عزيزي رئيس التحرير اشير الى ماورد في تعقيب الاخ عبدالمنعم الحسين بتاريخ 28 ربيع اول على ما كان كتبه، الاخ ابراهيم الشدي حول الاموال الكثيرة التي تنفقها الجمعيات والمؤسسات الخيرية الاخرى على الدعاية والاعلان وهي اموال يرى ان المسئولين في الجمعيات والمؤسسات يستقطعونها من حق الفقراء والمساكين.. واذ أشكر الأخ عبدالمنعم على ما اورده من تبريرات معقولة يدافع بها عن الاعمال والمؤسسات الخيرية والقائمين عليها الذين هم بحاجة لكل احد الى ان يدعو لهم ويحسن الظن بهم، الا انني اود ان اشير الى بعض الملاحظات والخواطر العابرة حول هذا الموضوع وهي: 1- بعكس الاخ: ابراهيم فانني لا اتصور ان الجمعيات الخيرية تسعى الى الوجاهة لاي مسئول او اداري من خلال ما تنفقه من الاموال الكثيرة على الدعاية والاعلان. لكنني اتصور كما اشار هو في موضوع آخر ان هذا ربما يحدث عن حسن نية او عن تصرف خاطىء يلزم تصحيحه. 2- في نفس الوقت اشعر ان الكثيرين يشاركون الاخ، ابراهيم عدم الرضا عما يتصورون ان الجمعيات تنفقه من اموال كثيرة على الاعلان والدعاية بشتى صورها واشكالها، ما يعتبرونه صرفا لاموال الداعمين والمتعاونين مع هذه الجمعيات في غير ما خصص له وهو مساعدة الفقراء والمحتاجين، والمرجو ان لا يكون ذلك سببا في تغيير قناعات البعض وجعلهم يتوجهون بمساعداتهم الى الفقراء والمحتاجين مباشرة وليس عن طريق الجمعيات. 3- اذا وجد البعض تبريرا لما تنفقه الجمعيات على الدعاية والاعلان على انه او جزء منه ربما يكون على حساب المتعاونين من الافراد والمؤسسات التجارية، فما الذي يمكن قوله، في تبرير ما تنفقه بعض الجمعيات وما في حكمها من الملايين على انشاء المباني الفخمة ذات الجدران المغطاة بأجود انواع الرخام والارضيات المغطاة بالسراميك الفاخر ناهيك عن الاثاث المكتبي الثمين الذي قد لا يتوافر مثله اللهم في بعض مكاتب الوزراء وكبار المسئولين. 4- يقابل الانفاق بسخاء على الدعاية والاعلان من جانب بعض الجمعيات والمؤسسات الخيرية يقابل ذلك شيء من عدم الاهتمام حتى بتذكير المشتركين بسداد اشتراكاتهم حتى في حال التأخر ما كان سببا في توقف البعض عن التسديد اما لانهم يتصورون ان الجمعية لم تعد بحاجة الى ذلك او لأنهم يبادلون عدم اهتمام الجمعيات بعدم اهتمام مماثل. 5- يلاحظ كثرة العاملين في بعض الجمعيات والمؤسسات الخيرية وهذا لا يتفق واهداف الجمعيات الناجحة التي تسعى لادارة اعمالها ونشاطاتها بأقل قدر من التكاليف المالية. 6- يلاحظ ان الجمعيات الخيرية في المحافظات يرأسها في الغالب صاحب مكانة دينية وهذا نهج حسن وقد وجد انه يكون سببا في كثير من الاحيان في نجاح الجمعية وزيادة ثقة الناس بها ودعمها، اما اسناد ثلاث ادارات خيرية الى مسئول ينوء كاهله بأعباء ومسئوليات عمله الرسمي لهذا فيه مشقة على المسئول ومظنة لتشتيت الجهود الذي لا يكون في صالح العمل. 7- واخيرا ما ينبغي للجمعيات الخيرية وما في حكمها ان تستمر في الاعتماد على التبرعات والمساعدات المالية من الداعمين لها بل ينبغي ان تحرص على ان يكون لها مصادر داخل ثابتة وايرادات تمكنها من الاعتماد على نفسها لان مساعدات المتعاونين عرضة للتقلص وربما التوقف من جانب البعض، وختاما اسأل الله ان يجزل الاجر والمثوبة لكافة القائمين بالعمل الخيري في بلادنا، وحسبهم انهم منصرفون للعمل اما نحن معشر الكتاب فمتفرغون للنقد والتنظير ولكن حسبنا اننا لا نريد الا الاصلاح ان شاء الله تعالى. محمد حزاب الغفيلي الرس