بعد فشل جنوب أفريقيا في الفوز بحق تنظيم بطولة كأس العالم 2006 لصالح ألمانيا بفارق صوت واحد فقط في التصفية النهائية تدخل جنوب أفريقيا الصراع الافريقي على حق استضافة البطولة 2010 تحت شعار (حياة أو موت). ويراود الامل بقوة جنوب أفريقيا في الفوز بحق التنظيم بعد مرور عشر سنوات على تخلصها من سياسة الفصل العنصري التي عزلتها عن العالم الخارجي لعقود طويلة وحجبتها عن ممارسة كافة الانشطة الدولية ومنها الرياضية حتى عام 1990. ومع تحقق المعجزة وبدء العمل بالنظام الديمقراطي في عام 1994 بدأت النظرة العامة في جنوب أفريقيا تتجه نحو الانخراط بأكبر شكل ممكن مع العالم الخارجي وسيكون ذلك في المجال الرياضي من خلال تنظيم البطولات الكبرى. ونجحت جنوب أفريقيا بالفعل في هذا المجال حيث سنحت لها الفرصة لتنظيم عدد من الاحداث الرياضية الكبيرة على الساحتين الافريقية والعالمية ونجحت في إظهار قدرتها الرائعة على تنظيم هذه الاحداث الرياضية الكبيرة. ويبرز من هذه الاحداث كأس العالم للرجبي عام 1995 وكأس الامم الافريقية عام 1996 ودورة الالعاب الافريقية عام 1999 وأخيرا كأس العالم للكريكيت عام 2003. ولعل نجاح جنوب أفريقيا الكبير في تنظيم هذه البطولات كان الدافع القوي لها على دخول التحدي الكبير بطلب تنظيم كأس العالم لكرة القدم للكبار وهي ثاني أكبر حدث رياضي في العالم بعد دورات الالعاب الاوليمبية. وعلى الرغم من خوض عدد من القوى الكروية الكبيرة الصراع على تنظيم كأس العالم عام 2006 استطاع ملف جنوب أفريقيا أن يفرض نفسه بقوة ليصل إلى التصفية النهائية مع الملف الالماني لكنه خسر بفارق صوت واحد فقط. وإزاء منح أفريقيا حق تنظيم كأس العالم 2010 لاول مرة في تاريخ اللعبة مع بداية تطبيق نظام المداورة بين القارات وجدت جنوب أفريقيا أن الفرصة سانحة أمامها لانتزاع حق تنظيم البطولة العالمية. لذلك تقدمت جنوب أفريقيا بملف طموح لتنظيم البطولة عام 2010 وقد أكد التقرير الصادر مؤخرا عن الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) أن ملف جنوب أفريقيا هو الافضل لكن من المؤكد أن هذا التقرير الذي يعبر عن وجهة نظر لجنة التفتيش لن يكون إلزاميا لاعضاء المكتب التنفيذي عند التصويت لاختيار الدولة التي ستنظم البطولة يوم 15 مايو الحالي. ويتضمن الملف الجنوب أفريقي ملخصا لتاريخ كرة القدم في هذه الدولة الواقعة في أقصى جنوب القارة السوداء والتي يبلغ عدد ممارسي اللعبة المسجلين رسميا فيها حاليا أكثر من 8.1 مليون لاعب ولاعبة رغم المنافسة الشديدة التي تلقاها اللعبة من الكريكيت والرجبي. وكان اتحاد جنوب أفريقيا لكرة القدم قد تأسس في عام 1991 عقب القضاء على سياسة الفصل العنصري بين البيض والسود رغم الشعبية الطاغية للعبة منذ أواخر القرن الماضي وكانت هذه السياسة أيضا سببا في عدم دخول جنوب أفريقيا ضمن الدول المؤسسة للاتحاد الافريقي لكرة القدم (كاف) مع مصر وأثيوبيا والسودان عام 1997 رغم جهودها في هذا المجال. وربما تكون النقطة الاساسية التي ترجح ملف جنوب أفريقيا على سائر الملفات الاخرى المتقدمة هي الاستادات الجاهزة لديها وكذلك البنية الاساسية الرائعة التي تمتلكها. ويضم ملف جنوب أفريقيا 13 استادا عالميا منها ثلاثة استادات جاهزة تماما وخمسة استادات تحتاج إلى التجديد والتحديث فقط لتكون جاهزة لاستضافة البطولة بينما لا تزال الاستادات الخمسة الاخرى على وشك الدخول في مرحلة الانشاء. وتضم العاصمة جوهانسبرجالمدينة الرياضية التي تحتوي على الاستاد المرشح لاستضافة المباراتين الافتتاحية والنهائية للبطولة وقد تأسست المدينة والاستاد الواقع فيها في عام 1987 والذي يبعد عن وسط المدينة بحوالي ثمانية كيلومترات. وتبلغ السعة الرسمية للاستاد 94700 مقعد ومن المقرر أن تنتهي أعمال التحديث