لم نكن بحاجة لهزة عنيفة أو حدث مفجع كحادث اصابة اللاعب احمد خريش لتتوحد القلوب ويموت التعصب وتذهب العصبية الى غير رجعة، لكن ما قدر كان والحمد لله على سلامة هذا اللاعب... (الانسان) الذي كان لاصابته الأثر الكبير في نفوس لاعبي الفريقين. فدموع الاهلاويين لم تكن لتذرف لو لم يكن بداخلهم كم هائل من العاطفة الجياشة وروح الانسانية وهو الحال الذي اجزم انه سيكون حال الاتحاديين لو حدث العكس. واذا كان الحادث قد حرك تلك المشاعر فانه بلاشك حرك ايضا بعض الملاحظات التي صاحبت الحدث وابدأ اولا بمخرج اللقاء الذي تصرف وكأن الحادث حفلة او فرح او زفة وركز على اللاعب وهو ينازع بين الحياة والموت وكأنه حقق افضل آمانيه في هذه الدنيا ونسى هذا المخرج ان خريش انسان قبل ان يكون لاعبا وهذا الانسان له احباب واقارب ومعارف بالتأكيد اصيبوا بحالة هستيرية وهم يتابعون لحظات تهز الجبال وهو ينقلها لهم بكل وضوح ودقة، واذا كانت والدتي وبناتي الصغيرات كن يبكين بحرقة وهن يتابعن هذا الحدث رغم انهن لا يعرفن عن الكرة واحوالها واللاعبين الا ما يسمعنه مني ولا يعرفن من هو احمد خريش ومع من يلعب، فاذا كان هذا هو حالهن فما هو حال عائلة خريش واحبابه ومعارفه! صحيح ان المخرج حاول ان ينقل الاحداث للملايين من المشاهدين الا انه زاد الكيل وتخطى الخطوط الحمراء واثار الجميع ممن تابع تلك اللقطات القاتلة، هذا لم يحدث فقط في القناة الثالثة بل قناة (اوربت) ايضا زادت الامور تعقيدا وهي تحاول ان تجد جديدا في أرض الملعب ولم نخرج من حالة الهستيريا التي انتابتنا والقلق الذي اصابنا الا عندما نجح الهادي جدا بتال القوس في متابعة الحدث بهدوء وانشرحت صدورنا ونحن نتابع اخباره التفاؤلية خبرا بعد آخر. اعود من جديد واقول ان هذه الحادثة ربما تنبهنا جميعا سواء كنا كتابا أو لاعبين الى ان الحياة قصيرة جدا ولا تساوي شيئا ولا تستحق منا كل هذا العناء والشقاء والتصادم والاختلاف فيما بيننا. حمدا لله على سلامة خريش، وكما يقول اهل الشام (تتذكر وما تنعاد).. ولكم تحياتي،