هدف "العمار" يفوز بجائزة الهدف الأجمل في الجولة العاشرة بدوري روشن    الرباعي والمالكي يحتفلان بزواج آلاء ومحمد    1.1 مليار ريال إجمالي دخل تطبيقات نقل الركاب    الأولمبياد الخاص السعودي يشارك في الاجتماع السنوي للبرامج الصحية الإقليمية في الرباط    نيمار: المملكة تملك المقومات لإنجاح تنظيم كأس العالم    المنتخب الوطني يواصل تحضيراته لمواجهة المنتخب الأسترالي    خادم الحرمين يتلقى رسالتين من رئيسي غينيا بيساو وجمهورية القمر    رسائل إلى العالم    هل تقفز «بيتكوين» إلى 100 ألف دولار ؟    النفط مستقر.. برنت فوق 73 دولاراً    الرئيس السوري: تحويل المبادئ حول الانتهاكات الإسرائيلية في فلسطين ولبنان إلى واقع    القمة العربية والإسلامية.. تؤكد: القدس الشريف خط أحمر.. ودعم مطلق للحفاظ على أمن لبنان    المملكة تستضيف المؤتمر الإقليمي لشبكة الروابط العائلية للشرق الأدنى والأوسط    رونالدو لا يستطيع تحقيق البطولات لوحده    تحديد موعد اجتماع مشروع توثيق تاريخ كرة القدم    ولي عهد الكويت يدعو لتكاتف المجتمع الدولي لوضع حد للانتهاكات الإسرائيلية    عمر خيرت.. ينسج بالموسيقى بساطه السحري في معرض الشارقة الدولي للكتاب    احذر.. بعد العاشرة ليلاً تحدث الجلطات    5 أمور تخلّصك من الزكام    الموسيقى الهادئة تجنبك استيقاظ منتصف الليل    NHC تسجل مبيعات بأكثر من 2 مليار ريال خلال اليوم الأول من معرض "سيتي سكيب"    فيصل بن نواف: نفتخر ونعتز بما حققته رؤية المملكة من منجزات    نائب أمير مكة المكرمة يطلع على برامج "الموارد البشرية"    أمير الرياض يستعرض جهود الجوازات.. ويعزي الضاوي    وزارة الداخلية تطلق ختماً خاصاً ب «سيتي سكيب»    الصناعة تصدر 43 ألف «شهادة منشأ» خلال شهر    سمو ولي العهد والرئيس الإيراني يستعرضان تطور العلاقات    لاعتدائه على حكم.. حبس رئيس ناد تركي لمدة 3 أعوام    التنمر.. بين مطرقة الألم وسندان المواجهة    الطائرة الإغاثية السعودية ال 22 تصل إلى لبنان    سلطان الثقافة والمجلد (127)    وزارة الثقافة تطلق «منصة ثقافة الطفل»    تحت رعاية سمو ولي العهد.. وزير الحرس الوطني يفتتح القمة العالمية.. السعودية تقود مستقبل التقنية الحيوية في العالم    الداخلية تعزز منظومة الأمن بمركبات كهربائية    جوائز التميز.. عوامل الهدم ومقومات البناء!    علو الكعب    صالة سينما تتحول إلى «حلبة مصارعة للسيدات»    المظهر والكاريزما!    وانتصرت الديمقراطية    "نيوم" تعيّن 3 شركاء عالميين لإنجاز المرحلة الأولى من "ذا لاين"    طريقة عمل أصابع فيليه السمك المقلية    مدير الشرطة ومساعد قائد دوريات الأمن وقيادات أمنية بجازان يقدمون العزاء في الرقيب أحمد شماخي    «مكافحة المخدرات» بجازان تقبض على شخصين لترويجهما 8 كيلوغرامات من الحشيش    رئيس الحكومة المغربية يشدد على ضرورة الوقف الدائم لإطلاق النار    الرئيس السوري: كلنا متفقون على المبادئ حول الانتهاكات الإسرائيلية في فلسطين ولبنان والأهم تحويلها إلى تطبيق على الواقع من أجل تحقيقها    الأمر بالمعروف بجازان تفعِّل المحتوي التوعوي "جهود المملكة العربية السعودية في مكافحة التطرف والإرهاب" بمحافظة بيش    البرهان: السودان قادر على الخروج إلى بر الأمان    