لا يمكن إلا أن يحتار أي معلق على مباراة الإسماعيلي و الأهلي في دوري أبطال العرب فيما يمكن أن يقوله لفريق الأهلي الذي نال هزيمة غير مستحقة بالفعل خلال هذه المباراة ، و أيضا لا يمكن أن نهضم الإسماعيلي حقه من الإشادة فقد لعب للفوز و سعى إليه و حققه على فريق كبير كان أكثر من ند له طوال المباراة و استمر الأمل يداعب صدور لاعبيه حتى اللحظات الأخيرة رغم تأثر لاعبيه نفسيا بالظلم الفادح الذي وقع عليهم من الحكم الإماراتي فريد علي المرزوقي الذي يستحق سخط الجميع لأنه كان بالفعل سيئا و ذبح فريق الأهلي و حرمه من الصعود للدور نصف النهائي بتغاضيه عن احتساب هدف لا يختلف عليه اثنان للنجم طلال المشعل في الشوط الأول وهو الهدف الذي كان سيغير من أحداث المباراة بالتأكيد . اعتمد الأهلي في الشوط الأول على براعة و مهارة النجم المتألق طلال المشعل الذى صال وجال في الملعب و أدخل الرعب فى قلوب مدافعي الإسماعيلي الذين لم يتمكنوا من إيقافه طوال المباراة حتى اللحظات الأخيرة التي شهدت إضاعته فرصة لن نبالغ لو قلنا إن عارضة الإسماعيلي تنحت عن طريقها حتى لا تسكن المرمى ، أما الإسماعيلي فتنوعت طرقه الهجومية عن طريق الأجناب خاصة الجبهة اليسرى التي شغلها ببراعة محمد عبد الستار والذي فشل دفاع الأهلي فى رقابته ، ومن الوسط كان عمر جمال هو مفتاح اللعب و الاثنان أهديا مهاجمى الفريق محمد أبو جريشة و تراورى الكثير من الفرص ، و لكن دفاع الأهلي كانت له اليد العليا علي هجوم الإسماعيلي في هذا الشوط . و برغم الحيطة الدفاعية الأهلاوية إلا أن هجمات الأهلي كانت الأخطر طوال هذا الشوط و أنقذت العارضة الإسماعيلي من هدف مبكر جدا لحسين عبد الغنى الذى لعب أحد أفضل أشواطه و أيضا أضاع كارلوس هجمتين خطيرتين ، أما طلال المشعل فقد وقع عقدا مع التألق و أحرز هدفا لا غبار عليه رفض الحكم الإماراتى احتسابه . و ربما يمكن تقسيم الشوط الثانى إلى ثلاثة أقسام .. أولها فى الدقائق العشر الأولى التى سبقت احتساب ضربة الجزاء التى سجل منها حسنى عبد ربه هدف اللقاء الوحيد ، و خلال هذه الدقائق سار الأمر كما كان عليه فى الشوط الأول و لم يغير أى مدرب خططه للمباراة ، و إن كان هجوم الإسماعيلي قد زاد بعض الشئ ، و لكن جاءت ضربة الجزاء لتبدأ بها المباراة مرحلة جديدة ، فقد احتسب الحكم هذه الضربة فى وقت هو الأكثر حرجا بالنسبة للاعبي الأهلي ، فقد جاءت بعد أن استطاع لاعبوه السيطرة على منطقة الوسط بعد الهجوم الكاسح للإسماعيلي فى بداية الشوط ، كما كانوا قد أدركوا من خلال الفرص التى أضاعوها فى الشوط الأول أن الفوز ليس بعيدا عنهم لكن احتساب ضربة الجزاء و تسجيل الهدف جعلا هذه الأحلام تنهار و تبتعد خاصة أن اللاعبين لم يكونوا قد تخطوا الحاجز النفسي للهدف الملغى بعد ، و تكاتفت كل هذه الأمور لتتسبب فى توتر اللاعبين ، و لهذا لم يبد أنهم يلعبون بأية خطط طوال الغالبية العظمى من وقت هذا الشوط ، و استغل لاعبو الإسماعيلي هذا التوتر فى فرض سيطرتهم على الملعب لكن تألق منصور النجعى حرم الدراويش من فرصة تعزيز الهدف . و أخيرا استطاع فلايمير لوروز أن يتمالك نفسه و يلملم شتات فريقه الذى كان قد أوشك على الانهيار فأجرى تغييريه بنزول وليد الجيزان وخالد قهوجي وهما التغييران اللذان أعادا الأهلي للمباراة خاصة أن قهوجى أثبت أنه لا يستحق اللعب كبديل بل كان وجوده فى الملعب ضروريا من بداية المباراة ، و انقلبت الأوضاع و أصبح الأهلي هو المهاجم و الإسماعيلي هو المدافع المعتمد على الهجمات المرتدة الخطرة التى حرمه تألق النجعى من ترجمتها لأهداف . و الحقيقة انه رغم هذه الهزيمة إلا أنه لا يمكن توجيه أى لوم لفريق الاهلي كمجموعة حيث لعب الفريق فى ظروف صعبة تمثلت فى الضغط الجماهيري الرهيب و الرغبة الجامحة للإسماعيلي فى الفوز و إثبات الذات ، و أيضا الحكم الدولي الإماراتى فريد علي الذى شكل عبئا نفسيا خطيرا على اللاعبين و تسبب فى خروجهم عن تركيزهم طوال الشوط الثانى تقريبا ، و يحسب للأهلي تصميمه على التعادل الذى كان يكفي لتأهله حتى آخر لحظة فى المباراة لدرجة أن طلال المشعل أضاع هذا التعادل فى الدقيقة 89 بكرته التى مرت بجوار القائم . أما على المستوى الفردى فيجب الإشادة بالنجم طلال المشعل و معه الحارس منصور النجعى اللذين تألقا بشكل غير عادي و كانا نجمي المباراة بلا منازع ، و أيضا أدى خالد قهوجى مباراة جيدة فى الوقت الذى لعب فيه فى الشوط الثانى ، و يستحق فلايمير لوروز أن يسأل عن سبب وضعه على مقعد البدلاء ، و أيضا يمكن الإشادة بأداء حسين عبد الغنى فى الشوط الأول ، وفي الوقت نفسه هناك عدد من اللاعبين الذين يستحقون توجيه اللوم لهم و يأتى فى مقدمتهم سيركسيان الذى لم يكن له أى وجود فى الملعب . لوحة من منتديات الاهلي توضح صحة هدف المشعل