في كتابه التعريفي والتوثيقي (صفحات وثائقية من تاريخ الاعلام في الجزيرة العربية)، يتناول الدكتور عبدالرحمن الشبيلي وكيل وزارة التعليم العالي ومدير عام التليفزيون الاسبق والكاتب الصحفي المعروف، تاريخ الاعلام السعودي والاعلام في جزيرة العرب عموما ويستعراض تجارب بعض الاسر التي مارست مهنة الصحافة والاعلام من خلال سرد توثيقي مشوق وممتع، يسر في مجمله ثغرة معرفية يستفيد منها الباحث والمهتم بهذا النوع من الدراسات، كما انه يأتي متهما لما سبق من دراسات وابحاث غطت فترات معينة ولم ينصرف مؤلفوها الى جوانب اكثر شمولية من حيث التاريخ او الجغرافية. يقول المؤلف ان نشأة اسرة الزهير السعودية المعروفة كانت في مدينة حريملاء شمال غرب الرياض والتي هاجرت منها الى العراق واستوطنت في جنوبه منذ 200 عام حتى اصبح الكثير ينظر الى من هاجر منها واكتسب الجنسية العراقية أو ولد هناك، على انهم اسر عراقية، وهي قد تعد الأقدم في ممارسة الصحافة خارج المملكة.. حيث اتجه بعض افرادها لممارسة هذه المهنة في كل من العراق وتركيا في مطلع القرن العشرين ويشير الدكتور الشبيلي الى ان احمد باشا الزهير كان قد أسس جريدة (الدستور) في طبعتها العربية (حيث كانت تصدر بأربع لغات) وذلك في مدينة اسطنبول في 4/10/1908م، والدستور العربية كانت مناصرة لجمعية الاخاء العربي العثماني ولسان حالها.. ومن افراد هذه العائلة ايضا عبدالله الزهير الذي قام في 22/1/1912م، بإصدار الطبعة العربية من جريدة (الدستور) العراقية في البصرة والتي يعتقد انها ربما تكون اجرت اول لقاء صحفي مع الملك عبدالعزيز بعد دخوله الاحساء (اكتوبر 1913م)، وعبدالله الزهير ينتمي الى عائلة بصرية ثرية، وهو من رواد الصحافة الاوائل في البصرة واشتغل بالسياسة نائبا عن ولاية البصرة في مجلس (المبعوثان) العثماني، وكان ايضا عضوا في حزب الحرية والائتلاف وعرف عبدالله الزهير بموافقه الاصلاحية والقومية. وامتدت مساهمات عائلة الزهير الصحفية في مجالها التحريري والطباعي حيث اصدر عثمان الزهير جريدة اخرى في بغداد حمل عنوانها (المرقب) بتاريخ 16/11/1923م، كما اشرف سليمان الزهير على صدور الطبعة العربية من صحيفة (بصرة تايمز) التي كانت تصدر بالانجليزية تحت مسمى (الأوقات). ويشير محمد بن سعد الرقراق في مؤلفه (لمحات من ماضي الزبير 1415ه 1994م) الى بلدة الزبير التي تقع الى الجنوب من مدينة البصرة، التي شهدت عهدا من العمران والاصلاح نتيجة قدوم بعض الوافدين اليها من النجديين والذين من اهمهم عائلة الزهير والتي اسندت اليها الدولة العثمانية مهمة تحصين البلدة والمحافظة عليها من اي عدوان خارجي! وبحسب المؤلف فانه في عام 1882م انتخب اهل الزبير، يوسف يحيى آل زهير شيخا عليهم، وكان يوسف من ذوي الثروة والجاه الكبير في البصرة، ثم تولى الحكم فيها علي باشا آل زهير في 1817م فاستقرت الاحوال وصارت لعلي شهرة كبيرة وبقي له الامر مستتبا حتى مات بمرض الطاعون وتولى من بعده اخوه عبدالرزاق مشيخة الزبير، وكان راجح العقل كريم النفس محبوبا لدى قومه على اختلاف طبقاتهم وظل في الحكم حتى العام 1823م حيث قتل على يد الشيخ عيسى بن محمد الثامر امير المتفق اثر حصار للزبير.