تجمع المدينة الصحي يدشن 8 مهابط للإسعاف الجوي    الفرصة لاتزال مهيأة لهطول الأمطار على معظم مناطق المملكة    لمسة وفاء.. المهندس عبدالعزيز الطوب    المملكة تستضيف المؤتمر العالمي رفيع المستوى حول مقاومة مضادات الميكروبات بمشاركة وزراء الصحة والبيئة والزراعة من مختلف دول العالم ورؤساء منظمات دولية    مرحلة (التعليم العام) هي مرحلة التربية مع التعليم    أمير الرياض يطلع على جهود الأمر بالمعروف        «مجلس التعاون» يدين الاعتداء الإرهابي الغادر الذي استهدف قوات التحالف في سيئون    منسج كسوة الكعبة المشرفة ضمن جناح وجهة "مسار" بمعرض سيتي سكيب العالمي المملكة العربية السعودية    مراسل الأخبار    وزارة الدفاع تنظم الملتقى الدولي الأول لضباط الصف القياديين نوفمبر الجاري    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



ندعو إلى الانفتاح الفكري ونخشى صعوبات في العراق
رئيس وزراء تركيا ل اليوم:
نشر في اليوم يوم 27 - 05 - 2004

دعا رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوجان دول منطقة الشرق الاوسط الى البدء بحل مشاكلها بعقل متفتح ، قائلا: يجب علينا نحن الحكومات السعى على أعلى درجات القيم السياسية والاجتماعية والاقتصادية لاستغلال الثروات الفكرية لشعوبنا واشار الى ان الوضع الأمني في العراق يزداد سوءاً وعملية الانتقال السياسي تواجه صعوبات كثيرة ، وان العراقيين هم من يقررون مصيرهم بأنفسهم وان ما يثار من دعاوى طائفية وعرقية سوف يقوض حاجات العراق الأساسية ، مشددا على توجه الحكومة التركية الى بناء علاقات حميمة من الدول العربية، ورغم إدانته أعمال إسرائيل العدوانية واغتيال الشيخ احمد ياسين والدكتور الرنتيسي أكد اردوجان على ان تركيا وقعت في الرابع من مارس الماضي على اتفاق مع إسرائيل تحصل بموجبه إسرائيل على 50مليون متر مكعب من المياه سنوياً ،وأوضح اردوجان أن المفاوضات مع الاتحاد الأوروبي تبدأ في نهاية العام الجاري .
العراق
اردوجان تحدث ل(اليوم) عن مجمل الموضوعات المطروحة على الساحتين العربية والدولية وموقف تركيا منها وفق الحوار التالي:
** بعد إقرار الدستور العراقي المؤقت ،كيف تنظر تركيا إلى الوضع العراقي حاضراً ومستقبلاً ،خاصة بعد التحالف الأمريكي الكردي والوعود المبذولة للأكراد من قبل الأمريكان، وما آلية تعامل تركيا مع الوضع الجديد، وإلى أين وصلت مباحثاتكم مع كلا الطرفين بشأن عناصر حزب العمال الكردستاني الموجودين في العراق، والمطلوبين من قبلكم؟
* منذ نهاية شهر مارس الماضي وبكل أسف يمر العراق بفترة عصيبة ، حيث يزداد الوضع الأمني تأزماً كما تواجه عملية الانتقال السياسي صعوبات في التغلب على مسألة عجز الشرعية ، وان الامر الذي يقلقنا هو مستقبل العراق الذي يجب أن يقرره شعبه عبر الطرق الديمقراطية ، لان العراقيين أنفسهم لهم حق الكلمة بالنسبة لمستقبلهم ودستورهم ، وليس لتركيا او أي طرف آخر تأثير في ذلك ، وعلى اية حال إن ما يثار حالياً من دعاوى طائفية وعرقية سوف يقوض وبعمق حاجات العراق اليومية من ناحيتي الاستقرار والأمن ، وأننا نحث كافة الفئات العراقية على أن تتصرف بمسؤولية وتساند المبادئ الأساسية وبإقليمية سياسية متكاملة موحدة للمساهمة في ازدهار العراق والسلام له ولجيرانه.
