كشفت وثائق داخلية لشركة النفط الانجلو هولندية رويال داتش شل أن إنتاج سلطنة عمان من النفط يتراجع منذ سنوات عديدة على عكس التقارير المتفائلة التي كانت تنشرها الشركة. وتثير هذه المعلومات الجديدة الكثير من الشكوك بشأن قدرة التقنيات الجديدة في مجالي التنقيب واستخراج النفط على إطالة عمر حقول النفط التي قارب مخزونها على النفاد في الشرق الاوسط. وذكرت صحيفة نيويورك تايمز الامريكية في موقعها على الانترنت الخميس إن الوثائق الداخلية والتقارير الفنية لشركة شل توضح أن انتاج حقل يبال أكبر حقول النفط في عمان بدأ يتراجع بسرعة منذ عام1997. ويختلف هذا عما قاله سير فيليب واطس رئيس مجلس إدارة شل في عام 2002 إن "التطورات الكبيرة في أعمال الحفر" تتيح للشركة "استخراج المزيد من النفط من الحقول التي قارب مخزونها على النفاد". ورغم أن حقول عمان لا تمثل نسبة كبيرة من حقول النفط التي تمتلكها وتديرها شركة شل إلا أن الخبراء ينظرون إلى هذه المعلومات بقلق بالغ كمؤشر على المخاطر التي تهدد مستقبل أصول شركات النفط الغربية التي تعمل في المنطقة. ويقول مهندسو ومراجعو شركة شل وعمان للنفط التي تدير حقل يبال إن التقنيات التي قال عنها واطس إنها ستؤدي إلى زيادة الانتاج لم تفعل ذلك ولكنها زادت نسبة المياه التي تخرج مع خام النفط لتصل إلى تسعين في المئة منه مما يرفع تكلفة الانتاج. ويرى الخبراء أن تجربة التكنولوجيا الحديثة لشل في عمان تشير إلى أن تطور تقنيات الحفر لن تعيد الايام السعيدة لانتاج النفط في العديد من دول الشرق الاوسط. وقد أثار الكشف عن الوثائق الداخلية لشركة شل بشأن مستقبل انتاج حقل يبال من النفط ردود أفعال واسعة في أوروبا وأمريكا. وبدأت السلطات الاوروبية والامريكية المعنية التحقيق فيما إذا كانت هذه البيانات تنطوي على مخالفة لقوانين الشركات في ضوء البيانات المخالفة التي كانت إدارة الشركة في عهد رئيس مجلس إدارتها السابق سير فيليب واطس عن التطورات الايجابية لحقول النفط العمانية.