تقدم مكتبة الملك عبدالعزيز العامة بالرياض، إسهامات ثقافية ومعرفية نوعية على مستوى الحراك الثقافي في بلادنا، وعلى المستوى العربي والعالمي من خلال عدد من الأنشطة التي تسهم بها المكتبة في حقول معرفية وثقافية مختلفة، ويأتي في مقدمة ما تقوم به المكتبة جائزة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز العالمية للترجمة، ومشروع الفهرس العربي الموحد، وموسوعة المملكة العربية السعودية، والمشروع الوطني لتجديد الصلة بالكتاب، ومشروع القوائم الاستنادية العربية.. إلى جانب ما يقوم به فرع مكتبة الملك عبدالعزيز العامة بالمربع، كالنشاط النسائي الذي تقوم به المكتبة، كما تسهم في مختلف المناسبات الثقافية الوطنية المختلفة التي يأتي في مقدمتها اليوم الوطني، والمهرجان الوطني للتراث والثقافة (الجنادرية) ومعرض الرياض الدولي للكتاب.. إلى جانب تنفيذ عدد من المشاريع الثقافية التي يتقدمها مشروع الطفل الذي تقوم به المكتبة. وقد حظي الطفل باهتمام خاص من قبل مكتبه الملك عبدالعزيز العامة، وذلك من خلال قسم مستقل مجهزا للطفل، يسعى بمختلف الطرائق العلمية والأساليب العصرية الحديثة، بما حفل به قسم الطفل بالمكتبة من تجهيزات إلى تنمية معارف الطفل وتنميتها معرفيا وتربويا وذلك بغرس حب القراءة لدى الطفل ليتمكن من الاطلاع على المعارف المختلفة المناسبة للمرحلة العمرية، وتوعيه الطفل بطرائق علمية هادفة بدوره في المجتمع، وتوثيق العلاقة بين الطفل وعقيدته الإسلامية، وتوجيه نشاط الطفل بشكل يساعده على استغلال وقته خير استغلال، ويمكنه من تعود الاستفادة من الوقت واستثماره وفقا لقدراته، حيث هيأت المكتبة مقرا خاصا بالطفل مجهزا بأفضل الوسائل السمعية والبصرية وأحدثها، إلى جانب المكتبة الخاصة بالطفل وما تحويه من مواد وكتب سمعية وبصرية.. كما تقدم المكتبة عددا من الأنشطة المشوقة للطفل التي تسعى إلى تشجيع القراءة لدى الطفل من خلال بطاقات متابعة القراءة ولوحة كتاب الأسبوع، ولوحة الشرف للقارئ النهم، وحلقات القراء، كما يتم استغلال المناسبات الوطنية والدينية والاجتماعية لتوظيفها لثقافة الطفل وتوسيع مداركه وتعزيز مهارة القراءة لديه. ويأتي مشروع (نادي كتاب الطفل) واحدا المشاريع الثقافية التي تقوم بها مكتبة لملك عبدالعزيز العامة بالرياض فرع المربع، وهو مشروع غير ربحي، تسعى المكتبة من خلاله إلى إيصال الكتاب المناسب إلى يد كل طفل، إسهاما من المكتبة في التنمية الثقافية الاجتماعية من خلال شباب الغد ورجال المستقبل. ويهدف تأسيس نادي كتاب الطفل إلى توفير الكتاب الجيد للطفل؛ وتعزيز ثقة الطفل بنفسه؛ إلى جانب بناء قدرة الطفل على الاختيار الجيد؛ إضافة إلى التغلب على الصعوبات التي تحول دون وصول الكتاب إلى يد الطفل؛ وتذليل كافة المعوقات التي تحد من قدرة الطفل على اختيار الكتاب المفيد الجيد، حيث يسعى النادي إلى ترجمة هذه الأهداف من خلال مجموعة من الأنشطة الذهنية واللغوية، ومن خلال ما يقدمه نادي كتاب الطفل من كتب للأطفال وذلك بواقع كتابين شهريا، كما يتواصل النادي لتحقيق هذه الأهداف مع الآباء والأمهات من خلال النشرات وغيرها من وسائل الاتصال. ويسهم نادي كتاب الطفل في خدمة أربع فئات عمرية من الأطفال، فالفئة العمرية الأولى من سن الثانية حتى الخامسة؛ أما الفئة الثانية فمن سن السادسة حتى الثامنة؛ بينما تأتي لفئة الثالثة بين سني التاسعة