قال شن: هؤلاء العمال في اوروبا وامريكا الشمالية في أوضاع سهلة. إذا لم يرغبوا في العمل وقتا اضافيا بإمكانهم العودة إلى المنزل، اذ يقولون إنه لا يمكن اجبارهم على العمل وقتا اضافيا لأن هذا ضد قانون العمل. ويضيف: إنهم يأخذون راحة لتناول القهوة وإذا تركوا العمل فسيحصلون على مبلغ يقارب ما يحصلون عليه إذا كانوا يعملون. ويبدو الأمر كما لو كان خطبة عصماء من سياسي محافظ في الدول الغربية، وكان سيحصل على إيماءات بالموافقة من جانب رجال الأعمال الصينيين. لكن شن شخص مختلف. فهو مدير شركة كانت مملوكة للدولة في السابق وهي الآن مدرجة في بورصة شنغهاي. ولايبدو على مظهر الرجل إنه من الأغنياء. فهو يرتدي حذاء من القماش من النوع الذي يمكنك شراء زوج منه بدولار. ويعتقد شن ان العمال في الدول الغربية يعيشون في رفاهية شديدة. ويقول إن الأمر سيستغرق 50 عاما كي يرتفع مستوى معيشة العامل الصيني إلى ما يقارب مستوى العامل في الدول الغربية. لكنه يعترف بالرغم من ذلك بأن الأمور صعبة على العمال الصينيين. فهم يعملون لساعات طويلة ويتقاضون أجورا منخفضة، وإذا كان هناك ضرورة، فسيعملون لوقت إضافي. وتأتي ملاحظات شن في الوقت الذي يلقي فيه اختلاف ظروف العمل في كل من الصين والدول الغربية بظلال على العلاقات التجارية مع الصين. وجاء آخر انتقاد لظروف العمل في الصين من جانب اتحادات العمال الامريكية في ضوء اقتراب انتخابات الرئاسة الامريكية في نوفمبر القادم. حيث تقول اتحادات العمال إن عدم مراعاة الشركات الصينية لحقوق العمال تسبب في فقد عدد كبير من الوظائف في السوق الامريكي. وبالطبع، يختلف الكثير من المحللين مع هذا الرأي، حيث يقولون إن السبب في ذلك يعود إلى عوامل أخرى من بينها تحسين الانتاجية. ولكن من غير المحتمل أن يتم إنشاء اتحادات عمال مستقلة، حيث إن السلطات تخشى ذلك لاسباب سياسية واقتصادية. لكن هناك قصصا تدل على أن المصانع بدأت في تحسين الظروف بها من أجل الحفاظ على قوة العمالة المهاجرة لديها والحفاظ على المهارات الموجودة لديها. وتتضمن تلك التحسينات زيادة الأجور ووسائل للترفيه وأندية اجتماعية يمكن للعمال أن يلتقوا فيها بشريك عمرهم. وتحتاج الصين إلى تنمية قوة عاملة تتمتع بالخبرة والمهارة على الأقل في قطاع التكنولوجيا من أجل التقدم. وحتى إذا كان شن لا يعتقد ذلك، سيكون هناك وقت إضافي من أجل تبادل الأفكار بين الصين والغرب حول تحسين أوضاع العمال من أجل الحفاظ عليهم.