فتيات في مقتبل العمر، التحقن بالجامعة واخترن التخصص الذي يلائم طموحاتهن وبعد مشوار طويل من الدراسة قدمن فيه كل مالديهن من جهد بحيوية وحماس تخرجن واصطدمن بواقع لم يخطر على بالهن، بعد ان توجهن الى جهات العمل المعروفة لتقديم الاوراق المطلوبة وانتظرن بلا جدوى، ولكن ظروف الحياة صعبة دفعتهن الى العمل في رياض الاطفال بأجر زهيد لايتناسب مع الشهادة الجامعية وبتقدير ليس منصفا مقابل الجهد الذي يبذل من أجل تعليم الطفل أولى المبادىء في شخصية الانسان، بعضهن رضين على مضض واخريات شعرن بالاحباط، (اليوم) التقت ببعض هؤلاء الخريجات واللاتي التحقن بالعمل في رياض الاطفال وتعرفن على ملامح التجربة والمعاناة وكان التحقيق التالي: في البداية حصة ابراهيم تخرجت قبل ثلاثة أعوام في جامعة الملك فيصل قالت بشيء من الغيظ والحسرة: بعد تخرجي كنت أعرف ان فرص العمل قليلة وانني سأجلس حبيسة اربعة جدران بالبيت، قدمت اوراقي للعمل في مدارس التعليم الاهلية وفي الجمعيات الخيرية والمؤسسات الاجتماعية رغبة في الحصول على اية وظيفة تخرجني من حالة الاحباط التي اشعر بها ومازلت اقدم اوراقي كل عام في الديوان. وقالت بحزن: وبعد طول انتظار قررت ان اعمل في رياض الاطفال رغم عدم اقتناعي. وعدم رغبتي في التعامل مع الاطفال فهم لهم من يفهم التعامل معهم. ولكن للضرورة احكام. وتضيف: قبلت للعمل كمدرسة للاطفال في احدى رياض الاطفال دون أي خبرة سابقة وكنت اعتقد ان الامر بسيط ولكنه كان العكس. وتابعت النزول الى مستوى الاطفال في اسلوب التدريس كانت من الاشياء الصعبة ولكن توجيهات مديرة الروضة كنت تساعدني اضافة الى ان الامر كان يحتاج الى تحضير جيد للحصة وعمل الوسائل التعليمية حيث كانت هذه النشاطات تقوم المديرة بتقديمها وتحاسب على التقصير فيها. التعامل مع الاطفال جواهر البوخضير: تخرجت عام 2001م في قسم التربية تخصص لغة عربية من جامعة الملك فيصل، وبدأت العمل في الروضة منذ عام وهي مقتنعة بالعمل رغم الاجر الرمزي الذي تتقاضاه (800 ريال). وعن الصعوبات التي واجهتها قالت البوخضير (التعامل في سن الرابعة والخامسة يتسم بحساسية خاصة ويحتاج الى صبر وحنان وابداع في توصيل الفكرة ولهذا بعد ان كنت عصبية المزاج اصبحت اتمتع بهدوء وصبر مميز، وكل ماتتمناه ان تساعد اسرتها في تحسين دخلها والتخفيف عن والدها عبء المصروف. وقالت مها ابوعلي: تخرجت في قسم التاريخ من الجامعة عام 1999م وحصلت على البكالوريوس، عملت في احدى رياض الجمعية الخيرية بعد اجتياز مقابلة اشتر فيها عدد كبير من الخريجات في مختلف التخصصات. وتؤكد ابوعلي ان الشهر الاول من عملها كان صعبا ولكنها سرعان ما اثبتت جدارتها ولاسيما ان حبها للاطفال وصبرها ساعداها كثيرا في عطائها. وتابعت: كان راتبي الاول 700 ريال وكنت اسمع تعليقات كثيرة من المجتمع ولكني تعاملت مع الامر بروح رياضية رغم انها كانت تترك اثرا في نفسي، وواصلت الطريق الذي بدأته وكثيرا مايقال لها حتى هذه اللحظة بعد كل هذه السنوات في الجامعة تكون النتيجة التدريس في