ان هذا الحديث نابع من قلقنا الشديد على وحدة العراق ومما يطرح من مشاريع تقسيمه مما يعني افتقاد المنطقة الى استقرارها ، لذلك أكدنا دائما على أهمية الحفاظ على الروابط القومية والوحدة السياسية للعراق ، إننا نأمل وبإخلاص أن هذه التطورات السياسية ومن خلال قانون الثامن من مارس الانتقالي الحكومي لن توجد أي مخاطر.
@ في ظل ما ذكرت كيف ترون دور الأمم المتحدة
* بلا شك أن دور الأمم المتحدة مميز ومهم جداً لما لها من دورً فاعل عبر أنماط متعددة لكي تحل مسائل الشرعية وبمساعدة اتحاد دولي مركزي من اجل العراق لذلك علينا جميعا ان ندعم ونساعد الأمم المتحدة على لعب دور مركزي .
@ بعد التحالف الأمريكي الكردي والوعود المبذولة للأكراد من قبل الأمريكان ، أين وصلت مباحثاتكم مع كلا الطرفين بشأن عناصر حزب العمال الكردستاني الموجودين في العراق ،والمطلوبين من قبلكم؟
* لقد أجرينا جولتين من المباحثات مع القيادة الأمريكية فيما يتعلق بطرد ميليشيات الأحزاب الكردية وذلك من 12 سبتمبر و 2 تشرين الأول 2003 بشكل موضوعي وتم الاتفاق على خطة العمل وآلياته والإشراف على تلك الخطة ،وتستمر الحوارات وتبادل المعلومات من خلال تلك الآليات وذلك حتى يتم طرد جميع المنظمات الإرهابية على حد وصفه.
العلاقات مع العرب
@ وفيما يتعلق بالشأن الداخلي وبعد وصول حزب العدالة والتنمية إلى الحكومة شهدت العلاقات التركية العربية تطوراً مهما ؟كيف تنظرون إلى مستقبل هذه العلاقات؟
* ان هدف حكومتي هو تطوير العلاقات مع كل الدول ، وبناء علاقات حميمة معها لما لنا معها من تاريخ وروابط مشتركة اجتماعية كانت ام جغرافية ام ثقافية ، هذه المنطقة التي هي اصل الحضارات وغنية بثرواتها الطبيعية لم تكن قادرة على استغلال إمكانياتها وذلك مرده للصراعات التي يتم التوصل الى حلها ، إننا نؤمن بأن علينا استغلال كل فرصة في هذه الألفية لتغيير صورة منطقتنا غير المستقرة والمتصارعة ونجعلها مزدهرة وجعل مواطنيها يستمتعون بعائدات السلام وهذا هو هدف مشترك يجب علينا التوصل اليه وذلك بالتغلب على سوء الفهم والكره ، وذلك يتم عبر الثقة المتبادلة وتقوية العلاقات الاقتصادية والثقافية و السياسية وزيادة التواصل بين البشر ، وأتمنى أن تجد حكومتي مشاركاتها وتحاول التوصل الى أي وسيلة ممكنة لزيادة الحوار والتعاون مع الدول العربية ، ومنطقة الشرق الأوسط كانت بموقع متعدد الأبعاد من سياستنا لذلك فإن الروابط المشتركة مع دول المنطقة في جميع المجالات وتحقيق تعاون على مستوى المنطقة كان على الدوام الهدف الرئيس لتركيا.
@ زار الرئيس السوري بشار الأسد أنقرة بعد جمود في العلاقات السورية التركية، كيف تقيمون هذه الزيارة و هل تم حل المشاكل العالقة بينكم وبين السوريين ؟
* شكلت زيارة الرئيس السوري بشار الأسد في يناير 2004 /وهي الأولى لرئيس سوري إلى تركيا خطوة مهمة في توطيد علاقاتنا الأمنية الاقتصادية والتجارية والثقافية، أقول ان الزيارة لم تؤد فقط إلى المستوى الذي وصلت إليه خلال السنوات الماضية عبر علاقاتنا المشتركة ، وبإرادة سياسية فعالة ، أن إيماننا راسخ بالاتجاه الإيجابي الحالي في العلاقات السورية التركية وتتجلى بحقيقة الحوار والتعاون السوري التركي الذي يساعد في تطوير علاقاتنا مع جميع أصدقائنا العرب الآخرين.
