ذكر تقرير أعده مركز المرأة العربية للتدريب والبحوث في تونس مؤخراً أهم المشكلات التي يعاني منها المراهقون في العالم العربي خاصة الفتيات منها، الخوف من المستقبل والظروف الاقتصادية والتفكير في الهجرة وضعف الحوار مع الأهل وصعوبة التفاهم معهم. وتضمن التقرير نتائج دراسة نوعية لواقع المراهقين بشكل عام والمراهقات بشكل خاص في 7 بلدان عربية هي: تونس والبحرين ولبنان ومصر والمغرب والجزائر واليمن. وفيما عدا بعض الاستثناءات القليلة فإن نفس المشاكل تقريباً تكررت في جميع البلدان التي تمت فيها الدراسة، واحتلت المشاكل الاقتصادية موقعاً متقدماً بين متاعب المراهقين والمراهقات العرب البالغ عددهم الإجمالي حوالي 30 مليون شخص في العالم العربي. وأبرز التقرير كذلك المشكلات التي تعاني منها هذه الفئة والمرتبطة بالعلاقة مع الوالدين والعائلة والأقارب خاصة ضعف الحوار مع الأهل وصعوبة التفاهم معهم واختلاف العقليات ورقابة الآباء المبالغ بها وضعف الثقة في الأبناء. كما تتعرض الفتيات لمشكلة التمييز بينهن وبين أخوتهن وفرض الأهل رقابة أكبر عليهن. ومن أبرز المشكلات التي ذكرها المراهقون والمراهقات في حياتهم اليومية طبقاً للتقرير، غياب المؤسسات الثقافية وتعاطي المخدرات وانعدام التوعية الجنسية والقلق من الأوضاع السياسية الراهنة والخوف من الحروب والنزاعات في العالم والمنطقة العربية بشكل خاص. وحاول التقرير استناداً إلى هذه البيانات والمعلومات الميدانية تحديد ملامح شخصية المراهقة العربية، وذكر التقرير أن ملامح شخصية الفتاة العربية المراهقة متنوعة بشكل متشابه في مختلف الدول العربية حيث هناك " المثقفة، والمتحررة، والأم الصغيرة والمجتهدة، واللعوب، والمدللة، والمقهورة، والمقيدة، والمستقرة، والمهمشة، والممتثلة، والفقيرة المكافحة والمتحدية". غير أن التقرير شدد على أن النموذج " المعولم"- نسبة إلى العولمة- للمراهقة وللمراهق في البلدان العربية يبدو هو السائد حالياً نظراً لأن المراهق المعولم متشابه في البلدان العربية، فهو من الطبقة الغنية أو الوسطى، ويستخدم مفردات ومصطلحات خاصة ويمزج بين اللغة العربية والأجنبية ( الإنجليزية على سبيل المثال)، ويحب الموسيقى العصرية ومنها الغربية، ويشاهد الفضائيات، ويستخدم الإنترنت. ومضى التقرير مؤكداً أن هذا النموذج المتعولم لا يقرأ ولا يحب الأنشطة الهادئة والسرعة في كل شيء هي أسلوبه المفضل، ويرى مستقبله مبنياً على نجاح المشروع الشخصي، ويفضل اختصاصات إدارة الأعمال والتجارة المعلوماتية، ويرى في السياسة أمراً سخيفاً! وتناول التقرير أيضاً موقف المراهقين والمراهقات العرب من الدين وأهميته في حياتهم وفي المجتمع، موضحاً أن الدين حاضر وبقوة ويلعب دوراً أساسياً في تحديد المواقف والسلوكيات ولو بشكل متفاوت من مجتمع عربي إلى آخر. وبشكل عام تبين كذلك من خلال هذه الدراسة الميدانية أن الثقافة الدينية بالمعنى الواسع ضعيفة في المجتمعات العربية الحالية وأن المراهقين والمراهقات لا يميزون غالباً بين أحكام الدين والعادات والتقاليد.