كانت تشعر بالقلق لعدم تمكنها من النوم لمدة ثلاثة أيام إلا ساعات قليلة.. قشعريرة في أجزاء كثيرة من الجسم.. حكة شديدة. أخيراً ذهبت للمستوصف. قال لها الطبيب بشكل صارم: إذا صادفتك الحالة هذه الليلة لثلاث مرات فيجب أن تذهبي للإسعاف فوراً ودون تردد. سأفعل، قالت زهراء للطبيب. في الصباح ولأنها لم تتمكن من الذهاب في الليل ذهبت زهراء لمستشفى الدمام المركزي، لأنها أخذت قياس الضغط في المستوصف المحلي فكان مرتفعاً 170/120 وهو معدل مرتفع كثيراً. انتظرت في قسم النساء لمدة تجاوزت الساعات الثلاث، وبعد طول انتظار أعطاها الطبيب (آسيوي) إبرة فولتارين لتهدئة الأعصاب ولتنزيل الضغط، وأتبعها بإبرة أخرى قالت الممرضة فيما بعد إنها للمحافظة على الضغط لكي لا ينزل أكثر من اللازم! زهراء.. لا تعرف محتويات الإبرتين رغم أنها - كما تقول حريصة عند تناول الأدوية - إلا أنها كانت متعبة في ذلك الوقت وتوقعت أن تكون الإبرتان ذاتي مفعول جيد لعلاج حالتها. بعد استقرار حالتها نوعاً ما.. راجعت العيادة المختصة (عيادة الضغط والكلى) بمستشفى الدمام المركزي، قال لها الطبيب المعالج بعد أن قرأ ملفها (لماذا هاتين الإبرتين؟ إنهما متناقضتان والإبرة الثانية لا تعطى إلا لمرضى الصرع فقط؟؟ وقال تحتاجين لأسبوعين لكي يزول تأثير هذه الإبرة. زهراء لا تملك الإجابة، واكتفت بمط شفتيها، فهي تعاني مشكلة أخرى مع ولدها الذي أصيب عام 1990 بإبرة دخلت في رجله ولم يزلها الطبيب المعالج (سوداني) وإنما اكتفى بحقنه بإبرة ضد التسمم ومازالت الإبرة ماكثة في رجل ولدها (عمره 16 سنة). زهراء شعرت بالأمل لأنها قرأت حالات كثيرة في الصحافة تشير إلى أن الدنيا مازالت بخير، وأنه من الممكن أن يأتي اليوم الذي يستدعى مثل هذا الطبيب وأمثاله للمساءلة، فمتى ينتهي الاستهتار الطبي؟؟؟