أن تكتب وتمارس النقد تجاه ظواهر وممارسات مختلفة في المجتمع والأداء الحكومي أمر بات مألوفا في الصحافة المحلية، خصوصا وأن هنالك أقلاما تمتلك من الجرأة والمصداقية ما يؤهلها لأداء هذا الدور النقدي التصحيحي. هذه الأقلام الناقدة بات كثيرٌ من القراء يسارعون للبحث عن موضوعاتها، وتراهم أول ما يقرأون، يقرأون "زواياها" و"أعمدتها" اليومية والأسبوعية، لا لشيء، سوى أنها تلامس ضمير الناس، وتتقاطع مع الهم اليومي للمواطن، بدلا من تلك المقالات التي "تهرب إلى الأمام" فتكتب عن "كل قضايا الكون" و"تفرُ من وجه قضيتها"!. كتاب الزوايا المقروءة هم من أهم تلك الأسماء التي بات لها حضورها في وجدان الناس، بل باتوا بمثابة "الدعاية" المروجة للجريدة والمسوقة لها. لكن هل يكفي أن يتحول هؤلاء لمجرد كتاب، يدافعون، أم أن المسألة تتعدى ذلك إلى ما هو أبعد؟. إن الكتابة لديهم بالتأكيد ليست مجرد "فشة خلق"، وكان الله غفورا رحيما، وليست إبراء للذمة، أو تسجيل حضور، لأنها بالنسبة لهم، ولأقرانهم، محاولة للتغيير، ومحاولة لإيصال الصوت، لا لمجرد التوصيل وحسب، ليكون عند هذا المسئول وذلك علم بالمشكلة، بل هو صوت ينتظر جوابا، ويريد حلا، ويبحث عن مخارج للمآزق التي تطرح. الكثير من القراء باتوا الآن يطالبون الكتاب والمسئولين بأن يتحول هذا الحبر الأسود على الأوراق إلى أفعال، وأن يكون هنالك من يستمع لهذه الأصوات والكتابات بدل أن تضيع مع الريح وتنتهي بانتهاء اليوم الذي كتبت فيه. هي مسؤولية من يجلس على كرسي القرار، من أصغر موظف، وصولا لأكبر موظف، فالكل يرفع صوته مع ماجدة الرومي "وينك عّمء بِنَادِيك".