@ خلال حضوركم منتدى دافوس نقلتم إلى الأمريكان والإسرائيليين وجهة النظر السورية حول عملية السلام،إلا أنهم لم يبدوا أي تقارب ،هل تعتقدون أن إسرائيل لا تريد أي دور لتركيا في هذه العملية .؟
* بطبيعة الحال تركيا مهتمة بثقة كل أطراف النزاع العربي الإسرائيلي وهي مستعدة للعب دور في ترسيخ السلام الدائم والاستقرار في الشرق الأوسط ، واضعين ضمن حساباتنا أن كل الأطراف في عملية السلام متساوية في الأهمية ومتماسكة تماما .وقد أعلنت خلال ملتقى( دافوس ) في يناير الماضي أن تركيا راغبة في أن تلعب دوراً مهما ومن أي نوع من اجل ذلك ، وهذا ربما يتضمن نقل رسائل الأطراف إلى بعض وذلك لتمهيد الطريق . وضمن هذا المفهوم بعد زيارة الرئيس الأسد الى تركيا، نقلنا وجهة نظر سورية فيما يتعلق بإعادة احياء المسارين السوري والإسرائيلي الى نظرائنا الأمريكان والإسرائيليين .
وأشير هنا إلى أن استئناف الحوار على جميع المسارات ضمن عملية السلام هو الخيار الأفضل لكل الأطراف ، لذلك لا يمكن الافتراض انه لا أمريكا ولا إسرائيل ستأخذ موقفاً سلبياً لأي محاولة مخلصة نحو السلام العادل في المنطقة .
علاقات متطورة مع السعودية
@ في منتدى جدة الاقتصادي كان لكم حضور مميز، هل شكل هذا الحضور خطوة على طريق جديد للعلاقات بين تركيا والمملكة ؟
* ملتقى جدة الاقتصادي هو قمة بحد ذاته ، نظراً لحضور شخصيات مهمة أكاديمية واقتصادية تجتمع في بوتقة واحدة فريدة ،وهذه البيئة الفكرية ضمن ملتقى يتم فيه تبادل الأفكار النيرة ووجهات النظر والآفاق المعرفية ، وارى أن الرسالة الأساسية التي خرج بها الملتقى هي أن النمو المميز ممكن لجميع بلدان العالم ولتحقيق ذلك يجب أن يكون التخطيط واضحاً والتعريف
بالقطاعات المتنافسة في المجال الاقتصادي واضح اضافة الى الاستقرار المالي لجذب الاستثمارات الأجنبية المباشر ،ومن هنا علينا أن لا ندع السياسات العامة تندس في عملية السياسة الاقتصادية فذلك شيء محرج .
ان هيكلية الملتقى محددة تماما ومواضيع النقاش تم اختيارها بشكل مميز وان التوازن الذي تم وضعه بين القضايا الدولية والإقليمية وصفة المشاركين وإنجازاتهم بالنسبة للملتقى بمجمله كانت فعالة ، والمناظرات حول القضايا الدولية والإقليمية مهمة تماماً ،فقد قدموا فرصة نادرة وبعقل منفتح لتبادل الأفكار المختلفة وعمليات صناعة القرار في المسائل الاقتصادية ، واننا نرى أن هذه المناظرات فرصة مميزة للتواصل .
ومن هنا أرى ان تركيا والمملكة هما من القوى الاقتصادية الرائدة في المنطقة وقد أظهرت نمواً ، فالعلاقات الاقتصادية والتجارية المشتركة بين البلدين لم تتطور إلى مستوى مقنع بعد ، ولكن لا شك في انه سيكون للمملكة الحصة الكبرى من تجارتنا الخارجية وسيكون ذلك بوقت قصير حيث يستطيع رجال الاعمال الأتراك انجاز شيء مهم في هذا المجال ، وضمن هذا السياق فإننا ندعم كليا نشاطات مجلس الأعمال السعودي التركي ونرحب بدخول المملكة في منظمة التجارة العالمية ونعتقد أن هذه الخطوة جبارة وحاسمة لمستقبل علاقاتنا التجارية .