الروضة. فرحة مكتومة افراح مبارك مطر تخرجت عام 2001 وكانت تحلم بعد تخرجها بان تكمل دراسات عليا وتجد عملا وتصبح معلمة تاريخ الا انها عملت في الروضة. وتقول: جاءني التعيين في الروضة قبل عام ونصف العام، عندها شعرت بالفرحة لان ذلك كان بالنسبة لي افضل من الجلوس في البيت. وتتابع بحزن واضح: في اول تجربة كدت اتراجع عن العمل لاني لم اكن معتادة على الاجواء الموجودة وبسبب عدم استيعابي للمهام الملقاة على عاتقي. وأكدت قائلة: تعليم الاطفال صعب للغاية وكنت في البداية اشهر بالخجل لانه لم يخطر ببالي ذات يوم ان اقوم بهذه المهمة.. ولكنها الحاجة والضرورة. صباح العلوي: تخرجت منذ عامين ايضا في قسم التاريخ ونظرا للوضع المادي فانها لم تستطع اكمال دراستها الجامعية لتتمكن من الحصول على الوظيفة، فقررت ان تعمل في الروضة من اجل تحقيق هدفها وبناء على ذلك اصبح نظام حياتها يتمثل في العمل صباحا والتعليم مساء وعن الميزانت التي اضافتها الروضة لها قوة الشخصية وقوة الحنجرة والحنان والحب في التعامل مع الاطفال مع اكتساب الخبرة من خلال ابتكار الافكار المختلفة في تدريسهم. وقالت لمياء احدى مديرات رياض الاطفال: ان الروضة تعطي الاولوية في العمل للحاصلات على تخصص رياض الاطفال ومن ثم حملة شهادة الثانوية العامة وبعد ذلك يتم اللجوء للخريجات الجامعيات، وعن اسباب ذلك اوضحت ان امكانية الخريجة في الثبات قليلة نظرا لانه من الممكن ان تأتيها فرصة عمل في أي وقت وتستقيل وهذا يتنافى مع اساسيات التربية التي يجب الا تتغير فيها المعلمة من أجل نفسية الطفل، وأكدت ان الروضة تفضل اختيار الانسات عن المتزوجات أو المطلقات والارامل لان المتزوجة تحتاج الى اجازة امومة وما شابه ذلك مما يؤثر سلبا على الطفل، ويتم الاختيار عبر الاختبار التحريري ومن تنجح يتم عمل مقابلة شخصية معها مشيرة الى ان المتابعة التربوية والادارية تتم بشكل دوري لتقييم المدرسة مع الاهتمام باعطاء الدورات الخاصة بتنمية المهارات وذلك بالتنسيق مع المؤسسات المعنية من أجل عطاء افضل. راتب ضئيل وبالنسبة لتدني الاجر اشارت لمياء الى ان راتب المعلمة في رياض الاطفال ضئيل مشيرة الى ان ادارة الروضة تعمل وفق سلم وظيفي يعتمد على كفاءة ونشاط المعلمة ويتراوح الراتب بين 700 ريال الى 1200 ريال، كما ان هناك احتمال زيادة سنوية لكل مدرسة، واضافت لمياء انه كان هناك مطالبة من قبل المدرسات بزيادة الرواتب لكن الظروف الحالية حالت دون ذلك متمنية تحقيق ذلك مستقبلا حين يتحسن الوضع. وقالت مديرة روضة اخرى (روضة خاصة) انها لاتفضل من لديها خبرة في مجال الاطفال عن الخريجات الجامعيات لانه ليس من العدل بان تعمل الخريجة في مكان لايتلاءم مع قدراتها وبراتب لايوازي شهادتها حيث ان هذه الامور تؤثر سلبا على عطائها. وتقول: حين ادخل الصف أجد الخريجة شاردة الذهن لانها غدت متساوية مع التوجيهي، وعملها يكون مجرد اداء واجب لانها درست شيئا بعيدا تماما عن هذا الجو الغريب عليها مشيرة الى ان الرواتب لديها تتراوح بين 1000 ريال الى 1500 ريال.