يقول خبراء اقتصاديون ان اقتصاد جنوب افريقيا سيحصل على دفعة مباشرة من استضافة بطولة كأس العالم لكرة القدم 2010 لكن العائد المالي المنتظر من تحسن صورتها في الخارج ربما يكون له الاثر الاكبر. فمن المرجح ان تؤدي الفرحة الغامرة لفوز البلاد باستضافة البطولة الى ارتفاع اسعار الاسهم يوم الاثنين مما يعطي دفعة فورية لشعور المواطنين بالرضا عن تنظيم اضخم حدث رياضي بعد دورات الالعاب الاولمبية وقد تستفيد من هذه الدفعة عملة جنوب افريقيا /الراند/ التي تشهد تقلبات في اسواق الصرف. لكن رغم كل التقدم الذي تحقق منذ عودة الديمقراطية الى جنوب افريقيا عام 1994 ما زال اكبر اقتصاد في القارة يكافح النظرات السلبية ويتلقى فقط القليل من الاستثمارات الاجنبية المباشرة مقارنة بغيره من اسواق الدول الناشئة الاخرى. ويقول محللون ان استضافة ما يعتبره البعض اشهر حدث رياضي يمكن ان يسهم في ازالة تحفظات الكثير من المستثمرين الاجانب تجاه بلد يشتهر بارتفاع معدلات الجريمة اكثر مما يشتهر ببنيته التحتية المتطورة. وسيساعد تنظيم كأس العالم جنوب افريقيا على التوسع في قطاع السياحة الذي تحدى التباطؤ العالمي وشهد ارتفاعا في عدد الزوار الاجانب بلغ 2ر4 في المئة العام الماضي مع تفادي السياح زيارة مناطق تعاني من المخاوف الامنية او ظهر فيها الفيروس المسبب لمرض الالتهاب الرئوي الحاد /سارز/. وقال جولام باليم الخبير الاقتصادي ببنك استاندارد (ستكون هناك عملية ضخ اموال كبيرة ومباشرة في الاقتصاد). واضاف قائلا (لكن الاثر غير المباشر قد يكون اكثر مغزى لدفعة اقتصادية متواصلة في السنوات اللاحقة... بالمساعدة في تغيير نظرة الكثير من المستثمرين الاجانب لافريقيا وجنوب افريقيا). واظهر بحث صدر عن مؤسسة جرانت ثورنتون كيسل فينشتاين المتخصصة في قطاع السياحة ان كأس العالم سيضخ 3ر21 مليار راند /08ر3 مليار دولار/ في الاقتصاد فيما قدر حجم الانفاق المباشر بنحو 7ر12 مليار راند. وهذا الرقم متواضع بالنظر الى حجم الناتج المحلي الاجمالي لجنوب افريقيا بلغ 22ر1 تريليون راند /177 مليار دولار/ العام الماضي. لكن الدراسة تقدر ان استضافة نهائيات كأس العالم سيخلق 159 ألف فرصة عمل جديدة وهي منفعة كبيرة مع الاخذ في الاعتبار ان واحدا بين كل ثلاثة في جنوب افريقيا يعاني البطالة. كما انها ستعزز جهود الحكومة لخلق فرص عمل من خلال زيادة الانفاق على البنية التحتية حيث من المقرر ان تحصل شركات التشييد والموردين المحليين على فرص اعمال سخية. ومن المتوقع ان يزور ثلاثة ملايين مشجع جنوب افريقيا خلال البطولة وهو رقم يفوق بكثير عدد المشجعين الذين توافدوا على البلاد لمشاهدة كأس العالم للكريكيت في عام 2003 أو كأس العالم للرجبي في عام 1995. وخلال البطولة سيزور البلاد عدد من السائحين يفوق كثيرا عدد الزائرين في الاوقات العادية حيث وفد نحو 8ر1 مليون شخص من خارج القارة الافريقية على جنوب افريقيا في عام 2003. لكنها مستعدة بشكل جيد للتعامل مع هذا الامر حيث من المقرر ان تقوم بتطوير الاستادات الرياضية الموجودة وليس بناء استادات جديدة كما ان تدفق مشجعي كرة القدم سيحدث في فصل الشتاء وبالتالي فانه لن يتعارض مع وقت الذروة المعتاد للسياحة في جنوب افريقيا. لكن محللين يعتقدون ان الفائدة الكبرى على المدى الطويل ستأتي من اشياء غير محسوسة مثل تحسين صورة جنوب افريقيا امام العالم وتعزيز شعور مواطنيها بالفخر والوحدة لان اشهر رياضة في العالم تتجاوز الانقسام العنصري. وسيجتذب الحدث ايضا المزيد من الاستثمارات الاجنبية المباشرة والتي بلغت العام الماضي اقل من مليار دولار العام الماضي وهي قطرة صغيرة في بحر تدفقات رؤوس الاموال العالمية التي تصل الى 650 مليار دولار.