أود القول ان زيارتي إلى جدة أدت إلى فتح آفاق جديدة ، في التجارة والعلاقات الاقتصادية ونأمل أن هذا الدافع الإيجابي في علاقاتنا سيستمر وكذلك الزيارات المشتركة للوفود الاقتصادية سيساعد في رفع المستوى التجاري بين بلدينا .
@ ما تقييمكم للتطورات الخطيرة في فلسطين ومنها جريمة اغتيال الشيخ أحمد ياسين والدكتور عبد العزيز الرنتيسي، وكيف ترون أثرها ؟
* لقد ادانت تركيا وبشدة اغتيالات قادة حركة حماس ، الشيخ احمد ياسين والدكتور عبد العزيز الرنتيسي وغيرهما وقلنا ان هذه الأعمال ستصعد بؤرة التوتر في المنطقة وتؤزم الموقف في الصراع الفلسطيني الإسرائيلي وقلنا ان هذا الموقف لن يرسخ أمن إسرائيل ووجهة نظرنا في هذا هو التعاون الدولي الواسع .
مياه تركيا لاسرائيل
@ ما مدى صحة المعلومات التي تسوقها إسرائيل حول شرائها مياهاً من تركيا؟.
* وقعت تركيا في الرابع من مارس 2004 اتفاقاً مع إسرائيل تحصل بموجبه إسرائيل على 50 مليون متر مكعب من المياه المعالجة سنوياً من محطات مانافجات لمدة عشرين سنة ويتم نقل المياه إلى إسرائيل عبر البحر ، وهذا الاتفاق ذو طبيعة سياسية ،ويعكس الإرادة السياسية لكلا الطرفين في البيع والحصول على المياه وعملية النقل ثلاثي الأبعاد يجب ان تتم المفاوضات بشأنه واختتامه، وبعد ذلك سيتم الاتفاق متى يدخل حيز التنفيذ.
@ أثناء عودة رئيس الوزراء الإسرائيلي آرييل شارون من زيارة قام بها إلى موسكو ،أبدى رغبة بزيارة تركيا ،إلا أنكم رفضتم طلبه،كما رفض وزير الري في حكومتكم الذهاب إلى تل ابيب ،هل تشكل هذه المواقف تعثراً في مسار العلاقات بينكم وبين إسرائيل .؟
* لم تكن زيارة رئيس الوزراء ارييل شارون منسقة الى أنقرة ،وأن علاقاتنا مع إسرائيل مبنية على تفاهم منذ أمد طويل بين الأتراك واليهود ،وهذه العلاقات ذات مفهوم خاص وتسعى الى البحث عن السلام الدائم والاستقرار في المنطقة ، ومن ناحية أخرى فان هذه العلاقات لا تمنعنا من التعبير عن انتقادنا فيما يتعلق بموقفنا تجاه القضية الفلسطينية ، فمن هذا الإطار ، أدنا الهجمات ضد المدنيين الإسرائيليين وزيادة استخدام القوة من قبل إسرائيل .
** كيف ترون آفاق العلاقة مع إيران ؟
* نحن مسرورون للتطورات الإيجابية المبنية على أساس عدم التدخل في الشؤون الداخلية ويسعدني القول أن كلا الطرفين مصمم على تعميق وتطوير العلاقات المشتركة في جميع المجالات واعتقد أن تقوية العلاقات بين الدولتين سوف تخدم السلام والاستقرار وتوثق وتقوي عرى التعاون الاقتصادي في منطقتنا .
جهود نحو اوروبا
@ نفذت تركيا معظم الشروط الأوروبية للانضمام إلى الاتحاد الأوروبي ،هل ستنتظرون طويلا قبل الحصول على عضويته ؟
* بعد تقدم تركيا رسميا بطلب الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي أثناء انعقاد المجلس الأوروبي في هلسنكي عام (1999) فقد أجرت دولتنا عملية إصلاح تاريخية شملت تعديل ثلث الدستور وتبني قانون مدني جديد ، وتم إدخال إصلاحات شاملة في مجال حرية التعبير والرأي والمجتمع وتم إلغاء عقوبة الإعدام ، وقد أعطي للمواطن التركي حقوق التعليم والاطلاع على اللغات واللقاءات التي يتبادلونها في حياتهم اليومية ، كل هذه الجهود التي اعتقد أنها ستثمر بالتوافق مع معاهدة (كوبنهاجن) السياسية التي هي خطوة مبدئية لبدء الدخول في مفاوضات ، الان هدفنا الاستراتيجي هو الحصول على العضوية وذلك خلال فترة قريبة ومن أهم أولوياتنا الحصول على قرار المجلس الأوروبي في يسمبر 2004 وذلك لفتح مفاوضات دون تأخير ،وفي حال بدء المفاوضات فإننا سندخل في مرحلة جديدة من علاقاتنا مع الاتحاد الأوروبي وأداء تركيا سيحدد فترة المفاوضات والعضوية وأنا واثق من اننا سنكون قادرين على إنجاز المتطلبات الضرورية وضمن فترة معقولة.