والثانية عشرة؛ أما الفئة الأخيرة فمن سن الثالثة عشرة حتى الخامسة عشرة. إن ما يميز نادي كتاب الطفل هو السعي الحثيث الجاد والمتواصل لتعزيز العلاقة وتوطيدها بين الطفل والكتاب، التي يأتي في مقدمتها تعزيز القراءة وتحويلها إلى عشق وميول لدى النشء بشكل هادف ومقنن، من خلال إيصال الكتاب المناسب والملائم للمرحلة العمرية، من خلال الفئات العمرية التي أشرنا إليها آنفا؛ وصولا إلى خلق علاقة حميمة وعشق للكتاب ينمو بنمو الطفل من خلال تلك الأهداف التي تعزز هذه العلاقة بين الطفل والكتاب في مختلف العلوم والمعارف، وبأسلوب يلبي رغبات وميول الفئات العمرية التي حددها النادي، إضافة إلى ما يقدمه النادي من خدمات ومناشط شهرية وفصلية لرواده من الأطفال من مختلف الفئات العمرية في جميع الأركان التي يأتي في مقدمتها ركن القراءة، وركن المسرح، وركن الحاسب الآلي والمواد السمعية والبصرية، وركن الأشغال والأنشطة الفنية. لقد سعت مكتبة الملك عبدالعزيز العامة لتعزيز العلاقة بين الطفل والكتاب بمختلف الوسائل والطرائق المشوقة، وصولا إلى إقامة علاقة حميمة مبكرة من شأنها التقريب بينهما ما أمكن، إيمانا من المكتبةً بأن من أهم مسببات تلك العلاقة هو إيصال الكتاب المناسب والمشوق إلى يد الطفل؛ ومن هذا المنظور فقد تبنت المكتبة فكرة تأسيس نادي كتاب الطفل، ومن ثم قامت بتسخير جميع إمكاناتها وكل ما لديها من مقومات وطاقات لينطلق النادي بالشكل الذي يحقق تلك الرسالة السامية، منذ عام 1420ه حتى يومنا هذا. تأتي مسألة التنويع والتنوع على قائمة تلك الأساليب والطرائق التي تسعى المكتبة من خلالها إلى غرس علاقة جذب وتشويق بين الطفل والكتاب ليصل إلى الطفل شهرياًً كتاب قصصي وكتاب غير قصصي إضافة إلى نشرة تربوية وورقتين من الأنشطة التي تحتوي على أنشطة ذهنية، وأخرى ترفيهية إلى جانب ما يقدم للأطفال وما يوجهون إليه من تنفيذ لأشغال فنية هادفة. كما أتاحت مكتبة الملك عبدالعزيز العامة مجالا للاشتراك الخيري في نادي كتاب الطفل، وذلك لبعض فئات المجتمع من ذوي الاحتياجات الخاصة ومن الأطفال المعوزين، الأمر الذي يعتبر فرصة للمحسنين والمحسنات للمشاركة في التنمية الثقافية للمجتمع، عن طريق تثقيف الأطفال وغرس عادة القراءة لدى الأطفال منذ الصغر، وذلك عن طريق توفير كتب متميزة بين أيديهم تفتح لهم الأبواب إلى آفاق المعرفة والثقافة. إن ما يميز نوعية برامج نادي كتاب الطفل الذي تقدمه المكتبة هو مسايرة إيقاع العصر، وذلك من خلال تدريب الأطفال على التعامل مع شبكة الانترنت والاستفادة منها، وذلك بهدف تمكين الأطفال من التعامل مع هذه التقنية العصرية باعتبارها وعاء معرفيا على درجة من الأهمية لكونه مصدرا معرفيا وثقافيا عالميا. لقد حرص قسم مكتبة الطفل في مكتبة الملك عبدالعزيز العامة على تعزيز ما تقدمه للطفل من خلال المشاركة الفاعلة في كثير من المناسبات الوطنية كمناسبة اليوم الوطني، والمهرجان الوطني للتراث والثقافة، والمشاركة في مهرجان الطفل الثقافي الوطني، هذا إلى جانب ما يقدم للطفل من برامج صيفية وأخرى رمضانية، وما يدرب عليه الأطفال من دورات تدريبية، دورات تطوير الذات، ودورات المحادثة باللغة الإنجليزية، ودورات مهارات التحدث والإلقاء، والزخرفة الإسلامية، والتصوير الفوتوغرافي، والرسم بالرصاص، وفن الكولاج.. كل هذا يأتي إلى جانب ما تصدره المكتبة من قصص للأطفال في كل عام.