(الخبر).. تستيقظ على أذان الفجر، تمسح آخر كلمة من سواد الليل بمنديلها الوردي، الأمهات ودعن أولادهن على الأبواب ليذهبوا لأداء الاختبار، بعد ليل من القلق والدعاء. صوت الموت ينعب بين جنبات المجمعات المفزوعة!! التفاتات الاطفال المذعورة تزرع السكاكين في قلوب الآباء، الأقلام ترتجف بين الانامل الغضة، الناس يهرعون الى مخابئهم دون ان يعوا ماذا يحدث لهم.. الألم يحاصر العشاق من كل مكان.. ذرات النور تخلع بريقها وتتشح بالسواد، الامن الوقور يجهش بالبكاء، ساعات النهار اصبحت كساعات الليل.. ليس لها لون ولا طعم ولا رائحة.. بلى لها لون الدماء وطعمها ورائحتها!! @ من هؤلاء؟ @ وماذا يريدون؟ @ ومن وراءهم؟ @ ولمن حشدوا كل هذه الأسلحة؟ أسئلة بقدر الوجع الصائل في شرايين عشاق الوطن! هل يمكن ان تغدو بلاد الحرمين الشريفين مأوى للمحدثين، والخارجين، والمسلحين الموبوئين بأفكار تنبت عادة في منابت الجهل الشرعي؟!! وبيئتنا بيئة العلماء العاملين، والدعاة المعتدلين، والنور الممدود الجذور الى نبع الرسالة النقي.. النقي!! @ كيف يرفع لواء (للجهاد) في ربوع آمنة، في جنة الاسلام المطمئنة؟! @ كيف تحولت (الخبر) و(ينبع) و(الرياض) و(مكة) و(المدينة) ثغورا (للمتحمسين) للدفاع عن الاسلام واهله؟! يا ويلتاه من سفه الجهل الغارق بين غمرات نيران الحقد والانتقام! أين سيذهب هؤلاء من دماء محمود ورانية ووجدان ورامي؟! ماذا سيقولون لله عن طفولتهم المخنوقة بمشنقة الطيش الأرعن! الى أين سيفرون من دعوات أرامل رجال الأمن وأطفالهم وامهاتهم وآبائهم، وقد اعتدوا على ارواحهم، وهدموا بيوتهم من اساساتها حين غيبوا عائلها؟! كيف تأولوا ان يقتلوا ذميا له عهد الله في ارض الله، وقد جاء يعمل بطلب منا، وتحت حمايتنا، وقد اجاره ولي الأمر، والمؤمنون يسعى بذمتهم ادناهم، فكيف برأسهم!! من اجل مفهوم الجهاد الذي تدعونه.. لا تتخذوا مصطلحات الجهاد لكم شعارا! ولا مظاهر الدين لكم لباسا، فلقد تسببتم في الاضرار بالجهاد الحق، والدين الحق، والدعوة الحق في جميع انحاء الارض!! ايها الخفافيش.. ما عاد لنا ان نصبر حتى تفهموا قواعد الشريعة، ومبادئ العقيدة، ومعايير التعامل مع المخالف في العقيدة والرأي، وأصول الموقف الحق من الحاكم المسلم الذي يقيم الصلاة، ويطبق حدود الله. أيها الشباب الذي ازهق زهرة شبابه، وشتت جمرة حماسته، ورضي ان يعيش بين مطرقة الخوف وسندان الانتقام، وأوقد الحزن في قلوب والديه وأسرته.. ووطنه. متى ستتوقفون؟