افادت استطلاعات للرأي نشرت نتائجها امس ان غالبية كبرى من الاسرائيليين تتجاوز السبعين بالمئة تؤيد انسحاب القوات الاسرائيلية من قطاع غزة بعد مقتل احد عشر جنديا اسرائيليا الثلاثاء والاربعاء في هذه المنطقة. وافاد استطلاع نشرت صحيفة يديعوت احرونوت نتائجه ان 71% من الاسرائيليين يؤيدون الانسحاب من غزة مقابل 62% في الرابع من ايار/مايو الماضي. وعبر 24% معارضتهم لانسحاب من هذا النوع (32% منذ احد عشر يوما). وقد اجاب هؤلاء الاسرائيليون بنعم او لا على سؤال هل تؤيد انسحابا احادي الجانب من قطاع غزة؟، و63% من مؤيدي الانسحاب هم من ناخبي الليكود الذي صوت اعضاؤه في استفتاء ضد خطة الانسحاب التي اقترحها رئيس الوزراء الاسرائيلي ارييل شارون. وفي استطلاع آخر نشرت صحيفة معاريف نتائجه، عبر 79% من الاسرائيليين عن تأييدهم للانسحاب من غزة في اجراء احادي الجانب او بعد ابرام اتفاق، مقابل 18% يعارضون هذا الانسحاب. ولم يعبر البقية عن اي رأي. واجرى استطلاع الرأي بعد هجومين تعرض لهما الجيش الاسرائيلي في غزة اديا الى اكبر خسائر في صفوف الجيش الاسرائيلي منذ بداية الانتفاضة في ايلول/سبتمبر 2000 . وشمل الاستطلاع الذي نشرت نتائجه يديعوت احرونوت 503 اشخاص بهامش خطأ حدد ب4ر4%، بينما شمل استطلاع معاريف 501 اشخاص وحدد هامش الخطأ فيه ب5ر4% . وفي نظرة شاملة فقد تكبدت اسرائيل اكبر خسارة عسكرية على مدى عامين ومن المؤكد فيما يبدو انها ستعزز صوت أغلبية ترى ان الاحتفاظ بقطاع غزة يكلف الدولة اليهودية دماء أكثر مما تحتمل،لكن لا توجد سوى علامة ضئيلة على ان مقتل 11 جنديا اسرائيليا على ايدي نشطاء فلسطينيين سيمنح خطة رئيس الانسحاب قوة دفع حاسمة حيث أخذ معارضوها الاقوياء مقتل الجنود لترويج حججهم الرافضة للانسحاب. وقالت روزماري هوليس من المعهد الملكي للشؤون الدولية بلندن ارى انها فوضى مروعة. هذا النقاش من الممكن ان يستمر دون تقدم. وتعرضت خطة الانسحاب المطروحة والتي تساندها الولاياتالمتحدة لانتكاسة في تصويت الثاني من مايو ايار عندما صوت ضدها أعضاء حزب الليكود اليميني الذي يتزعمه شارون رغم ان استطلاعات الرأي تبين ان الخطة تحظى بتأييد غالبية الاسرائيليين بل بتأييد أغلبية ناخبي الليكود. ويصف معارضو اجلاء المستوطنين اليهود من غزة الخطة بانها مكافأة للارهاب بينما يرفض كثير من اعضاء الليكود الانسحاب من الاراضي التي احتلتها اسرائيل في حرب عام 1967. وقال شلومو فيشينسكي وهو ممثل مشهور كان ابنه ليئور من بين الجنود الخمسة الذين قتلوا في كمين في غزة يوم الاربعاء الماضي لا اريد ان يكون ابني مجرد ضحية لاعضاء الليكود المسجلين. ومن المقرر ان يشهد اليوم اختبارا لما اذا كانت الصدمة التي تعرضت لها اسرائيل ستترجم الى تحول سياسي عندما يحتشد مؤيدو الانسحاب من غزة تأييدا لما يريدون ان يكون استعراضا ضخما للتأييد. واذا تمكن ما يزيد على بضعة الاف من الحضور فمن شأن ذلك ان يكون مهما لحركة سلام تراجعت اهميتها في غمرة صراع مستمر منذ ثلاثة أعوام ونصف فيما زاد مهاجمون فلسطينيون يفجرون أنفسهم من تشدد اراء الاسرائيليين. وقال يارون لندن من صحيفة يديعوت احرونوت من الصعب معرفة متى يتحول حشد خامل الى حركة غامرة للمواطنين. لكن تجمعت على ما يبدو عدة عوامل ستجبر قادة الدولة على اتخاذ قرار. ويرى كثير من الاسرائيليين غزة منذ فترة طويلة كعبء مكلف، حيث يعيش هناك 7500 مستوطن بين 3ر1 مليون عربي مقارنة بأكثر من 230 الف مستوطن في الضفة الغربية حيث يعيش مليونا فلسطيني على الاقل يخشون ان يكلفهم انسحاب من غزة أرضا يرغبون في اقامة دولة عليها. ومن شأن تزايد تأييد الاسرائيليين للانسحاب من غزة مساعدة شارون على المضي قدما في خطته للانسحاب من جانب واحد من غزة من خلال استفتاء قومي في وقت لاحق لموازنة التصويت في الليكود. ويرى كثير من الاسرائيليين ان الانسحاب جرأ النشطاء الفلسطينيين على بدء انتفاضة في الاشهر اللاحقة، والخوف هو انه اذا انسحبت اسرائيل من غزة الان فانها فقد يشجع ذلك جماعات اسلامية مصممة على تدمير اسرائيل وتمنحهم كذلك نقطة انطلاق امنة لشن هجمات. داني نافه وزير الصحة الاسرائيلي قال اؤيد حلا سياسيا لكن اي حل سياسي يجب ان يبدأ بالاحساس بانهم خسروا. كما يرى البعض ان هجمات هذا الاسبوع كانت ستحدث في وجود أو عدم وجود خطة للانسحاب من غزة. واشار بعض المعلقين الى التقلبات السياسية وحقيقة ان شارون أوضح بالفعل رغبته في انسحاب اسرائيل من غزة لن تفعل شيئا لرفع معنويات جنود يتساءلون عما يفعلونه هناك. وقال يوم توف ساميا وهو جنرال في الاحتياط والحاكم العسكري الاسبق لقطاع غزة الجيش ينفذ مهمة شبه مستحيلة في ظروف شبه مستحيلة. خسائر اسرائيل الاخير دفعت بالرأي العام للمطالبة بالانسحاب