المواطنة لا تكتسب بالولادة او بالنشأة.. وانما تتأكد بعمق الولاء وصدق الانتماء وخالص العطاء.. والاسلام ليس بما يدون في شهادة الميلاد او بما يقال من ادعاءات.. وانما هو بما وقر في القلب من صدق الايمان بالله وملائكته وكتبه ورسله وما يتبع ذلك - تأدية الفرائض الشرعية. التي ترتقي بسلوكيات الفرد فتجعله يقدم على العمل الصالح الذي ينفع الناس والمجتمع تنفيذا وامتثالا لما امر به المولى سبحانه وتعالى.. واتباعا لسنة نبيه محمد بن عبدالله صلوات الله وسلامه عليه حيث يقرر ان المسلم من سلم الناس من لسانه ويده. والاسلام دين سلام ومحبة، دين حق وعدل.. دين تستقيم معه الحياة وينصلح به امر الدنيا.. دين ينبذ الحقد والكراهية ويحض على المودة والمحبة.. دين بناء لا هدم.. دين يصون الاعراض والارواح والممتلكات.. دين حرم ترويع الناس وقتل النفس البريئة وحكمه في ذلك ان من قتل نفسا بغير نفس او افساد في الارض فكأنما قتل الناس جميعا.. وهو هنا يقصد اي نفس سواء كانت هذه النفس تؤمن بالله او غير ذلك.. وسواء كانت من بني الوطن او من بلاد اخرى. ان الاحداث الارهابية التي تعرض لها هذا الوطن الكريم واستهدفت امنه واستقراره لا يمكن الا ان تكون من فعل شرذمة مريضة اغواها الضلال واعماها الحقد فارتمت في احضان الشر واقدمت على افعالها الدنيئة من ترويع للآمنين، وقتل للابرياء من اطفال ونساء دون مراعاة لحرمة الانسان ودون ادنى احساس بأمن وسلامة الاوطان. لقد كشفت هذه الاحداث عن هويتهم ونبأت عن مقاصدهم الرامية الى زعزعة امن الوطن واستقراره. ان تدمير اماكن العمل وتهديد ما به من عاملين لا يمكن ان يقوم به نفر من ابناء هذا الوطن الحقيقيين وانما هم عناصر فاسدة خارجة عن قيم واعراف هذا المجتمع العريق الذي يصون الحرمات ويسوده كريم العادات.. لذا فهم ليسوا بسعوديين وان كانوا لجنسية هذا البلد يحملون. وترويع الآمنين في مساكنهم وقتل الابرياء من رجال واطفال ونساء لا يمكن ان يقدم عليه شخص مسلم لان الاسلام دين السلام ونحن نقول في دعائنا عقب كل صلاة: اللهم انت السلام ومنك السلام واليك السلام.. لذا فهم ليسوا بمسلمين وان كانوا الى هذا الدين العظيم ينتمون. وكلمتي لهؤلاء: ايها الضالون المفسدون.. ليس من جنس العروبة انتم.. ولستم من بنيها. السيد البنا