حرصت مكتبة الملك عبدالعزيز العامة دوما على المشاركة والاسهام في اثراء المشهد الثقافي الوطني، وحققت بحمدالله كثيرا من الانجازات بالرعاية الكريمة التي تحظى بها من مؤسسها وراعيها صاحب السمو الملكي الامير عبدالله بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء، رئيس الحرس الوطني والرئيس الاعلى لمجلس ادارتها الذي صدرت موافقته الكريمة حفظه الله على تبني المكتبة هذا المعرض التربوي والثقافي والبيئي تفعيلا لتوجيهات سموه الكريم حفظه الله لدعم برامج المحافظة على البيئة في المملكة العربية السعودية والتعريف بالآثار الناجمة عن تلوثها جنبا الى جنب مع الدعوة الى تنمية الارض واعمارها.. وهاهي المكتبة تتواصل اليوم مرة اخرى وتتفاعل مع جميع مناطق المملكة ومدنها المختلفة: فتقيم بالرعاية الكريمة لصاحب السمو الملكي الامير محمد بن فهد بن عبدالعزيز امير المنطقة الشرقية هذا المعرض التوعوي والتربوي (الأرض من السماء) للمصور الفرنسي العالمي برتران، الذي اقامته سابقا في عدة اماكن مختلفة حظي خلالها بتفاعل زائرية وحاز على اعجابهم، خلال فعاليات المهرجان الوطني التاسع عشر للتراث والثقافة (الجنادرية) ثم في رحاب مركز الملك عبدالعزيز التاريخي وبالتحديد في (ميدان المربع) ثم في المنطقة الغربية (كورنيش مدينة جدة). وبعد الصدى والاقبال الكبيرين على ارتياده، من قبل زواره بادرت المكتبة باقامته في اماكن اخرى حيوية ليتمكن اكبر عدد من المواطنين والمقيمين والزائرين من شتى بقاع العالم للاطلاع على هذه الاعمال القيمة والتي تحمل بصمات فنية عالمية عالية الجودة.. تحتفي المكتبة باقامته في المنطقة الشرقية على كورنيش مدينة الخبر في اطار تواصلها الحضاري مع تنمية الأرض واعمارها باعتبارها نعمة الهية تستحق الشكر.. حيث يعكس هذا المعرض/ الرحلة عبر وقائع العالم تنوع الاوساط الطبيعية وتجليات الحياة الانسانية على كوكب الارض والتي توضح صورها السلبية ايضا تأثير الانسان والاضرار التي يلحقها بالبيئة، فضلا عن أن المعرض نفسه يحمل سمات علمية منهجية تتيح للدارسين في العلوم الانسانية والاجتماعية والاقتصادية والبيئية مجالا واسعا من خلال دراسة الصور التي تم التقاطها والتي تمثل ظواهر لابد من دراستها جنبا الى جنب مع ما يحفل به كتاب معرض (الأرض من السماء) باللقطات التي تمثل عالما يموج بالالوان وبالحيوية وبالمعاني واولا وقبل كل شيء بالابداع الانساني الذي يشكل عطاء غير محدود. وهذه دعوة بسيطة لاهالينا في المنطقة الشرقية ولكل من لم تواته فرصة ارتياد المعرض في الجنادرية وفي وسط مدينة الرياض، وفي مدينة جدة، الاطلاع على لوحاته التي وان تنوعت موضوعاتها الا انها احتفظت بناظم جمالي ورسالي موحد وهو لفت العقول والانظار الى (التفكير) في حال المجرة والتأمل في مستقبلها على ضوء الحفاظ على الموارد والاستغلال السليم لها.. وختاما، يسرني ان اتقدم بالشكر الجزيل الى صاحب السمو الملكي الامير محمد بن فهد بن عبدالعزيز ال سعود امير المنطقة الشرقية على رعايته هذا الحدث العالمي كما اشكر كلا من الشركة التعاونية للتأمين لدعمها فعاليات المعرض وامانة مدينة الدمام على التسهيلات التي قدمتها لاقامة المعرض، والشكر موصول الى صحيفة (اليوم) الراعي الاعلامي للمعرض وكذا صحيفة اللوموند الفرنسية وكل من اسهم في اقامة هذا المعرض التربوي والبيئي والثقافي والتاريخي، الذي يقام لأول مرة في المملكة العربية السعودية كل تحية وتقدير. * المستشار في ديوان سمو ولي العهد المشرف العام على مكتبة الملك عبدالعزيز العامة