بحث كبار المسؤولين بالبنوك المركزية في العالم كيفية التأقلم مع التقلبات الحادة الاخيرة في المناخ الاقتصادي الذي يسوده عدم التأكد. وخلال المؤتمر المنعقد في منتجع منعزل في كانساس سيتي قال الان جرينسبان رئيس مجلس الاحتياطي الاتحادي "البنك المركزي الامريكي" مدافعا عن سياسته ان اتباع القواعد الرسمية وحده لن يجدي واختلف مع من يرون أن الهزات الاقتصادية أصبحت أقل حدة. وبعد نمو ضعيف متقطع على مدى عامين تقريبا بدأ الانتعاش الاقتصادي الامريكي يسير بثبات بعد 13 خفضا في أسعار الفائدة. وكان أحدث خفض في أسعار الفائدة الامريكية في يونيو الماضي حينما قرر مجلس الاحتياطي تنزيل سعر الفائدة القياسي الى واحد في المئة وهو أقل مستوى منذ 45 عاما. وعلى هامش المؤتمر صرح مسؤولون بمجلس الاحتياطي لرويترز بأنهم يلمسون في الآونة الاخيرة علامات على تحسن الوضع الاقتصادي. وتوقعوا أن يحقق الاقتصاد الامريكي في الربع الثالث نموا يفوق معدل1ر3 في المئة الذي حققه في الربع الثاني. وأبدى جرينسبان في كلمته في افتتاح المؤتمر شكه في جدوى القواعد التي يتمسك بها كثير من البنوك المركزية مثل مكافحة التضخم قائلا : ان هذا الاسلوب لا يتيح المرونة التي تحتاجها البنوك المركزية للتكيف وفق الظروف المختلفة. واضاف أن مجلس الاحتياطي الاتحادي فضل تكييف أوضاعه لمواجهة الاخطار وقت ظهورها بدلا من اتباع لوائح صماء مما دفعه للوقوف بقوة أمام خطر هبوط الاسعار. وفي مواجهة انتقادات واسعة لامتناع البنك المركزي الامريكي عن التدخل لايقاف الارتفاع الهائل في أسعار الاسهم في التسعينيات والذي أعقبه هبوط حاد قال جرينسبان ان التدخل كان يعني رفع اسعار الفائدة لمستويات "تخنق" الاقتصاد. ومنذ تولى جرينسبان منصبه عام 1987 يعرف عنه اتخاذ قرارات السياسة النقدية وفقا للمواقف المختلفة وليس اتباع اللوائح والسياسات الرسمية اتباعا مطلقا. وكان استهداف معدل للتضخم كسبيل لمنع الانكماش الاقتصادي موضوعا لحوارات ساخنة هذا العام. وأبدى العديد من المسؤولين في مجلس الاحتياطي الاتحادي تأييدهم لوضع أهداف محددة. لكن رئيس المجلس ظل متشككا في جدوى هذه السياسة وعبر عن هذا أمام الحضور ومن بينهم مؤيدون لوضع أهداف محددة للتضخم مثل محافظ بنك انجلترا المركزي ومحافظ البنك المركزي الاوروبي ومحافظ البنك المركزي الاسترالي. وقال جرينسبان في المؤتمر انه ستمر فترة قبل أن يتضح ما اذا كان منهج مجلس الاحتياطي الاتحادي المتمثل في خفض الفائدة بعد فقاعة التسعينات الاقتصادية قد نجح أم لا.