الحلول .. بعقل منفتح
@ ما موقفكم من مشروع الشرق الأوسط الكبير؟
* لقد شهد هذا الموضوع جلسات ومحادثات عديدة في المنطقة ، واعتقد ان الدول المعنية بحاجة الى التبدل الإيجابي والإصلاح ، وحدث هذا فعلا فقد تمت مناقشتها بعدة درجات وخلصنا الى ضرورة التغيير.
من جانبها عبرت تركيا ولردح من الزمن ان دول المنطقة يجب ان تبدأ بحل مشاكلها بعقل متفتح ، ويجب علينا نحن الحكومات السعي على أعلى درجات القيم السياسية والاجتماعية والاقتصادية وبذلك يجب استغلال الثروات الفكرية لشعوبنا وهذا المنحى الإنساني يجب التواصل معه وذلك عبر بناء هيكل حر مشترك وبأداء حكومي مميز والعمل على تطوير المجتمع الاقتصادي ،وإعادة بناء المنطقة يحتاج الى دعم دولي وهذا الدعم يلبي حاجات المنطقة ، ومع ذلك يجب ان يكون الدافع الأولي للتغيير يبدأ من داخل المنطقة لان العبء القادم من الخارج ثقيل وغير مقبول فأي مساعدة خارجية لتسهيل عملية الإصلاح يجب أن تقدم تطوعاً لتحرز تطوراً إيجابياً .
ولكن إضافة إلى كل ما قلته هناك مطلب أساسي آخر وهو تنشيط عملية السلام في الشرق الأوسط وحل القضية الفلسطينية وإنهاء الصراع العربي الإسرائيلي ، ونحن مسرورون ان نرى قادة بعض الدول الغربية والمنظمات الدولية بدأوا التشاور في دول المنطقة وذلك لعرض فهم مشترك على هذا الطريق ، واننا نأمل بذلك ، ولتركيا صلات ثقافية وماض مشترك في المنطقة لهذا فنحن مستعدون لكافة الجهود التي تتلقى دعما ونخدم قضايا ومصالح الشرق الأوسط على نحو واسع .
@ لماذا تخليتم عن 20% من جزيرة قبرص لصالح القبارصة اليونانيين رغم احتفاظكم بها منذ عام 1974.
* بعد دعوة الأمين العام للأمم المتحدة كوفي عنان جميع الأطراف الى مفاوضات جديدة عقدت في نيويورك مؤخرا عرضت تركيا موقفاً بناء بمساعدة الامين العام وجرت المباحثات عبر مسارين متساويين على المستويين السياسي والتقني ولم يتم التوصل الى اتفاق رغم بعض التقدم الذي حصل على المستوى التقني ، وفي الحادي والثلاثين من مارس قدمت الأمم المتحدة مذكرة أخيرة مع وجهة النظر التركية لتقديم الاتفاق حول الفصل في القرارات في 24 ابريل في الجزيرة ، واعلم الأمين العام بموافقة تركيا حول المذكرة الأخيرة حول قضية الفصل في الرابع والعشرين من ابريل كما طلب الأمين العام ، وحدد خطة تتألف من عنصر متوازن يمكن أن ترضي الطرفين ومن ناحية أخرى قدم دي سوتو المستشار الخاص للامين العام بشأن قبرص في مذكرته التي قدمت إلى مجلس الأمن قال أن هذه الخطة هي بالتنسيق مع قرارات مجلس الأمن حول قبرص .
من جانبها أنجزت تركيا ما هو مطلوب منها لكي تتوصل الى تسوية عادلة ودائمة .
