جميل هذا الحراك الثقافي احتفاء باليوم العالمي للغة العربية وهو (الثامن عشر من ديسمبر)، ولكن لا نريد هذا الاهتمام باللغة العربية، لغتنا الجميلة (لغة القرآن الكريم) التي نستمد منها عزتنا في يوم واحد أو اسبوع او شهر وينتهي، وانما نريد ديمومة هذا الاهتمام وذلك من خلال الاهتمام بالقراءة من قبل جميع (فئات المجتمع) وتفعيل دور المكتبات العامة بالاسهام في رفع المستوى الثقافي لجميع الفئات العمرية من الذكور والاناث. ولمكتبة الملك عبدالعزيز بالرياض الدور الريادي في هذا المجال، حيث تم افتتاح (المكتبة النسائية) المتكاملة رسميا في 5/7/1416ه، ثم بعد ذلك افتتاح فرع للمكتبة بمركز الملك عبدالعزيز التاريخي بالمربع (حي من احياء الرياض القديمة)؛ خدمة للمجتمع وذلك انطلاقا من ايمان المكتبة بأهمية دورها كمؤسسة ثقافية اجمتاعية، حيث سعت الى توطيد عرى التعاون بينها وبين المؤسسات التعليمية والثقافية والتدريبية. بالاضافة الى تأسيس (نادي كتاب الطفل) وهو مشروع ثقافي غير ربحي تبنته مكتبة الملك عبدالعزيز؛ سعيا لايجاد ناد خاص بكتب الاطفال يعمل على توفير الكتب المناسبة للاطفال مقابل اشتراك سنوي رمزي وارساله عبر البريد مطلع كل شهر هجري للطفل المشترك؛ مساهمة في التنمية الثقافية للمجتمع، بالاضافة الى ارسال ورقة نشاط تتضمن عددا من الانشطة اللغوية والذهنية والترفيهية مما يعزز ثقة الطفل بنفسه من خلال انتمائه الى ناد خاص. ووصول ظرف بريدي باسمه مما يشعره بأهميته واستقلاله ومكانته في المجتمع، وفتح المجال لاشتراك المدارس الحكومية في جميع انحاء المملكة بنادي كتاب الطفل. واذا نظرنا الى وضع المكتبات في المنطقة الشرقية فنجد انتشار المكتبات التجارية ومبالغتها بأسعار المكتب، ولا توجد سوى مكتبة عامة في الدمام واخرى في الخبر ومحدودية دورها كمؤسسات ثقافية اجتماعية، ولكننا لا يمكن ان نغفل دور المكتبة المركزية في جامعة الدمام التي بلغ اجمالي تكلفتها حوالي (100 مليون ريال) التي تعد من افضل مصادر المعلومات في المنطقة الشرقية ورافدا قويا للعملية التعليمية ويستفيد منها ابناء المنطقة من خلال «5» معامل حاسب وقاعة محاضرات كبرى وعدد من الفصول الدراسية مجهزة بكامل انواع التقنية، كما تقدم خدمات الكترونية مثل الاعارة الذاتية وكذلك الاستراجع من (المكتبة الالكترونية) بالاضافة الى فتح ابواب المكتبة للعائلات يوم السبت من كل اسبوع من الساعة (الثامنة صباحا الى الواحدة ظهرا). فلماذا لا يكون لدينا في المنطقة الشرقية (مكتبة نسائية) تنشأ تحت مظلة وزارة التربية والتعليم، تجد فيها المعلمة والطالبة ضالتها بالنهل من ينابيع المعرفة في جو مريح وخصوصية تامة. ترى كم ستوفر هذه المكتبة فرصا وظيفية لخريجات (قسم اللغة العربية) و(قسم المكتبات) ويلحق بهذه المكتبة ناد للطفل تشرف عليه متخصصات في رياض الاطفال، والاستفادة من تجربة مكتبة الملك عبدالعزيز بالرياض. كما انه يوجد لدينا مبادرة نسائية لنشر الفكر والثقافة تحت عنوان (خير جليس) وهو جهد يشكر عليه (مركز حي الحزام الذهبي) بالخبر، الذي يدفع بالحراك الثقافي لسكان المنطقة حيث ساهم بالتشجيع على القراءة اذ افتتح القسم النسائي نادي القراءة بمقر المركز. وربما تساؤل الكاتب (عبدالله العيسان) في مقاله المنشور بجريدتكم الغراء يوم الجمعة 2/3/1435ه، تحت عنوان: (المكتبات وكتب كبار الكتاب السعوديين والعرب) عن خلو المكتبات التجارية الشهيرة من كتب كبار الكتاب العرب وكتاب آخرين من ابناء الوطن. يقودنا الى اقتراح اقامة (معرض الكتاب المستعمل)، وهو ما قامت به جامعة الملك فيصل والذي نظمته كلية ادارة الاعمال جامعة الملك فيصل بالاحساء معرضا بعنوان: (الكتاب المستعمل) والذي استقبل «300» عنوان من الكتب المستعملة. مجرد امنيات علها تتحقق وبذلك يستمر اهتمامنا باللغة العربية من خلال التشجيع على القراءة في وقت تزايد الاهتمام بالاجهزة الذكية والانترنت، وبالمقابل تراجع اهمية الكتاب كقيمة ثقافية ومصدر وحيد للمعلومة.