حذر رئيس معهد البحوث الاقتصادية الالماني لمدينة برلين وولفغانغ فيغارد من المغالاة والجنون اللذين ينتابان الناس في الآونة الاخيرة بسبب خوفهم المتواصل من غلاء اسعار البنزين. وقال فيغارد في حديث لصحيفة (برلينار تسايتونغ ) الصادرة في برلين انه من الطبيعي ان تشكل اسعار البنزين المرتفعة نوعا ما خطرا وتطورا سلبيا على الاوضاع الاقتصادية الا انه يتعين ان يتأملها المرء كظاهرة يمكن معالجتها وتجاوزها عبر الاساليب العقلانية. واوضح الخبير فيغارد انه وفقا لحسابات "نموذجية" فان ارتفاعا مستمرا لاسعار البنزين لا يعمل من قبيل الاحتمال على تخفيض مستوى الانتاج القومي في العام الواحد الا بما نسبته 25ر0 بالمائة. وبين انه "لمن فقدان الصواب ان يسارع المرء الى السقوط في موجة من القلق والخوف بسبب اسعار البنزين المرتفعة حاليا" منوها في الوقت نفسه الى ان المرء كان قبل اسابيع يتخوف بصورة قوية من السعر المرتفع للعملة الاوروبية المشتركة (يورو) مقابل الدولار الامريكي لما لذلك من تأثيرات سلبية على النمو الاقتصادي واماكن العمل "والآن نجد الناس يقلقون ويتخوفون من اسعار البنزين". ورفض فيغارد قيام الحكومة الالمانية بتخفيض ضريبة البيئة التي تفرض على استهلاك البنزين لصالح الدولة مبينا ان هذا الاسلوب "هو اسلوب غير سوي بصورة كاملة"، مبينا في نفس الوقت ان الاسعار المرتفعة للبنزين تشير الى انخفاض كميات النفط في "العالم بصورة مطردة الامر الذي لا يعني تجنب مشكلة الغلاء عبر تخفيض ضريبة البيئة". ومن جانبه اعرب رئيس مؤسسة (توتال) النفطية تيري فيلملين عن قلقه بسبب انخفاض استهلاك البنزين في المانيا وزيادة ظاهرة ما وصفه ب "تعبئة البنزين السياحية" أي لجوء سكان مناطق حدودية في الاتحاد الاوروبي الى شراء البنزين من البلدان الحدودية القريبة بحكم انخفاض اسعار البنزين فيها مقارنة بالاسعار المتعامل بها في بلد الشخص المعني. واشار في هذا الصدد الى ان الكثير من اصحاب السيارات الالمان الذين يعيشون في المناطق الحدودية لكل من تشيكيا او بولندا او لوكسمبورغ او النمسا يشترون البنزين من محطات هذه الدول القريبة من الحدود للبلاد وليس من المحطات الالمانية. ونوه الى ان مبيعات المحطات الالمانية القريبة من المناطق الحدودية قد انخفضت منذ توسيع عضوية الاتحاد الاوروبي في الاول من مايو الماضي عما كانت عليه قبل عملية التوسيع بما نسبته 33 بالمائة.