لقد دعمت تركيا المتطلبات العادلة للقبارصة الأتراك، وان الرسالة التي ستوجهها الى القبارصة الأتراك والقبارصة اليونانيين او أي عضو في الاتحاد الدولي ستكون ذات أهمية ، وفي الواقع هناك العديد من القرارات بشأن قبرص التي تدعو إلى الاعتراف بهيكلة متساوية لكلا الطرفين ، ولسوء الحظ لم يتم أي شيء منها حتى الآن ، وضمن هذا السياق نظن انه آن الأوان للقبارصة الأتراك لكي يكونوا ضمن هذا الاتحاد الدولي وتحت مسماهم الدستوري .
رجب طيب إردوجان؟
ولد اردوجان في عام 1954 وكان والده عنصرا في خفر السواحل في مدينة ريزه على ساحل تركيا على البحر الاسود, كان في الثالثة عشرة من العمر حين قرر والده الانتقال الى اسطنبول على امل ضمان مستقبل افضل لاطفاله الخمسة, ولكن تعين على رجب طيب, وهو في سن المراهقة, ان يبيع (الليموناضة) وكعك السمسم في شوارع الاحياء التي تتسم بقدر اكبر من القسوة في اسطنبول.
درس في مدرسة اسلامية ولعب كرة القدم على سبيل الاحتراف, وهو حائز على درجة جامعية في الإدارة من جامعة مرمرة في اسطنبول, وهو سياسي يتمتع بجاذبية ومنحدر من عائلة فقيرة.
التقى بنجم الدين اربكان, وانضم الى الحركة الاسلامية في تركيا, وشهد عمله السياسي في حزب الرفاه تطورا سريعا. وجاءت اول مواجهة له مع القانون والسلطة بعيد الانقلاب العسكري في عام 1980م, حين ابلغه رئيسه في سلطة المواصلات في المدينة, وهو عقيد متقاعد في الجيش, بأن عليه ان يحلق شاربه. ورفض اردوجان وتعين عليه ان يترك عمله.
وادين اردوجان في عام 1998م بتهمة التحريض على الكراهية الدينية, حيث كان الاتهام مستندا الى واقع انه قرأ علنا قصيدة شعرية وردت فيها السطور التالية:
(المساجد ثكناتنا, والقباب خوذنا, والمآذن حرابنا والمؤمنون جنودنا).
وحكم عليه بالسجن لمدة عشرة اشهر, غير انه اطلق سراحه بعد اربعة اشهر. ولكنه, بسبب سجله الجنائي, الا انه حظر عليه الترشح في الانتخابات او شغل المناصب السياسية.
ففي عام 1994م اصبح اردوجان عمدة لاسطنبول, وحتى منتقديه يقرون بأنه قام بعمل جيد, جاعلا من اسطنبول انظف واكثر اخضرارا.
ومعظم الناس يعتبرونه غير فاسد - على عكس غيره من السياسيين الاتراك. وخلفيته والتزامه بالقيم الاسلامية يجتذبان ايضا المسلمين الاتراك المتدينين الذين نفرتهم الدولة.
يعتبر احد اكثر السياسيين شعبية في تركيا الامر الذي اوصله الى رئاسة الوزراء. اردوجان يصر على انه ليس اسلاميا متشددا, وقد تنصل اردوجان من رؤاه الاسلامية المتشددة التي وسمت ماضيه وهو يحاول ان يعيد صياغة صورته كمحافظ مؤيد للغرب.
ولا يصر اردوجان على ترك حلف شمال الاطلسي (الناتو) ويقول ان عضوية تركيا في الاتحاد الاوروبي هي خطوة ضرورية ومفيدة, كما يعارض دخول النساء المكاتب الحكومية والمدارس من دون حجاب - على الرغم من انه حين سؤاله عما اذا كانت زوجته سترتدي الحجاب الى حفل استقبال رسمي, فانه قال ببساطة انه لن يأخذها الى الحفل.
وينظر العديد من الاتراك ذوي التوجهات العلمانية, والجنرالات, بالطبع, الى اعتدال اردوجان ويقال انه لا يتحدث اية لغات اجنبية ويعرف القليل عن العالم الخارجي او الاقتصاد.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.