سنة 1425ه وما جاء في التقرير الخاص بضحايا استخدام تلك المستحضرات وخصوصا من النساء، وفي الختام فإنني أقترح تشكيل لجنة عاجلة وفاعلة في كل منطقة من مناطق المملكة يكون أعضاؤها من وزارة الداخلية والصحة والتجارة والبلدية لإيقاف هذه الممارسات الطبية الخاطئة. *مستشار الإدارة الصحية بوزارة الصحة سابقا