يقول محللون ان رئيس مجلس الاحتياطي الاتحادي الان جرينسبان سيحاول عرض مؤهلاته في مجال التصدي للتضخم اثناء زيارة لمبنى الكونجرس هذا الاسبوع حتى بينما يسعى لطمأنة المشرعين الى ان البنك المركزي يريد توسعا قويا للاقتصاد. وسيمثل جرينسبان امام اللجنة المصرفية بمجلس الشيوخ اليوم الثلاثاء بينما تبحث ترشيح رئيس البنك المركزي البالغ من العمر 78 عاما لفترة ولاية خامسة واخيرة على قمة مجلس الاحتياطي الاتحادي. ومن المتوقع ان تصوت اللجنة على الترشيح خلال ايام من جلسة الاستماع بما يمهد الطريق لموافقة مجلس الشيوخ بكامل هيئته قبل انتهاء الفترة الحالية لجرينسبان يوم 20 يونيو. وكما يحدث دائما ستتفحص اسواق المال عن كثب تصريحات رئيس مجلس الاحتياطي لالتقاط اي اشارة على مستقبل سعر الفائدة. وفي ظل تسارع التضخم يتأهب المستثمرون لالتقاط اي اشارة حول سرعة ومدى رفع اسعار الفائدة. وبدا مسئولو مجلس الاحتياطي الاسبوع الماضي حريصين على ازالة اي قلق من ان يكون البنك المركزي مسؤولا عن منحنى التضخم. وقال جرينسبان في وقت سابق من الاسبوع ان مجلس الاحتياطي يجب ان يكون حذرا في رفع تكاليف الاقتراض لكنه سيفعل كل ما ينبغي لمنع خروج التضخم عن السيطرة. ومن المرجح ان يوجه رسالة مشابهة اليوم الثلاثاء. ومن المتوقع ان يرفع مجلس الاحتياطي اسعار الفائدة قصيرة الاجل من ادنى مستوياتها منذ 1958 والبالغ واحد في المئة بعد اجتماع في 29 و30 يونيو. وستكون تلك اول زيادة في اسعار الفائدة في اربع سنوات ويتوقع المحللون ان تكون الاولى من عدة زيادات. وقالت سوزان فيليبس العضو السابقة بمجلس محافظي البنك المركزي ان من المحتمل ان يتعرض جرينسبان لمساءلة عصيبة بشأن التضخم. واشارت الى ان كثيرا من المستثمرين يتساءلون عما اذا كان يجب ان يستعدوا لتكرار لعام 1994 حين قفزت اسعار الفائدة من ثلاثة في المئة الى ستة في المئة خلال العام. وتناول مسؤولو مجلس الاحتياطي يوم الجمعة مسألة عام 1994. وقال جاك جوين رئيس فرع مجلس الاحتياطي في اتلانتا انه لا يتوقع تكرار تلك الزيادات السريعة واستعرضت ساندرا بينالتو رئيسة فرع البنك في كليفلاند الاختلافات بين ذلك العام والوقت الحالي. لكن الكلمة التي كانت على شفاه كل مسؤولي مجلس الاحتياطي تقريبا هي.. المصداقية.. باعتبارها عنصرا اساسيا لمنع تعاظم توقعات التضخم. ويجب ان تكون لوول ستريت وللشركات الصغيرة على السواء ثقة في قدرة مجلس الاحتياطي على ابقاء الاسعار مستقرة لمنع الدخول في نفق تؤدي فيه التوقعات بارتفاع التكاليف الى زيادة مطالب الاجور وارتفاع الاسعار.وقال جريج فاليري من شواب ساوندفيو للاسواق الرأسمالية حين تتحدث عن تركة جرينسبان فيجب ان تقول ان له بالتأكيد مصداقية في مكافحة التضخم. لا اعتقد انه في هذه المرحلة من مسيرته المهنية يريد ان يخاطر بذلك. وقال محللون ان جرينسبان قد يجمل حديثه عن رفع سعر الفائدة بكلمات متفائلة عن الاقتصاد. وقال ديفيد جونز رئيس مجلس ادارة شركة (انفستورز سكيورتي تراست) وهو من المتابعين المخضرمين لمجلس الاحتياطي الاتحادي انها حركة توازن مثل تلك التي يواجهها مجلس الاحتياطي دائما. فأنت تريد ان تحتوي التضخم لكنك لا تريد ان تخرج هذا التوسع للاقتصاد عن مساره. ومن المتوقع ان تسير اجراءات ترشيح جرينسبان لفترة جديدة بسلاسة في ظل العلامات على تحسن الاقتصاد.