انسحب جزء كبير من القوات الاسرائيلية امس من رفح في جنوب قطاع غزة، خصوصا من حي تل السلطان، مخلفا دمارا هائلا، فيما اعلن الجيش الاسرائيلي استمرار عملية (قوس قزح) في المدينة، يأتي ذلك فيما كشفت واشنطن عن ان اسرائيل تعهدت بعدم القيام بالمزيد من عمليات هدم المنازل لتوسعة الشريط الحدودي بين القطاع ومصر، الى ذلك اعلنت مصادر طبية فلسطينية امس عن استشهاد مواطن فلسطينى من مدينة رفح جنوب قطاع غزة متأثرا بجراح أصيب بها فى وقت سابق بنيران قوات الاحتلال الاسرائيلي. وذكرت المصادر الطبية أن أحمد أبو صيام 45 عاما من بلوكت مخيم رفح استشهد متأثرا بالجراح التى أصيب بها السبت الماضي. وفي مخيم البرازيل وحي السلام، لا يزال هناك عدد صغير من الدبابات والآليات المدرعة، لكن منع التجول لا يزال ساريا. وتطلق الدبابات النار بشكل متقطع باتجاه مجموعات من الشبان يرشقونها بالحجارة. واكد الجيش الاسرائيلي قيامه بعملية اعادة نشر لقواته في مخيم رفح ، مشيرا الى ان قوة اصغر حجما من الجنود ستبقى في المخيم لفترة زمنية غير محددة. واشار الى ان الجيش لا يزال يبحث عن انفاق محفورة تحت الحدود مع مصر يتم من خلالها تهريب اسلحة الى قطاع غزة ويطارد الناشطين الفلسطينيين الذين يقومون بذلك. وذكر انه لم يتم العثور منذ بداية العملية فجر الثلاثاء على (اي من هذه الانفاق)، بينما تم اكتشاف وتدمير احد عشر منها منذ بداية السنة. وتم اعتقال عشرات الفلسطينيين لاستجوابهم. ويعول الجيش الاسرائيلي على هذه الاستجوابات لاكتشاف مواقع الانفاق. وكانت القوات الإسرائيلية قد توغلت في الساعات الأولى امس في المخيم وهدمت أكثر من 30 منزلا في حي تل السلطان وعشرات المنازل في حيي السلام والبرازيل. وطلب المستشار القضائي الاسرائيلي ميناحيم مزوز من الجيش اعداد خطة بديلة لتلك التي ينفذها حاليا بهدف توسيع الشريط الحدودي بين قطاع غزة ومصر والمعروف بمحور (فيلادلفي) جنوب رفح. وجاء طلب مزوز خلال اجتماع عقد مساء الخميس بحضور عدد من كبار ضباط الجيش ومسؤولين من وزارة العدل. وبحسب المصادر الاسرائيلية فقد دعا مزوز الجيش الى تضييق نطاق عمليات الهدم في اطار الخطة البديلة. وفي غضون ذلك، اعلن مسؤول رفيع في وزارة الخارجية الاميركية ان ايهود اولمرت، نائب وزير الخارجية الاسرائيلي اكد للولايات المتحدة ان اسرائيل لن تقوم بالمزيد من عمليات الهدم لتوسعة معبر "فيلادلفي". وقال هذا المسؤول ان اولمرت ابلغنا عندما قدم الى هنا الخميس انه لن يكون هناك المزيد من الهدم للمنازل وانهم لن يقوموا بتوسيع الشريط. الى ذلك، فقد اعلنت وزارة الخارجية الاسرائيلية انها استدعت الخميس سفير ايرلندا لديها للتعبير عن اشمئزازها من انتقاد الاتحاد الاوروبي الحاد لقصف اسرائيل التظاهرة السلمية في رفح والذي خلف عشرة شهداء. وكان براين كوين وزير خارجية ايرلندا التي تتولى رئاسة الدورة الحالية للاتحاد الاوروبي قد وصف الهجوم الاسرائيلي بأنه عمل (غير متناسب تماما) ويُظهر (استهانة بالحياة الانسانية تنم عن تهور). وقال براين (ان استهداف أطفال أبرياء في صراع من هذا النوع يجب ان يكون موضع إدانة باستمرار ..قتل الأطفال لايخدم أي قضية مشروعة). وقالت وزارة الخارجية الاسرائيلية في بيان نقلا عما قاله ران كوريل رئيس ادارة الاتحاد الاوروبي بالوزارة لباتريك هنسيي سفير ايرلندا : اسرائيل ترفض باشمئزاز شديد بيان الرئاسة الايرلندية للاتحاد الاوروبي. من جانبها اعلنت حركة الجهاد الاسلامي في فلسطين مسؤوليتها عن اطلاق اربعة صواريخ موجهة من نوع /سرايا/ باتجاه المستوطنات الاسرائيلية الواقعة ضمن تجمع /غوش قطيف/ غربي مدينة خان يونس. وقال بيان للحركة انها اطلقت الصواريخ فجر امس باتجاه مستوطنتي /غديد/ و/جاني طال/ الواقعتين غربي مدينة خان يونس مما ادى الى احراق منزل داخل مستوطنة /غديد/. وكان مستوطنون من قطاع غزة قد ابلغوا الاذاعة الاسرائيلية ان صاروخا سقط ليل الخميس الجمعة على احد البيوت في المستوطنة الواقعة في منطقة غوش قطيف بقطاع غزة. وزعموا ان انفجار الصاروخ لم يسفر عن وقوع اصابات مشيرين الى الحاق اضرار باحد منازل المستوطنة. من جهة اخرى قال المتحدث باسم الجيش الاسرائيلي ان اربع قذائف هاون سقطت على اهداف اسرائيلية في قطاع غزة. واضاف المتحدث ان احدى القذائف سقطت على بيت في مستوطنة غديد مما تسبب باضرار للبيت فيما سقطت قذيفة هاون داخل ثكنة عسكرية شمال قطاع غزة وسقطت قذيفتان اخريان بالقرب من مواقع عسكرية شمال قطاع غزة. وسقطت قذيفة من نوع /القسام/ اطلقها فلسطينيون من قطاع غزة قرب بلدة اسرائيلية تقع في المجلس الاقليمي في النقب وزعم المتحدث الاسرائيلي ان انفجارها لم يسفرعن وقوع اصابات او اضرار.