فيه في أبريل 2007. وتضم جوهانسبرج أيضا استاد إليس بارك الذي تأسس عام 1982 على بعد ثلاثة كيلومترات أو مسيرة 15 دقيقة فقط من وسط المدينة وعلى الرغم من كونه استادا لكرة القدم إلا أنه استضاف أيضا نهائي بطولة كأس العالم للرجبي عام 1995 التي فازت فيها جنوب أفريقيا على نيوزيلندا. ويتسع الاستاد إلى 60 ألف مقعد ومن المقرر أن تنتهي أعمال التحديث فيه في يونيو 2005. أما مدينة دوربان الواقعة على الساحل الشرقي لجنوب أفريقيا المطل على المحيط الهندي فتضم استاد كينجز بارك الذي يبعد بمسافة كيلومتر واحد عن الساحل وتأسس عام 1957 وأجريت عليه العديد من التجديدات أكثر من مرة ومن المقرر أن تنتهي أعمال التجديد فيه في سبتمبر عام 2007. وكان هذا الاستاد الذي تبلغ سعته الرسمية 60 ألف مقعد قد استضاف المباراة الودية بين منتخبي جنوب أفريقيا وانجلترا في مايو عام 2003 ضمن حملة الترويج لملف جنوب أفريقيا علما بأنه تأسس ليكون استادا للرجبي وقد استضاف بالفعل مباراتي الدور قبل النهائي لكأس العالم للعبة عام 1995. وفي كيب تاون يوجد استاد نيولاندس الذي تأسس عام 1888 وأجريت عليه الكثير من التعديلات والتجديدات أكثر من مرة على مدار سنوات عديدة مضت وتبلغ سعته 40 ألف مقعد ويبعد عن وسط المدينة بمسافة ثمانية كيلومترات ومن المقرر أن تنتهي أعمال التجديد فيه في نوفمبر 2007. أما مدينة بلومفونتان فتضم استاد فري ستيت الذي تبلغ سعته الرسمية أيضا 40 ألف مقعد وقد تأسس عام 1952 ومن المنتظر أن تنتهي أعمال التحديث فيه في يونيو 2007 ويبعد عن وسط المدينة بحوالي كيلومترين فقط. وفي مدينة كيمبرلي من المنتظر أن ينتهي العمل في إنشاء استاد كيمبرلي الذي يسع 40 ألف مقعد في مايو 2007 ويقع على بعد خمسة كيلومترات من وسط المدينة. ومن الاستادات الجديدة أيضا هناك استاد مبومبيلا على بعد سبعة كيلومترات من وسط مدينة نيلسبروت ويسع 40 ألف مقعد وينتهي العمل في إنشائه في يونيو 2007. وهناك استاد أوبنهايمر على بعد 12 كيلومترا من مدينة أوركني وقد تأسس عام 1975 ويتسع لحوالي 40 ألف مقعد وينتهي تحديثه في أبريل 2007 واستاد بيتر موكابا على بعد خمسة كيلومترات من وسط مدينة بولوكوان ويتسع لنفس العدد من المقاعد كما ينتهي تحديثه في أبريل 2007. وفي بورت إليزابيث يوجد استاد بورت إليزابيث الذي يبعد عن وسط المدينة بعشرة كيلومترات وتبلغ سعته الرسمية 49 ألفا و500 مقعد وينتهي إنشاؤه في يونيو 2007. وفي بريتوريا يوجد استاد لوفتاس فيرسفيلد على بعد خمسة كيلومترات من وسط المدينة وقد تأسس عام 1906 وجرى تحديثه أكثر من مرة وتبلغ سعته 45 ألف مقعد وسينتهي العمل في تجديده في أبريل 2005 وكذلك هناك استاد رينبو جانكشن على بعد ثمانية كيلومترات من وسط المدينة وتبلغ سعته 41 ألف مقعد وينتهي العمل في إنشائه في نوفمبر 2007. أما الاستاد الاخير فهو رويال بافوكينج سبورتس بالاس على بعد 12 كيلومترا من وسط مدينة روستينبورج وقد افتتح في عام 1999 ويسع 40 ألف مقعد وينتهي تحديثه في نوفمبر 2005. وبالاضافة إلى هذه الاستادات تتمتع جنوب أفريقيا بوجود بنية أساسية رائعة قادرة على استضافة البطولة وهو ما أوضحه تقرير لجنة التفتيش بخلاف مجموعة كبيرة من ملاعب التدريب وكذلك وسائل الانتقالات الفردية والجماعية والاتصالات الجيدة والفنادق الفخمة.وتبدو النقطة الوحيدة السلبية في ملف جنوب أفريقيا هي المشكلة الامنية فعلى الرغم من التأكيدات القوية من جانب المسئولين في البلاد وكذلك أعضاء لجنة الملف على توفير الضمانات الجيدة لحماية كافة الفرق المشاركة وكذلك الضيوف والجماهير التي ستحضر البطولة من مختلف أنحاء العالم أكد تقرير لجنة التفتيش أن جنوب أفريقيا تفتقد الناحية الامنية بشكل كبير. الزعيم السياسي مانديلا اكبر الداعمين لملف بلاده