اضطر رئيس الوزراء الاسرائيلي ارييل شارون امس لتأجيل التصويت على خطته للانسحاب من جانب واحد من قطاع غزة في مناورة للحصول على اغلبية مؤيدة تمررها في مجلس الوزراء بعد ان طرد وزيرين يعارضان الخطوة في محاولة لضمان اجازتها. وكانت المحكمة الاسرائيلية العليا قد طالبت بتأجيل التصويت على خطة شارون لمنح الوقت اللازم لدخول إقالة الوزيرين اليمينيين حيز التنفيذ. وقال راديو إسرائيل إن قاضي المحكمة العليا ادموند ليفي طالب شارون بعدم انعقاد جلسة الحكومة بوقت قصير بأن يؤجل التصويت ليوم غد الثلاثاء لمنح المحكمة وقتا لاتخاذ قرار بشأن أربعة طلبات تختصم إقالة الوزيرين. وكان رئيس الوزراء الاسرائيلي قد أقال يوم الجمعة الماضي وزير السياحة بين أيلون ووزير المواصلات أفيجدور ليبرمان بسبب موقفهما الرافض لخطة فك الارتباط التي حصلت على تأييد الولاياتالمتحدة. وأشارت تقارير إذاعية صباح امس إلى أن السلطات الاسرائيلية تمكنت من حل لغز اختفاء الوزير إيلون الذي اختفى فور إعلان إقالته بهدف عدم تسلم الاقالة لعرقلة التصويت على الخطة حيث عثر عليه في فندق بالقدسالمحتلة. وكان أيلون قد أعلن عقب سماعه نبأ اقالته أنه سيفعل ما بوسعه لتجنب فوز شارون بالاغلبية وقالت وسائل الاعلام الاسرائيلية إن الوزيرين اليمينيين شاركا امس في جلسة الحكومة الاسرائيلية للتصويت على الخطة بهدف عرقلتها وإحباط محاولة شارون تمرير الخطة. وتقضي القوانين الاسرائيلية بسريان أمر الاقالة قانونا بعد مرور 48 ساعة من استلامه رسميا. يذكر أن إقالة الوزيرين ستتيح لشارون الحصول على موافقة بأغلبية صوت واحد على خطته التي أدخل عليها تعديلات بعد رفض أعضاء ليكود لها قبل أسابيع وكانت الخطة تحظى بموافقة 11 عضوا مقابل 12 صوتا رافضا للخطة داخل حكومة شارون قبل إقالة الوزيرين. من جانب آخر نقلت تقارير صحفية امس عن ثلاثة من كبار حزب ليكود وهم وزير المالية بنيامين نتانياهو ووزير الخارجية سيلفان شالوم ووزيرة التربية ليمور ليفنات قولهم إنهم بصدد التخلي عن معارضتهم للخطة الان عقب التوصل لتسوية بشأن عناصر الخطة التي كانوا يعارضونها. وتتعلق التسوية التي توصل إليها وزراء ليكود مع شارون بشأن نفقات المستوطنات التي سيجري إخلاؤها بموجبها الخطة والجدول الزمني الذي سيتم تطبيقه بالنسبة للانسحاب. في الوقت نفسه نقل موقع صحيفة يديعوت أحرونوت عن مقربين من نتانياهو قوله: لقد حققنا جميع مطالبنا المتعلقة بخطة الانفصال التدريجي عندما تم الاتفاق على المطلب الرئيسي بعدم اتخاذ قرار عملي بشأن إخلاء مستوطنات الامر الذي يجعل خطة شارون مجرد وثيقة إعلان نوايا فقط.