استقرت الأوضاع بعض الشيء بعد الفزع الأولي الذي لحق بالمستثمرين في سهم اتصالات، فقد توقف السهم عن التدحرج التلقائي من ناحية، ولكنه من ناحية أخرى لم يستطع بعد العودة الى عنفوانه المعهود. فهل ما حدث من كسر لاحتكار اتصالات أمر زين أم شين؟ إنه أمر زين لأنه أمر محتوم ان لم يحدث الآن فإنه بلا شك سيحدث مستقبلاً. فهذا الاحتكار لم يكن طبيعياً والتكنولوجيا تغيرت تغيراً كبيراً بحيث لم تعد شؤون الاتصالات حكراً على شركة واحدة، وتغيرت ديناميكية اللعبة عالمياً بحيث أصبحت المنافسة تنصب في مصلحة المستهلكين. كما أن ملكية ألف شخص لثلث رأس مال سوق الامارات فيه احتكار للثروة يفوق احتكار الشركة للمكالمات الهاتفية . من ناحية أخرى فهو أمر شين، فاتصالات هي كنز وطني أكثر من أن تكون مجرد شركة، وهي ممول لخمس الميزانية الاتحادية بما في ذلك برامج اجتماعية رائدة مثل صندوق الزواج وبرنامج الشيخ زايد للاسكان. الواقع هو ان فك الاحتكار هو أمر لا زين ولا شين، لأن النتائج المستقبلية ستحكم على ذلك . والنتائج المستقبلية تعتمد على الخطط المطلوبة حالياً التي تتحفنا بها مستقبلاً السلطات المعنية والتي من خلالها ندرك أثر هذه الخطوة الكبيرة على قطاع الاتصالات وعلى أسواق رأس المال وعلى الميزانيات الحكومية وعلى الثراء الشخصي للأفراد وعلى اقتصاد الامارات ككل.