مع بداية العطلة الصيفية ونهاية الدوام الدراسي تبدأ الاستعدادات للسفر والرحلات عبر المسافات في ربوع مملكتنا الحبيبة.. ويبدأ الزحام على ورش السيارات في جميع المناطق بشكل لافت عن بقية أيام السنة، والكثير يقع في حبال بعض الورش غير المؤهلة والتي ليس لديها القدرة لمعرفة ما تحتاجه السيارة اثناء الفحص، مما يجعل الزبون في حيرة في أمره.. فذاك الميكانيكي يقول كذا والآخر ينفي ذلك، ويصبح الزبون في حيرة وتصبح سيارته للتجارب. (اليوم) قامت بجولة في منطقة العريفي الصناعية بالجبيل ورصدت آراء عدد من المواطنين واصحاب الورش حول التشخيص السليم لأعطال السيارات، وتهويل ومبالغة بعض الورش الخاصة بالسيارات بأن المشكلة التي بالسيارة أكبر مما نظن والحقيقة عكس ذلك، وفيما يلي هذه المحصلة: بداية تحدث علي أبو طالب الذي له تجربة سابقة بحكم عمله في عدة ورش متخصصة ويحاكي القضية عن قرب فقال: بحكم تجربتي الطويلة في هذا المجال واحتكاكي بكلا الطرفين أرى أن الوضع يعتمد على مدى جاهزية هذه الورش وامكانياتها وما العمالة أو اليد العاملة فيها ومن الظلم أن نضع جميع الورش في دائرة الاتهام، فهناك الجيد وكذلك السيئ. وأنا أتحدث من واقع تجربة ليس بسيطة فعملي في هذا الجانب كشف لي الكثير الذي لا يخطر على البال وللأسف هناك بعض الورش ذات السمعة والتي ترتبط بالعلاقة بعدد من الزبائن تستغل الثقة المفرطة من الزبائن خصوصا في هذه الفترة مع بداية الصيف واشتداد الحرارة وكثرة اعطال السيارات والزحام الشديد على الورش يقوم بعضها بايهام الزبائن بأن المشكلة التي لديه هي اكبر مما يظن وتحتاج الى تكاليف كبيرة. الخ فمثلا عندما يأتي زبون يطلب تغيير بواجي لا تقوم بهذا العمل بل تخبره بأن السيارة تحتاج الى صيانة كاملة حيث يبدأ التفسير والتهويل بأن ضعف هذه البواجي أدى الى عطل في أسلاكها كما تحتاج الى تغيير الفلاتر وما الى ذلك من أمور حتى يقتنع الزبون بضرورة ذلك. ويأتي زبون آخر على سبيل المثال بل الواقع الحاصل يشتكي من تقطيع المحرك.. وهناك تبدأ المصيدة الكبرى، وما يسمى بالزبون الدسم (الهامور) حيث تبدأ التعليلات والتشخيص المتخبط. ويأتي الميكانيكي ويدلو بدلوه.. والكهربائي كذلك.. فذاك يقول البواجي والآخر أسلاك المنظم. .وذاك يقول البخاخ. والزبون يقول لكم الجمل بما حمل وهنا المشكلة. شهادات أكاديمية ويقول فضل ابراهيم الخاطر: ان الورش معظمها يتكون من 80% من الايدي العاملة غير المدربة اي التي ليست لديها شهادات اكاديمية متخصصة. بل أجزم هنا بان الأغلبية منهم هم من اصحاب الخبرات التي كسبوها من خلال الممارسة، فمثلا هناك من كان يعمل في محلات الدواجن والآخر في سوق الخضار.. الخ من المهن وبعدها اتجه الى الورش بجاهزيتها الكبيرة للتعليم على سيارات الزبائن وهناك من أعرف منهم شخصيا كان يعمل مساعد المكانيكي والآن اصبح من كبار الميكانيكيين ولديه ورشة خاصة به والفضل الأول والأخير يرجع لسيارات الزبائن التي أصبحت للتجارب والتعليم بدلا من المعاهد والكليات التي يفترض ان يتخرجوا فيها. ويحكي عبدالعزيز محمد الشدوخي تجربته مع الورش ويقول: أدخلت سيارتي عند ميكانيكي من احدى الدول وذلك بغرض تركيب يايات (نوابض حلزونية) جديدة ولم يحدد لي السعر بل في كل مرة أسأله عن التكلفة فيجيبني بقوله: لا تعلق ادفع اي قيمة يمكن ان تدفعها؟!! وبعد الانتهاء فوجئت بأنه يطلب مني مبلغا وقدره 1000 ريال متعللا بأن اليايات كلفت جهدا كبيرا عند تركيبها وبعد الأخذ والرد لم احصل على نتيجة فأعطيته المبلغ المطلوب مجبورا ولكن لاحظت فيما بعد أن السيارة تميل من ناحية اليمين قليلا ومرتفعة من الأمام فقمت بعرضها على ميكانيكي آخر أثق فيه فقام برفع السيارة على الرافعة وجعلني أشاهد اسفل السيارة لليايات التي لم يتم تغييرها أصلا!!! بل قام بتليينها واعادة سحبها مما زاد استيائي وغضبي ودخلت معه في مشادات وشكاوى حتى تمكنت في النهاية من تحصيل مبلغ بسيط من الذي دفعته والسؤال هو: أين الرقابة على مثل هؤلاء؟ وهل (كل من جاء نجر) على قول المثل وأين دور وزارة التجارة والمسؤولين؟! تكلفة باهظة أما عبدالله سعد العدواني فيخالف الشدوخي الرأي فيقول: لا توجد لديه مشكلة لأنه يختار الورش المتخصصة وذات الخبرة والسمعة الجيدة والتي للأسف الشديد معدودة على الأصابع في الجبيل. ويضيف: لا تهمني التكلفة بقدر ما تهمني الخدمة الجيدة والايادي الفنية المتمكنة والمدربة قبل قدومها أصلا للعمل في المملكة في هذا المجال. واذا نظرنا لبعض الورش فحدث ولا حرج فهناك الفوضى والسيارات متناثرة في كل جانب والعدة موزعة في ارجاء الورشة فكيف يمكن للزبون على العمل الجيد والمتقن في ظل هذه الاوضاع المزرية. ويتدخل عبدالرحمن الحربي برأيه ويقول: المشكلة هي عندما تذهب للورش فإن الميكانيكي بالكاد يحدد العطل كما يحدد السعر وهذه حقيقة واقعة لابد ان نواجهها بدراسة وتقييم ووضع حلول بدلا من تركها تتفاقم وتصبح معضلة والضحية هم الزبائن. فلماذا لا توجد تسعيرة ثابتة تلتزم بها الورش؟! أو توجد جهة معتمدة من قبل وزارة التجارة او الغرفة التجارية او البلدية أو غيرها من الجهات المتخصصة في هذا المجال تقوم بدور الرقابة والمتابعة لتجاوزات الأسعار أو تنصيب ما يسمى بشيخ الورش. ويحكي راشد الدوسري معاناته قائلا: لدي سيارة كابرس م92 أدخلتها ورشة كهربائي لأنني اشكو تسارع نبضات الاشارات.. وهنا بدأت العملية الجراحية من خلال قص سلك تلو سلك... الخ.. وبعد ذلك اخبرني بان الضفيرة ملتمسة ويجب اعادة تنظيمها فوافقت على ذلك ومن ثم بدأ مسلسل القص والوصل للأسلاك من جميع الجهات وبعد نصف يوم جئت لأستلم السيارة فدفعت مبلغ 380 ريالا وعندما خرجت من الورشة اكتشفت ان المكيف لا يعمل فأرجعت السيارة فقام بإصلاح المكيف بعد ذلك ركبت السيارة وخرجت من الورشة وفي الطريق شممت رائحة شياط وبعدها تصاعدت أبخرة دخان الاسلاك من الطبلون فأوقفت السيارة وأطفأت المحرك وحملتها الى نفس الكهربائي. وتجادلت معه طويلا فأخبرني انه يريد وقتا ليعيد نظام الكهرباء الى نصابه!! فأعطيته الوقت الكافي وعندما رجعت مرة أخرى فوجئت بأسلاك تملأ أرجاء السيارة وعندما سألته أجابني: اضطررت لإعادة الكهرباء الرئيسية وعدم ربط الاجهزة بالأسلاك الفرعية وطلب مني مبلغا وقدره..! وذلك بقيمة فيوز وكتاوت وغيرها.. وحتى الآن سيارتي ليست على ما يرام ولا تزال كثيرة الأعطال بسبب عدم وجود المتخصصين من الكهربائيين الى جانب ممارسة هذه المهنة من كل من هب ودب فمن المسؤول؟ ومن يكفل حقوق الزبائن في هذا الوضع؟! رقابة غائبة ويروي فهد بن تركي ما تعرض له من مواقف مع احدى الورش قائلا: لدي سيارة في كل مرة أذهب بها الى الصناعية الخاصة بالورش لأعرض مشكلتي على المكانيكي والاجابة عند الكثيرين لا نعرف اصلاحها. واضطررت للذهاب الى احدى الوكالات المتخصصة في مثل هذه السيارات. ولكن المصيبة ان مثل هذه الوكالات تضاعف اسعار اجورها دون رقيب او حسيب وكأنها بعيدة عن الرقابة والمساءلة! فلماذا لا تكون هناك ورش متخصصة لجميع السيارات؟ خاصة اذا كنا نستوردها لماذا لا تقابلها متطلبات وورش تقوم بإصلاحها والمسألة عبارة عن احتكار!؟ ويطالب أحمد الشوك الشباب السعودي الذين لديهم شهادات ميكانيكية او كهربائية بان يستثمروا شهاداتهم وينخرطوا في ميدان العمل الشريف خاصة ان سوق العمل بأمس الحاجة اليهم وان يعرفوا أنه سيجلب عليهم الربح الوفير وان يستغلوا ذلك في فتح ورش بدلا من ان يتركوا هذا المجال للعمالة الوافدة تصول وتجول وتعبث بسيارات المواطنين دون حسيب أو رقيب والله المستعان. ويبرر المكانيكي حسن التميمي ارتفاع اجور العمل بالسيارات للورش.. وعن السؤال كيف يمكن تحديد الاسعار وماذا اذا كانت هناك تسعيرة معينة؟ اجاب بأن هذا يرجع الى الميكانيكي الذي يراعي ضميره فإنه سوف يحدد السعر وفق ساعة العمل ونوعه من ناحية، ومن ناحية اخرى فينظر اذا كان العمل معقدا أو سهلا فيقول: هناك من لا يخاف الله حيث يقوم بتضليل العميل وايهامه بأن الشغلة تحتاج لقطع كثيرة وجهد كبير وهي في الحقيقة لا تحتاج إلا لعمل بسيط ولكن الجشع والطمع وانعدام الضمير. تؤدي لمثل هذه التصرفات البعيدة عن قيم ديننا الحنيف. عمالة تمارس هوايتها ..وأخرى غير مدربة