نخوة قابل ظله يوما يمشي وحيدا، أراد أن يمسك به، هم بالتحايل عليه؛ كي يعيده إلى أصله، وقبل أن يكمل مهمته، ويحقق رغبته، كان أصله ينزلق من بين يديه!! رغبة دلفت عيناي الطويلتان الى داخل سيارة كانت تقف أمامي، رأيت فيها شيئا يشبه إلى حد ما رغبة نفسي المتعطشة لحظتها، انطلقت السيارة بسرعة عالية، لم أستطع معها تحديد الملامح، وكشف المستور، انطلقت وراءها دون أن يكون لي نصيب محاصرتها، أو حتى الاحاطة بها، رأيتها تفرد ذراعيها، وقبل أن يسقط رقم هاتفي بين يديها، اكتشفت أنها عباءة سوداء نسيتها احدى النساء فوق مقعد السيارة الخلفي. ...إنه يهذي أفجعه سكون الناس، عشق الصخب والضوضاء، قرر اختراق السكون، ألقى حجرة صغيرة في مياههم الراكدة، ثاروا عليه، تعمق أكثر فرمى بأخرى أكبر منها قليلا زادت ثورتهم، تعمق أكثر، هذه المرة قرر أن يرمي صخرة كبيرة، انتفضوا في وجهه أراد أن يكون الناس أمامه أكثر عريا، فرمى بأجسادهم، لتزداد ثورتهم، وعندما عجزوا عن مجابهته، قالوا لكل من حولهم، دعوه فإنه يهذي. موعد قبل أن ينام كان قد أعد كل شيء استعدادا للمقابلة، أسقط من بين يديه آخر كتاب كان يقرأ فيه، عرج على ملابسه، ليتأكد من نظافتها، أخرج من حقيبته كل مستلزمات نهاره الساخن، نبه على كل المجاورين له بضرورة إيقاظه من نومه مبكرا وقبل أن تبزغ شمس يومه الجديد، كان الناس يتصايحون لدفنه. صورة قبل أن يرى النور بكامل وهجه، كان كل الذين يسبقونه بتاريخ الميلاد أكثر الناس استمتاعا بالحياة، أفاق على هدايا تتلاقفها أيدي الشبان والشابات، تعبيرا عن حبهم العفيف، بقيت رائحة البرك والريحان المعصوب بخيط سميك لا يكاد يرى تخترق أنفاسه ،وعندما كبر أراد أن يكون كما كانوا، لكن الصورة لم تعد موجودة إلا في خياله. مفارقة ناصر كل الأقوياء، وحارب كل الضعفاء، وقبل أن يموت حاربه الأقوياء، وانتصر له الضعفاء. ثورة انطلق يحلق بأفكار لم تعد الأرض تتسع لها، فقد اعتاد أن يرمي بكل همومه على ثراها، لذا لجأ لمنطقة تبعد به كثيرا عن دنياه التي ألم بكل تفاصيلها، إلى فضاء يجهل أدق تفاصيله، وقبل أن يلقي بهمومه، وجده يزدحم بأناس سبقوه الى حيث ينوي الرحيل. وضوح انتصب على ساقيه واقفا يبحث عن لقمة سائغة يسد بها فاقته، اعتاد أن يطل على الناس من كوة صغيرة هي كل المساحة الممنوحة له، يأكل من كلامهم الممضوغ بعض فجوره، ومن بقايا فعلهم ينعم ببعض سعادته، يشعر الناس بمثاليته التي يعتقد أنهم يتطلعون اليها، يحدثهم عن الوضوح، والصدق، والأمانة إلا أنهم وإلى تاريخ كتابة هذا النص مازالوا يبحثون عنها، ويقولون انهم لم يجدوها بعد!!. غيرة سفحت من عينيها الرقيقتين الدموع قبل أن تهم بارتداء ملابسها الجديدة، كانت مسببات بكائها أن اختها الصغيرة أجمل منها، وجسدها أكثر أناقة، تملك في روحها خفة النساء، وغنج البنات ،ونسيت أنها تملك زوجا رقيقا، ومالا كثيرا. فرح أراد أن يكون سعيدا في عالم يصف أهله بالتعساء، تجاوز كل الحدود، رأى أن تكون خطواته الأولى نحو السعادة هي الحب، نعم الحب، الحب ولا شيء سواه، ارتمى في أحضان أول امرأة تعبر أمامه، فقد أغرته بابتسامتها الساحرة حد الفتنة، حاورها، ناجاها، وصحبها أيضا وقبل أن يحكم الملل قبضته عليه كان قد غرق في لجتها.