عزيزي رئيس التحرير قريبا تأتي الاجازة الصيفية ويدخل آلاف الأشخاص القفص الذهبي مع تمنياتنا للجميع بان يبارك الله لهم وعليهم وان يجمع بينهم في خير. وضمن هذا الاطار يتناقل الناس هذه الايام خاصة من اتعبتهم (المشاوير) وأرهقتهم المصاريف مثلا شعبيا صحيحا يقول: (يتزوج اثنين ويتعب الفين) حيث ان الاستعدادات لمظاهر الفرح تبدأ منذ وقت مبكر من أهالي الزوجين واقاربهما، فبين منشغل مع اهله في الأسواق القريبة والبعيدة لشراء ماغلا ثمنه من الطلبات ذات المواصفات العالية والنادرة والتي لاتنتهي ولكنها تأتي بالطبع على الراتب بالضرية القاضية، وبين شروط من أهل الزوجة للزوج واهله من اختيار قاعة افراح (خمسة نجوم) تتبعها اشتراطات حازمة وجازمة بعدد المعازيم المطلوب دعوتهم ونوع (الكوشة) واسم (الطقاقة)!! وما الى ذلك من اغراق في التفاصيل التي تجعل بعض الازواج يعيش اياما مأساوية قبل زواجهم في الوقت الذي يجب ان يكون فيها الزوج في راحة نفسية وجسدية وكل هذه الشروط التي بعضها (تعجيزي) وبعضها يندرج تحت مسمى (مفاوضات اللحظات الأخيرة) وهذه عادة ما تكون مستجابة. كل ذلك يحدث من منطلق تفكير سطحي يتمثل في كون العائلة الفلانية ليست افضل منا وينتنا ليست رخيصة. لذا فلا تأتي تلك الليلة الا وقد اصبح العريس في وضع لا يحسد عليه من التعب النفسي والاجهاد الجسدي وكل ذلك في سبيل بعض العادات السيئة والتقليد المقيت ولا يعي اولئك انهم مهما فعلوا فرضا الناس غاية لا تدرك. هذه الطلبات والشروط التي لها اول وليس لها آخر كثيرا ما جعلت هناك تأزما وتوترا يهدد احيانا اتمام الزواج. ورغم ذلك فكثير من الناس للاسف الشديد لا يزالون يعيشون زمن الطفرة بل اكثر من ذلك فقد زادت الكماليات والشروط والواجبات في الوقت الذي قلت فيه السيولة. ولعل تحكم النساء في كل صغيرة وكبيرة من امور الزواج هو من الاسباب الرئيسة لهذه المشكلة اذ اصبح دور الرجال التنفيذ المطلق والاستجابة المذعنة ومن ثم الحضور (الشرفي) ليلة الزفاف. وهذا يفسر بلا شك تكلف مالا يطاق من المظاهر المؤسفة والتبذير والاسراف والهدايا المكلفة وما يتبع ذلك ايضا من مخالفات شرعية من تبرج وغيره. واخيرا فبعد تعب شديد من العريس لأيام وليال قبل ليلة الزواج ومن ثم سهر حتى الفجر في تلك الليلة وبعد ان يأخذ صاحبنا زوجته في سيارة اشتراها بالاقساط وبعد وصوله الى شقته ذات الايجار المرتفع وبعد نزوله الى الشقة وتذكره مع كل درجة في السلم كيف يسدد الديون التي انهكته واثقلت عاتقه؟ أقول: اسألوا الله جميعا خاصة اهالي الزوجين ان تنتهي تلك الليلة على خير. وليد بن سليم السليم