لا أريد الذهاب للمدرسة. متى تأتي الإجازة؟ بات أولادنا يبحثون عن الإجازة فإن بدأت الدراسة أخذوا من عند أنفسهم إجازة أياما وإن اقتربت إجازة أخذوا من عند أنفسهم إجازة أخرى. تعالوا نتناقش سويا: ندرس خمسة أيام في الأسبوع يعني يوما إجازة أسبوعيا ×4 أسابيع= 8 أيام شهريا إجازة ×8شهور= 64 يوما إجازة اليوم الوطني هي يوم فيجعلها الطلاب يومين، إجازة الحج أسبوعان = 15 يوما. أسبوعان تقريبا إجازة بين الفصلين = 15 يوما وذلك أن الطلاب يأخذون إجازة قبل المدرسين. إجازة الفصل الثاني = أسبوع. إجازة نصف آخر العام ثلاثة شهور وأيام= 95 يوما تقريبا. الآن يا أولادنا لنحسب : 64 + 2+ 15+15 +7 +95 = 183 يوما إجازة هذه الإجازة الأصلية وهناك إجازات إضافية من أولادنا، فهناك ما يسمونه الأسبوع الميت قبل الاختبارات النهائية في الفصلين الدراسيين وهناك اجازة قبل إجازة الحج، وإجازة بعد إجازة الحج ، واجازة زيادة على إجازة الفصل الثاني وربما نسيت شيئا تتذكرونه أيها القراء بحرقة والم وشعور بالانتكاس: ماذا بقي لأولادنا من عمرهم لطلب العلم؟!! ماذا نسمي مايحدث في همة أولادنا؟ أولادنا ما عاد للحياة طعم لديهم. اشباه بشر. لا هم لهم إلا النوم والأكل والسهر وتتبع الشهوات من غناء وأفلام وجلسات سمر. كيف ستبنى بلادنا ثم أمتنا بمثل هذه الهمم الباردة بل الميتة؟!! كل السنة تقريبا إجازة؟ والمناهج تختزل والأنشطة اللاصفية تزيد على حساب تغذية عقولهم، فأين الخلل؟ فهل نتوقف لنتناصح ونراجع خططنا التعليمية؟ لقد درس من قبلنا أكثر أيام السنة فما حدث لهم موت ولا مرض بل تسابق لطلب العلم. والآن الدراسة على الأبواب والأصوات تتصايح: أف جاءت الدراسة. لو علمنا أولادنا فضيلة طلب العلم وحلية طالب العلم وفضل معلم الناس الخير للمسنا بونا شاسعا بل لا فرق أصلا. لنعلم أولادنا: ان امة لا تربي أولادها على حب طلب العلم والتسابق نحوه لن تكون في الثريا، إن العلم يعطيك بقدر ما تعطيه من همتك وبارد الهمة لامجال له في ارتقاء قمم الأمم. إن العلم يمد الأيدي للجميع فمن وضع له همته ضخ في قلبه القوة والجلد والصبر وينابيع المعارف حتى يشعر طالبه كأنه يشرب من ماء البحر فلا يرتوي أبدا بل يزداد نهمه لطلب العلم ومن تراخى رمى له الفتات.